ما تعودت الرد والتعليق علي ما يكتب آخرون، ولو اضطررت إلي ذلك فغالبا لا أشير إلي الإسم، إلا أن ما ظل يصرح به الأستاذ كمال عمر المحامي في وسائط الصحافة والإعلام عن الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي الدكتور علي الحاج محمد اضطرني للخروج عن هذه القاعدة، وأكثر ما شجعني علي ذلك سؤال وجهه لي أحد الأخوة صباح الأمس سألني إن كنت قد شهدت حالة أخ من قبل تشابه حالة الأستاذ كمال عمر.
وبرغم أن العمل التنظيمي والسياسي عموما، لا يتقيد كثيرا بالأقدمية مثل الخدمة المدنية، ولكن القفز والتخطي له ضوابطه، ومعاييره. وفي حوار مع صحيفة (الرأي العام) أمس الثلاثاء ذكر الأستاذ كمال أن الدكتور علي الحاج يستهدف القيادات التاريخية للمؤتمر الشعبي. وهذا يعني أنه يصنف نفسه من القيادات التاريخية للمؤتمر الشعبي. وأذكر مرة علي جانب صالون الراحل المقيم الأستاذ سيد أحمد خليفة بمنزله بالسجانة سأله أحد الأخوة عن خلفيته التنظيمية، فقال إنه من أخوان جامعة القاهرة فرع الخرطوم في ثمانينات القرن الماضي، ولأني كنت في تلك الفترة في أمانة الطلاب بالحركة الإسلامية، واعرف كل القيادات الطلابية الإسلامية في كل الجامعات السودانية، وغير السودانية كذلك، استغربت أن يكون من أخوان الفرع ولا اعرفه، فلما قلت له بذلك قال إنه كان مهتما بالجانب الأكاديمي. ومعلوم أن الإسلاميين الناشطين لم تكن الأكاديميات تحول بينهم وبين النشاط التنظيمي، وفي جامعة الفرع تحديدا كان أبرز الناشطين الإسلاميين، الأبرز في الجوانب الأكاديمية والثقافية أمثال الأخوة حسين خوجلي والمحبوب عبدالسلام وعبدالله جماع ومحمد عوض البارودي وسليمان عبد التواب، ومعاوية أبو قرون. فأين الأستاذ كمال عمر من هؤلاء.
ثم لم نره بعد ذلك في أي نشاط في الحركة الإسلامية ولا في الجبهة الإسلامية بعد سقوط مايو، ولا في المؤتمر الوطني بعد الإنقاذ، ولا حتي في المؤتمر الشعبي بعد المفاصلة. وأنا أعتبر نفسي صاحب علاقات واسعة تجعلني أعرف عددا مقدرا من الناس، من الإسلاميين، ومن غير الإسلاميين كذلك. ولو كان الأستاذ يعتبر تاريخ المؤتمر الشعبي يبدأ بعد المفاصلة. فلقد كنت مسؤولا عن إعلام حزب المؤتمر الوطني قبل المفاصلة، وواليت شيخنا الترابي له الرحمة والمغفرة في ذاك التمايز، وصرت مسؤولا عن إعلام حزب المؤتمر الشعبي، وكان لي شرف اختيار اسمه الأول (حزب المؤتمر الوطني الشعبي) ونظمت وقدمت المؤتمر الصحفي الذي أعلن فيه الشيخ حسن يرحمه الله قيام الحزب، وظللت أنظم كل المؤتمرات الصحفية، حتى مؤتمر إعلان مذكرة التفاهم مع الحركة الشعبية التي توقفت بعدها، فلم ار السيد كمال عمر قط في اي محطة من هذه المحطات.
وصدق الذي قال لي أن السيد كمال عمر لو كان من الإسلاميين لما قال بالذي يقول به الآن، ولم يسبقه عليه أحد من قبل مهما بلغت الخلافات بين الأخوان، هذا فضلا عن أسئلة مشروعة يقولها البعض، فبينما كل الشعبيين أصابهم الفقر، وضعفت اجسادهم، فإن الأستاذ كمال عمر وحده الذي زاد بسطة في الجسم والمال خلال سنوات الصراع مع الوطني والحكومة. وبينما كان الأستاذ كمال أشرس الناس في معاداة الحكومة وحزبها، ظل الأقل تعرضا للاعتقال من قادة الشعبي، ولما بدأ الحوار صار الأكثر دفاعا عنه وعن الحكومة والمؤتمر الوطني، وعن المشاركة، ولما تخطاه التوزير صار الأصرخ عداء للحكومة وللمشاركة، وللأمين العام الدكتور علي الحاج الذي يظن أنه حطم امنياته، فصار يناطحه بغير ما عهدناه في أدب الحركة الإسلامية، وفي أخلاق أهل السودان عموما.
عاجل
- رئيس مجلس النواب الأميركي يعلن فوز ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية
- الجيش يبسط سيطرته على الدندر
- استشهاد قائد منطقة البطانة العميد أحمد شاع الدين
- البرهان يتفقد المواطنيين بمدينة أمدرمان
- طيران الجيش يقصف مواقع تجمعات قوات الدعم السريع شرق الفاشر
- السودان.. إسقاط مسيرات في مدينة كوستي
- السودان.. حرق برج الاتصالات في الخرطوم
- حميدتي يقيل مستشاره يوسف عزّت
- الجيش يصدّ هجومًا للدعم السريع على مدينة سنار
- السودان..إسقاط مسيرات في كوستي
التعليقات مغلقة.