باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
taawuniya 1135*120

قصص بطعم المأساة.. يرويها إعلامي من سواكن

727

 

الإعلامي والمنتج التلفزيوني مصعب كاروري، ذهب إلى العمرة عبر ميناء بورتسودان، وهناك فاضت عيناه بالدمع من هول ما رأى..

لكن قبل أن يغادر الميناء وأثناء الرحلة وحتى بعد الوصول إلى جدة، ظل يكتب في قصص عن أحوال المعتمرين العالقين  وأرسلها إلى موقع باج نيوز، للنشر..

تبقت ساعات على انتهاء شهر رمضان.. ورغم حل الجهات المختصة أحوال عدد من المعتمرين، إلا أن كثيرٌ منهم مازالوا عالقين الأمر الذي يصعب من أدائهم عمرة رمضان، إن لم تُحسم قضيتهم خلال اليوم (الأربعاء).

الموقع ينشر قصص كاروري التي دونها من أصحابها كما هي

سواكن: باج نيوز

(1)

محمد عبدالحليم في السبعين من عمره ،ذهب إلى العمرة بصحبة  والدته وزوجته عن طريق وكالة الحديقة وكانت  تكاليف العمرة وقتئذٍ إحدي عشر ألف جنيه بدون التذاكر، لكن الوكالة عطلت إجراءته الى أن وصل سعر التذكرة إلى اثني عشر ألف جنيه، وخوفاً من فقدان فرصة الإعتمار حول محمد عبدالحليم السفر من الطائرة  إلى الباخرة، وهنا بدأت فصول مأساة جديدة.. وضع بائس لايُحتمل وعندما حان وقت السفر أخبرهم مندوب الوكالة أنه تحصل على كرتين فقط  للصعود إلى الباخرة واقترح عليه أن يتحصل على الثالث من السوق الأسود، رغم أن تأشيرة العمرة تبقى لها يومين، ويضيف قائلاً: “اشتريت كرت بألف وخمسمائة جنيه ولهذا السبب تخلف كثيرين من أداء العمرة، بعد ذلك حزمت حقائبي إلى الباخرة لأًتفاجأ بتوقيفي بمشكلة أخرى أن الوكالة أهملت مسألة التأشيرة لجوازي وهذه المشكلة أدخَلت أمي وزوجتي في حالة بكاء هستيري”.

ويقول الرجل السبعيني إنه نال التأشيرة وصعد إلى الباخرة مشيراً إلى أنهم متجهون إلى جدة بدون مفوج أو هاتف ومعه حريم كبار في السن لا يدري من أين يبدأون وأين ينتهون.

 

(2)

علاء الدين  يحي، شاب في بداية العشرينات من عمره يعمل بوزارة المعادن يحكي عن تعرضه لابتزاز مارسته الوكالات بحق المعتمرين، بدأت فصول قصته حينما قَدَمَ إلى العمرة لأمه وخالته في وقت مبكر لكن لم تتم الموافقة إلا في شهر رمضان، مبيناً أن للوكالات أساليب وخدع كثيرة يلجأون إليها شهدها بنفسه ومنها بيع كروت الصعود إلى الباخرة، ويقول ” المفوج يُلزمك بالنزول في فندق معين على أن تكون المدة أكثر من خمسة أيام بغرض الفائدة” ويشير إلى أنه من الصعوبة بمكان العثو على مندوب الوكالة في بورتسودان، لكنه قبل يوم واحد من إنتهاء التأشيرة تفاجأ بمندوب الوكالة يسأل عنه لإكمال الإجراءات، حينها بدأ يُفكر في العودة إلى الخرطوم، إلى أن هيأ الله له بابكر دوبا صاحب وكالة سهل أمر سفره دون أن يتقاضي أي أجر.

 

(3)

فضل مكي عبدالسلام من أمدرمان إلتقيته في سطح الباخرة وهو يتوسد هموم الدنيا ويئن من وطئتها سارح ببصره في أمواج البحر المتلاطمة، بنبرة حزينة حكي لي أنه حرم نفسه من أشياء مهمة في حياته مقابل أداء العمرة، حيث قال إنه دفع لوكالة وابل بالخرطوم تسعة آلاف جنيه واكتشف في الآخر أن المبلغ غير موحد، ومادفعه أكثر من المطلوب لأن أصحاب الوكالات يستغلون جهل الناس.

