إلي أن نلتقي
إهدار الأهداف لم يكن يوماً علامة تدلل على ضعف قدرات من يهدر الاهداف، واللاعب الهداف هو عملة نادرة في يومنا هذا تلك هي الحقيقة والا لما كان رونالدو هو (تميمة) كل الاندية التي يلعب لها بداية من ناديه في البرتغال مروراً بالمان يونايتد نهاية بريال مدريد، فرونالدو استطاع ان يكسر كل الارقام لأنه من مواليد منطقة الجزاء وان اهدر رونالدو هدفاً يحاسب عليه باعتبار انه لاعب هداف وانتدب من اجل احراز الاهداف.
دعونا من رونالدو تعالوا لـ (بنزينا) او كما قال الكاردينال، بنزيمة رغم انه مهاجم صريح الا انه يتفنن في حرق أعصاب جماهير محبي الريال برعونته أمام المرمى واهداره للفرص، وعندما تشاهد بنزيمة يهدر الاهداف تظن انه لاعب مبتدئ ولا علاقة له بكرة القدم او الهجوم من قريب او بعيد رغم انه يلعب في افضل ناد بالعالم، تعالوا لنرى من يصنع لرونالدو الأهداف، هناك مودريتش، كروز، وبقية لاعبي الوسط والهجوم كلهم يجتهدون لصناعة الاهداف من أجل ان يحرزها رونالدو او بنزيما او حتى اسنسيو وجارث بيل، وعندما يكثر رونالدو من اضاعة الاهداف تضج مدينة مدريد وتسخط ، ويصبح رونالدو مادة دسمة لكل الصحف السيارة في اسبانيا لأن رونالدو بات لا يحرز الاهداف في وجود أمهر ممر في العالم (كروز) تلك هي كرة القدم، وعندما لا يوفقك المولى في احراز الأهداف تصبح وكأنك لا علاقة لك بكرة القدم.
ما ذكرتهم يعدون افضل نجوم العالم ويتواجدون في افضل اندية العالم مع افضل لاعبي الوسط في العالم رغم ذلك يهدرون الفرص المضمونة، فمابالك بلاعب وسط تفتقت عبقرية المدربين وجعلوا منه مهاجماً صريحاً لحوجة الفريق، انه محمد احمد بشير الشهير بـ(بشة) ، حوجة الهلال جعلت منه مهاجماً صريحاً، كان بامكانه ان يرفض المشاركة في هذه الخانة بكل بساطة، كان بامكانه ان يعتذر بكل لطف في عدم وجود ممون او (صانع لعب) لكنه ان فعلها ورفض المشاركة في خط الهجوم رغم انه لاعب وسط لقامت الدنيا ولوصفوه بأنه لاعب متمرد يريد افشال مدربه او ربما قالوا انه من جماعة الأرباب لا يريد للهلال ان ينتصر، وان شارك مهاجما وأهدر الفرص كما حدث في مباراة نهضة بركان الأخيرة فهو عندهم لاعب انتهى عمره الافتراضي ويجب على الكاردينال ان يعدمه ويقوم بشنقه أمام بوابة نادي الهلال (قبل الاغلاق) ..!
بشة أهدر أكثر من فرصتين في مباراة نهضة بركان الأخيرة تلك هي الحقيقة لكن ان يهدر اي من اللاعبين الفرص فهذا لا يعني بأي حال من الأحوال ان نعد له المشانق ونطالب بشطبه وان فعلنا هذا او فعل غيرنا هذا حتى في الدول الاوربية لما بقي مهاجما على قيد الحياة .
كرة القدم لعبة تحتاج الي تركيز عال، تحتاج الي تدريب عال، تحتاج الى مدرب يصنع من المهاجم العادي مهاجماً مرعباً فما بالك بمدرب لا يملك أدنى امكانات يسعى لجعل لاعب وسط مهاجماً مطلوب منه احراز الأهداف.
أنا هنا لست مدافعا عن بشة لأن (اهداف بشة) تتحدث عن نفسها ، فكم من مرة ادخل بشة الفرحة في قلوب كل أهل الهلال والسودان ، وكم من مرة تغنت الجماهير ببشة واهدافه الحاسمة ، وكم من مرة أطنبت الصحافة الرياضية على حسن قيادة بشه لزملائه اللاعبين، ان أردنا ان نحصي أهداف بشة الحاسمة لتوارى الذين يطالبون بشطبه الآن خجلاً.
