باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
1135*120   Last

نازك شمام: أزمة من نوع آخر

واحد صحيح

828

مبررات ومرجعيات كثيرة ساقتها الدولة لتبرير أزمة الوقود التي شارفت على إكمال شهرها الثاني، بعضها كان مقنعا للرأي العام والآخر يعد في إطار الإهمال وعدم التحوط، فكل بلدان العالم معرضة للأزمات ولكن يبقى التحدي في كيفية إدارة الأزمة وهو الأمر الذي يجعل الدول تتقدم بعضها عن بعض ولكن أكثر ما يعاب على الدولة وعلى جهات الاختصاص المنوط بها وضع الحلول استعجالها في الإعلان عن اقتراب نهاية الأزمة أو نهايتها الفعلية مع بدء مصفاة الخرطوم التشغيل التجريبي منذ أمس الأول، إلا أن الواقع يكذب الحال فلا تزال مئات المركبات تتكدس أمام طلمبات الوقود وتتطاول صفوفها إلى حد اللا رؤية بينما يبقى عدد من المحطات مغلقا أبوابه بحجة نفاذ الوقود.
إصرار الدولة على أن الأزمة قد شارفت على نهايتها دون وجود نتيجة ملموسة على أرض الواقع يجعلها تفقد رصيد مصداقيتها لدى المواطن يوما بعد آخر وينقطع حبل الثقة المهترئ في الأصل بما يجعل حديثها في المنابر العامة (حديثا استهلاكيا) في نظر الشارع العام وستحتاج إلى عشرات السنوات لإعادة بناء جدار ثقة متين بينها وبين مواطنها.
الدول التي تحترم مواطنيها تضع خططا مدروسة ومؤقتة بمواعيد الأزمات الدورية كما هو الحال مع دخول مصفاة الخرطوم للصيانه الدورية والمحددة في كل عام بين شهري مارس وأبريل وتنسق مع الجهات الأخرى لاستيراد حاجتها من الوقود حتى نهاية الصيانة ومن ثم تطبق إجراءاتها الاحترازية لتخفيف الأزمة، فلا يعقل أن تضع إجراءات بتحديد سقوف تعبئة الوقود وفي ذات الوقت تعلن عن انتهاء الأزمة فالأمران لا يستقيمان بل يجعل من الجهات فريسة للتندر والفكاهات عبر وسائل التواصل الاجتماعي وهو ما يقلل من احترام المواطن لولاة أمره.
أشياء صغيرة وحساسة على كل التنفيذيين مراعاتها عقب اندلاع الأزمات في قطاعاتهم وهي إعلاء نبرة المصداقية على نبرة الوعود غير الصادقة لأن تكلفة الاخيرة تكون باهظة الثمن فالمواطن يظل في حاجة إلى وعود صادقة في ما يخص معاشه اليومي فهو إذا احتمل معاناته اليومية في كسب العيش وضعف العائد وعدم كفايته في تسيير حياته فإنه يرغب على الأقل في التنقل بسهولة ويسر بين مكان إقامته إلى مكان عمله دون صعوبات تواجهه أو عقبات تهدر وقته بما يتطلب أن يكون المسؤولون أقل تسرعا في إعلان نهاية الأزمات لأن ذلك في عرف المواطن أزمة من نوع آخر.

التعليقات مغلقة.

error: