موتى محتملين..
– صديقي العزيز أعود إليك هذه المرة المتأخرة من التفكير وأخوض معك غمار التجربة بالمشي على حافة السيف. تماماً كالمشي في زيغ الحياة الرهيف، سنفرغ حقائبنا من الأعذار لنمشي خفاف ولطاف في معية الطريق.كي لا نعاني من الترهل الذي ينتابنا عند كل تفكير. فما خف وزنه لن يزعج اصطحابه، سنصفي دماء الجنون ونفرط أوردتنا الفاسدة.
– نعم.. دعنا نمضي.. وإن أدمانا الألم.
– وسط جاكسون الموقف يرن صوت انذار بطريقة مزعجة، على مقربة منا وشابان متضخمان بجواره يتجادلان. اتضح انهما بالقرب من جهاز لقياس الوزن.
– (يا زول ضعفت شنو وما ضعفت. وزني زاد وما سمنت! أفو أسترجل! ما بوزن نفسي. كمان دي خيابة جديدة)
-هو يعتقد أن قياس وزنه بالأرطال يقدح في رجولته، وتماماً كما يفعل من الأشياء التي ترفع من قدره بين نظرائه من الرجال غير مسبسبي الشعر، إذ من غير اللائق في نظره أن يشرب أحدهم مياه صحية أو يستخدم كريم دابر أملا.
– يرى الرجولة في عدم الذهاب إلى طبيب نفسي أو آخر بخصوص الناسور وغيره.
– الرجولة في شرب الماء العكر في الأزيار، وقرمشة البصل والعجور وشرب البيض الفاسد.
– الرجولة ألا تتأفف من الذباب في المطاعم الشعبية وألا تشتكي من رداءة الطعام، وألا تتفحص صلاحية المعلبات. هكذا تكون رجولتك مكتملة النصاب، تلغف الطعام في أي مطعم مليء بالبنابر وتمسح بقايا الطعام بطرف جلابتك.
– تحتسي شاي منعنع ولا تهتم إلى نظافة الكوب والأفواه التي لعقت حافته، الرجولة في كونك تقضي حاجتك عند أي زقاق ولا تتأفف كالحناكيش باهتي الرجولة.
– يا بعيد تعال قريب.
– هذه النظرة تؤدي بصاحبها إلى التهلكة فمن البؤس أن يفكر أحدهم على هذه النحو، هؤلاء يا صديقي موتى محتملين يتأبطون تشوهات تربوية، يا صديقي العزيز إن وافقتني الرأي فان هناك الكثير من السلبيات التي لا يقبلها العقل. أ من الممكن أن هناك أناس في الحياة يفصدون وجوه بناتنا بداعي الجمال، وأناس يفعلون أكثر من ذلك في الإناث بأمواسهم، ورجال يعذبون أنفسهم بالبطان، الجلد بالسياط بند في حدود السكر والزنا والتأديب، وليس للمتعة والفرجة وزغاريد النساء
التعليقات مغلقة.