بشة لاعب وسط تلك الحقيقة يدركها الجميع ، واحراز بشة للاهداف تلك موهبة ربانية لم يصنعها محمد الطيب فان وافق بشة على اللعب مهاجماً فهذا من أجل الهلال، وان اخفق فله أجر المجتهد لأنه يؤدي في خانة لم يتعود عليها الا في زمن مدربي الغفلة.
علينا ان نشكر بشة لأن موافقته على اللعب مهاجماً جلب له السخط وجعل الاقلام تطالب بشطبه الآن، علينا ان نقدم له الشكر والعرفان لأنه لعب مهاجماً أمام (3) من لاعبي المحور في غياب اي ممون او صانع لعب، وحتى الفرص التي اهدرها لم (تٌصنع) له ولا يوجد صانع لعب أصلاً في تلك القائمة التي دفع بها محمد الطيب فكيف نطلب من بشة ان يحرز الاهداف؟؟
عندما اشرك محمد الطيب بشة كمهاجم صريح لم يكن ذلك لعبقرية يتمتع بها محمد الطيب ، محمد الطيب عندما كان مساعدا لفارياس كان شاهدا على مشاركة بشة كمهاجم لكنه مهاجم خفي يأتي من خلف المهاجمين اي بمعنى هناك مهاجمين اثنين يكملهما بشة لثلاثة وهنا تكمن خطورة بشة في الاتيان من الخلف، لكن محمد الطيب اراد ان تكن له شخصيته الخاصة فاشرك بشة في خانة المهاجم الصريح مع جيوفياني والطبيعي ان يفشل في احراز الاهداف لانعدام التمويل.
اخفاق بشة في المقدمة الهجومية مسئول منه محمد الطيب في المقام الاول لأن الطيب لا يملك القدرة الكافية التي تصنع من لاعب الوسط (بشة) مهاجماً صريحاً يجيد احراز الأهداف وهذا ما يدفعني مكرراً ان الهلال في حوجة لمدرب قبل حوجته للاعبين.
أخيراً أخيراً ..!
قرر مجلس ادارة نادي الهلال الاستغناء عن خدمات مهاجم الفريق محمد موسى (البلدوزر) ليس هذا هو الخبر، لكن الخبر ان مجلس ادارة نادي الهلال استند على التقرير الفني الذي اعده محمد الطيب، محمد الطيب عندما كان مشرفاً على تدريب الشرطة القضارف كان يشرك البلدوزر باستمرار تلك حقيقة يدركها الجميع، بل ان محمد موسى يومها كان هدافاً للدرجة الممتازة الأمر الذي دفع الهلال للتعاقد معه وقيده في كشوفات الفريق رغم تحفظنا يومها على عملية التسجيل باعتبار ان اللاعب كبير في السن، المهم عندما تولى الطيب تدريب الهلال ظل البلدوزر حبيس مقاعد البدلاء، نعم الشرطة لا تقارن بالهلال من حيث الامكانات الفنية والبشرية والمادية لكن قناعة الطيب به جعلت منه أساسياً في الشرطة وهدافا للممتاز وعندما جاء الطيب مدرباً للهلال كان قراره الاستغناء عن خدماته فبربكم ماذا نقول..؟
وما ينطبق على محمد موسى ينطبق أيضاً على حسين أفول لاعب الطرف الايمن بالفرقة الزرقاء، واذكر ان الطيب خرج على الاعلام موضحاً أسباب إبعاده لافول عن المباريات فأكد انه على خلاف معه ، فبربكم ماذا نقول ؟؟
أخيراً جداً ..!
عزيزي محمد الطيب البقاء في المنطقة الفنية للهلال لا يتطلب منك ان تحمل (هاتفك) باستمرار اثناء المباريات كأنك في انتظار مكالمة مهمة من شخصية مهمة، البقاء في المنطقة الفنية للهلال عزيزي محمد الطيب يأتي بالامكانات الكبيرة وحسن قيادة الفريق لتحقيق الانتصارات وليس تعليق فشلك على التحكيم وكأنك قمت باللازم وزيادة لكن الحكم ظلمك ووقف لك بالمرصاد واراد ان يهزم فريقك .
أعيد وأكرر، الهلال يحتاج لمدرب لا يحمل هاتفه اثناء سير المباريات انتظاراً لمكالمة مهمة من شخصية مهمة، ولا أزيد.
اذهبوا فانتم الطلقاء
التعليقات مغلقة.