تلقى رئيس الجمهورية المشير عمر البشير (وثيقة بيعة ) مرشحاً لدورة رئاسية جديدة في الانتخابات المزمع اجراؤها في العام 2020م من القوات المسلحة وسلم وثيقة البيعة وزير الدفاع الفريق عوض بن عوف بحضور نائب رئيس الاركان المشتركة والمفتش العام ، رئيس هيئة العمليات المشتركة ورؤساء رئاسة الاركان المشتركة والنواب ومديري الادارات وقادة الوحدات في احتفال بمنسقية الخدمة الوطنية . وامتدح البشير منسوبي الخدمة الوطنية وقال انها مدرسة اسهمت في رفع الحس والولاء الوطني لدي الشباب ، واضاف اثناء تدشين المشروعات الالكترونية للمنسقية أمس الاول (الأحد) بمقر المنسقية انه اطمئن علي ان الخدمة الوطنية ارتقت من حيث التقنية و الحوسبة وتسهيل الاجراءات والتعامل مع المواطنين ورفع الحس الوطني .
اعادة ترشيح الرئيس البشير في انتخابات 2020م ، شغلت أوساط عديدة ،بين مؤيد و معارض بما فى ذلك المؤتمر الوطنى نفسه ،و على غير ما متبع افتتح السباق الانتخابى مبكرا ، و سارعت حكومات
بعض الولايات بالاضافة لقوي سياسية حزبية ، و قبلية و طرق صوفية و اعلنت تأييدها لترشيح البشير بالرغم من ادراك هذه الجهات ان الترشيح رسميا يأتى من المؤتمر الوطنى.. ربما الحركة الاسلامية و على غير ما متوقع لم تعلن موقفآ و اضحآ حتى الان .
الا ان المدهش في الأمر بروز الجيش ايضاً في المشهد موجهاً رسالة هي الأوضح بخصوص ذات الموضوع .
ترتيبات كثيرة تجري علي ما يبدو بشأن انتخابات 2020م لذا كان منطقياَ تباري قوى سياسية و جماعات موالية للحكومة منذ وقت مبكر لتبني اعادة ترشيح البشير ، لكن اللافت كان دخول الجيش والخدمة الوطنية في هذا السباق ، حيث أعلن منسق الخدمة الوطنية الدكتور ياسر عثمان انهم بايعوا الرئيس البشير لاعادة انتخابه في 2020م . الرئيس البشير تسلم الوثيقة من وزير الدفاع الفريق اول ركن عوض بن عوف ، الأمر الذي اعتبره المراقبون رسالة قوية دفع بها الجيش من داخل مقر المنسقية العامة للخدمة الوطنية تتلخص في أن المؤسسة العسكرية تقف مع ترشيح الرئيس لدورة رئاسية جديدة.
الدستور حدد وضع القوات و مهامها وواجباتها ووصفها بالقومية و جاء ذلك فى المادة 144 من الدستور ..و فصل قانون القوات المسلحة لسنة 2007م تعديل 2013م ،فجاء فى المادة 5/1 (القوات المسلحة قوات نظامية قومية التكوين-إحترافية و غير حزبية )،و جاءت المادة (19) فحدد قسم الولاء (اقسم بالله العظيم ان أنذر حياتى لله و الوطن و خدمة الشعب فى صدق و امانة)..
ولما كانت هذه نصوص دستورية و قانونية فلم يكن مفهوما ان تزج قيادة القوات المسلحة نفسها فى صراع سياسي و تعلن انحيازها لمرشح احد الأحزاب دون غيره.. وهو أمر يفتح الباب على مصراعيه للتنافس الحزبى داخل القوات المسلحة و يهدد قوميتها و احترافيتها..و لا يجوز هذا حتى أن كان البشير قد قرر الاستقالة من المؤتمر الوطنى و الترشح قوميا.. القوات المسلحة محظور عليها الدخول فى العمل السياسى و صراعاته.
التعليقات مغلقة.