سؤال يفرض نفسه بقوة: ما هو الهدف من الإجراءات التي قامت بها الجهات الاقتصادية في الفترة الأخيرة حينما سعت لضبط سعر الصرف وعودته إلى رشده بعد أن تجاوز كل التوقعات ولامس حاجز الـ(45) جنيها في إشارة للتدهور الكبير لقيمة العملة الوطنية؟.. ربما تكون الإجابة النموذجية أن: الدولة تسعى إلى ترشيد استخدامات النقد الأجنبي لترتيب الأولويات. وهنا يطرح سؤال آخر: ما هي الأولويات في نظر البنك المركزي في ظل جميع هذه الأزمات التي لا تكاد تنطفئ أزمة منها إلا وتشتعل أزمة في مكان آخر.
منذ بداية العام الحالي والبلاد تتراجع اقتصاديا بصورة كبيرة والأزمات تتلاحق بعضها إثر بعض، بدءاً كان الارتفاع الكبير في أسعار السلع الاستهلاكية بسبب ارتفاع أسعار الدولار ومن ثم جاءت القرارات الداعمة لضبط أسعار الدولار عبر عدد كبير من القرارات والإجراءات ونجحت في تراجع الأسعار نسبيا إلا أن المشكل لا يزال قائما وأسعار السلع لا زالت ترتفع يوما بعد يوم وتمددت الأزمات بسبب إجراءات ضبط أسعار الصرف فخلقت أزمات أخرى بدأت بوادرها في الظهور حيث تعاني الأسواق من ندرة في سلع مهمة وحساسة في مقدمتها الأدوية والمستهلكات الطبية هذا بالطبع غير الأزمات الأخرى في بعض السلع المهمة الذي جعل الدولة تعيد بعض حساباتها في فتح باب الاستيراد لها.
على البنك المركزي أن يكون أكثر دقة في تحديد أولويات استخدامات النقد الأجنبي فإذا كان يرى أن توفير الوقود والأدوية والسكر والقمح وغيرها من السلع المهمة ليس في خانة الأولويات فعليه أن يكون شجاعا ويخرج للرأي العام ويحدد الأولويات التي يراها مهمة حتى يعرف المواطن على أي أرض يقف بدلا عن المعاناة اليومية في ظل عدم وجود مواصلات وضياع الوقت في انتظار محطات الوقود والبحث عن دواء؛ فهذا يجعل المواطن يفقد ثقته تماما في أن يكون هنالك من يتولى أمره وأمر معيشته بل ويستشعر أن هنالك عداء بين الحكومة وشعبها.
يظل البنك المركزي على فوهة المدفع في ظل الظروف الآنية والازمات المتعاقبة التي تستدعي تفكيرا سليما ورؤية واضحة للخروج من هذا النفق المظلم، فالأمر لن يستقيم حتى ولو أصدر مئات البيانات التوضيحية لتكذيب الحقائق والتي تبدو واضحة وماثلة للعيان.
نازك شمام
عاجل
- رئيس مجلس النواب الأميركي يعلن فوز ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية
- الجيش يبسط سيطرته على الدندر
- استشهاد قائد منطقة البطانة العميد أحمد شاع الدين
- البرهان يتفقد المواطنيين بمدينة أمدرمان
- طيران الجيش يقصف مواقع تجمعات قوات الدعم السريع شرق الفاشر
- السودان.. إسقاط مسيرات في مدينة كوستي
- السودان.. حرق برج الاتصالات في الخرطوم
- حميدتي يقيل مستشاره يوسف عزّت
- الجيش يصدّ هجومًا للدعم السريع على مدينة سنار
- السودان..إسقاط مسيرات في كوستي
التعليقات مغلقة.