ويُضيف “سافرت إلى سواكن ومكثت بها خمسة أيام على قارعة الطريق وجدت فيها صنوف من المعاناة واكتشفت أن أصحاب الوكالات (يبيعون ويشترون في الناس) ولايوجد أي مناديب للاستقبال وشاهدت الجوازات مفروشة على الأسِرَة وأن الناس يبيتون في العراء للحصول على كرت الباخرة، ويفطرون بتمرة على الصف”.

وأنه خوفاً من الرجوع اشترى كرت الصعود من السوق الأسود بألف وستمائة جنيه وفي الواقع قيمته ثمانية عشر جنيهاً.

 

(4)

أما صاحبة القصة التالية متفائلة بأداء شعيرة العمرة لأن الوكالة رسمت لهم أحلام وردية لكن سرعان ما اكتشفوا وقوعهم في مصيدة الاحتيال.

عرفت قصتها من إبنها الذي دعاني لتناول وجبة الإفطار على الباخرة قائلاً إن وعود أصحاب الوكالات سمحة لكن الواقع غير.

يضيف “تأخرت مسألة إستلام الجوازات وسافرنا إلى سواكن حسب توجيه أصحاب الوكالة ومكثنا في سواكن أربعة أيام في سراير (مجدعة) وكل خمسة حريم في سرير واحد وعلى الشارع ” وأنهم جلبوا فرشة لتخفف عليهم الزحمة على السرائر، وبعد مرور خمسة أيام حصلوا على الكرت وكانوا غير مصدقين، لأن تأشيرتهم شارفت على الانتهاء، وفي خضم تلك الأحداث،  صعد فجأةً عمال الباخرة المصرين وأغلقوا الأبواب في وجه الركاب بحجة اكتمال العدد، وضجت كل الباخرة من بكاء طفلة في الخامسة من عمرها داخل الباخرة و أمها بالخارج تنتظر دورها للصعود، ورفض المصرين دخول أي راكب إضافي حتى لو كانت والدة الطفلة وهنا تدخلت الشرطة وانحازت للعمال وثار الجميع ضد هذا التصرف اللا إنساني وأنجلت الأزمة بدخول والدة الطفلة وبقية الركاب.

 

(5)

ماهر علي رغم ما تعرض له من مطبات طلب عدم ذكر الوكالة لأن ملكيتها تعود لصاحبه، حيث أشا إلى أنه دفع ثلاثة آلاف جنيه رسوم عمرة من غير خدمات، ارتدى ماهر (الإحرام) في الباخرة وكان يكبر في سعادة شديدة.

تقول قصته إن المندوب أخبره باكتمال جميع الإجراءات وسلمه التذكرة دون كرت الصعود إلى الباخرة، حيث كلفه الكرت  الوقوف في الصف لأربعه أيام متتالية والفطور بشق تمرة، وفي الآخر (قِنِع) من الحصول على الكرت، وقرر الصعود إلى الباخرة بدونه وىشتبك مع شرطة الميناء وأخبرهم أن تأشيرته ىنتهت وقرر عدم العودة إلى إهله دون عمرة، وسجلت الشرطة إسمه في كشف المعالجات مؤكداً أنه لايهمه ما سيحدث له.

(6)

أما عبدالعزيز محمد عثمان يحكي بمرارة قصة العودة، أنه بعد أن اكمل أداء  مناسك العمرة انتظر العودة  لثلاثة أيام لكن لا أمل قريب لحضور العيد مع أبنائه، ويقول “هنالك نساء كبار في السن مكثنَّ بالفندق لم يؤدينَّ مناسك العمرة لعدم وجود مفوج أو مندوب ليرشدهنَّ، وأن أصحاب الفنادق في المدينة لايقبلون المعتمرون السودانين بحجة عدم إلتزام المفوجين السودانين بالإضافة إلى أنهم غير معروفين بالنسبة لهم، ولولا تدخل السلطات السعودية لكان مصيرالمعتمرين الشارع”.

إنتهت نماذج فصول المأساة المفجعة كما وردتنا، وهذا هو حال المعتمرين السودانين الذين تعرض كثيرٌ منهم إلى نصب  وإحتيال وإبتزازمن أصحاب الوكالات.

 

التعليقات مغلقة.

error: