باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
1135*120   Last

(ترحال).. تهدد عرش التاكسي الأصفر والأمجاد

4٬975

 

الخرطوم: باج نيوز

اضطر أحمد يس للتخلص من سيارة الأجرة “الأمجاد” التي يمتلكها منذ سنوات، واتجه لشراء عربة أخرى من طراز “أكسنت موديل 2016” ، والتحق بالعمل ضمن فريق شركة “ترحال” التي دخلت سوق النقل العام مؤخراً.

يقول يس “40 عاماً” إن عمل الأمجاد لم يعد كما كان في الأول بعد انتشار شركات الأجرة الملاكي “ترحال وغيرها”، ويشير في حديثه لـ (باج نيوز)، إلى وجود إقبال كبير من المواطنين على استخدام سيارات الأجرة الملاكي عبر تطبيق الهاتف خاصة فئة الشباب من الجنسين.

“ترحال” تطبيق على الهواتف المحمولة يتيح طلب سيارة أجرة، لكن يشترط على طالب الخدمة أن يكون متصلاً بالإنترنت حتى يتسنى له الدخول للتطبيق، وتحديد موقعه ومن ثم تقديم طلبه.

بالمقابل اتفق محمد حمد، سائق التاكسي مع يس، حول تراجع عمل سيارات الأجرة الأخرى بعد دخول شركات النقل إلى سوق العمل بالبلاد، غير أن حمد يرى في حديثه لـ (باج نيوز)، أن الشركات لن تستمر طويلاً في العمل بسبب ارتفاع أسعار قطع الغيار ورداءة الشوارع الداخلية في العاصمة الخرطوم.

 

ويشير حمد إلى أن معظم السيارات العاملة في مجال شركات الأجرة من الموديلات الحديثة، لذلك لن “تصمد”، ويضيف أن “مشواراً واحداً لأحد الأحياء الشعبية المنتشرة بأطراف الخرطوم، يمكن أن يكلف صاحب السيارة قطع غيار بضعف ثمن الأجرة بسبب رداءة الطرق”، قبل أن يشير إلى أن معظم سيارات التاكسي الأصفر الشهيرة بالخرطوم، تعمل منذ ثمانينيات القرن الماضي، لذلك “تحتمل ضغط العمل بالعاصمة ورداءة شوارعها الترابية”، كما لفت إلى انتشار سيارات ملاكي حديثة عليها علامة الأجرة الصفراء في شوارع العاصمة السودانية.

ورصدت (باج نيوز) لوحات إعلانية ضخمة لشركات الأجرة، خاصة “ترحال” في الشوارع الرئيسية بالخرطوم، الأمر الذي ساهم في انتشارها، بجانب توزيع تطبيق الشركة في مواقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” و”تويتر”.

من جهتها، تؤكد مها بشير أنها باتت تعتمد على “ترحال” في مشاويرها، وأضافت: “لا توجد مقارنة.. سيارات ترحال حديثة ومكيفة عكس عربات الأجرة الأخرى المتهالكة.. لاسيما أنها تصلك في مكانك، فقط ما عليك إلا الدخول للتطبيق على الهاتف وتحديد موقعك”.

وتضيف مها (29 عاماً): “كنت في السابق أصاب بالصداع من شدة ارتفاع درجات الحرارة أثناء استقلال سيارات الأجرة، خاصة في أوقات الزحمة، لأنها غير مكيفة”. وتابعت: “لكنني الآن أستقل سيارة مكيفة وأصل مكان عملي بكل سهولة.. رفاهية من الباب للباب”.

بينما يعرب الكثيرون عن تخوفهم من استخدام سيارات الأجرة الملاكي، وتشير مها إلى أنها آمنة ورخيصة مقارنة بسيارات الأجرة الأخرى.

وبالنسبة لمها، فإن “ترحال” لها ميزات أخرى، من بينها أن قيمة الأجرة حسب المسافة وليست بمزاج السائق، وتضيف أن بعض سائقي التاكسي “يشطحون في ثمن المشوار، كما يستقل بعضهم المواطن خاصة في أوقات الذروة وفي الساعات المتأخرة من الليل”، وتشير إلى أن “قيمة مشوار بـ (50) جنيهاً بالنهار يمكن أن تكلفك (200) جنيه في الليل”.

مؤخراً، بات عدد كبير من الموظفين الذين يمتلكون سيارات حديثة، يعملون مع شركات النقل الملاكي خاصة بعد انتهاء الدوام، ويقول إسحق مختار، إنه تخلى عن وظيفة مسائية وانضم للعمل مع شركة “ترحال” كسائق أجرة.

ويشير مختار الذي يعمل محاسباً في شركة خاصة في حديثه لـ (باج نيوز) إلى أنه يحصل على ضعف راتبه من عمله، ويتابع: “أفكر في التخلي عن وظيفتي والتفرغ للعمل في مجال النقل العام”.

غير أن سائق التاكسي، بشير عبد الكريم، يقول إن معظم سائقي التاكسي لديهم خبرة طويلة في المجال، لاسيما أن لهم زبائن منذ سنوات، ويضيف وهو يمسح زجاج سيارته المتهالكة، أن عدداً كبيراً من السودانيين لا يستطيعون التعامل مع تطبيق سيارات الأجرة على الهواتف النقالة، لذلك يلجأون للاتصال بزبائنهم من سائقي الأجرة، قبل أن يعود ويقول: “الأرزاق بيد الله.. ومافي زول بياكل قسمة أخوهو”.

التعليقات مغلقة.

error: