باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
Baraka Ins 1135*120

عثمان ميرغني يكتب: من يلعب على من ..

85

 

أصدرت وزارة الخارجية السودانية بيانًا صباح أمس، أوضحت فيه ما أسمته “خارطة طريق للإعداد لمرحلة ما بعد الحرب واستئناف العملية السياسية الشاملة التي ستتوج بعقد الانتخابات العامة الحرة والنزيهة”.
وتضمنت البنود التالية:

– إطلاق حوار وطني شامل لكل القوى السياسية والمجتمعية، والترحيب بكل من يقف موقفًا وطنيًا ويرفع يده عن المعتدين وينحاز للصف الوطني.
– تشكيل حكومة من الكفاءات الوطنية المستقلة لاستئناف مهام الفترة الانتقالية، وإعانة الدولة على تجاوز تبعات الحرب.
– إجراء التعديلات اللازمة في الوثيقة الدستورية، وإجازتها من القوى الوطنية والمجتمعية، ومن ثم اختيار رئيس وزراء مدني لإدارة الجهاز التنفيذي للدولة دون تدخل.
– تأكيد حرية الرأي والعمل السياسي دون هدم للوطن أو المساس بالثوابت الوطنية، وعدم حرمان أي مواطن من حقه في الحصول على جواز السفر.
– اشتراط وضع السلاح وإخلاء الأعيان المدنية لأي محادثات مع التمرد. وعدم القبول بالدعوة لوقف إطلاق النار ما لم يُرفع الحصار عن الفاشر، على أن يتبع وقف إطلاق النار الانسحاب من الخرطوم وغرب كردفان وولايات دارفور.

من المثير للدهشة أن خارطة الطريق هذه ليس فيها جديد، فظلت هذه البنود تتكرر في الخطابات الرسمية أو المؤتمرات التي لا تتعب القوى السياسية من عقدها والاجترار في المسلمات فيها، ثم تدبيج بيانات أو مواثيق بالبنود ذاتها.

لا أدري من يلعب على من… هل الأحزاب تحاول تكرار المناورة بلا ملل لعزف هدف في شباك البرهان؟ أم أن رئيس مجلس السيادة الذي يمسك في يده 99% من أوراق القرار الرسمي في السودان يدرك أن شهية الأحزاب للسلطة المجانية من العنفوان بحيث لا تقاوم أية وعود مهما كانت هلامية، وهي قابلة للانتظار غير محدود الأجل في رجاء هذه السلطة؟

إذا كانت البنود التي ذكرتها وزارة الخارجية في بيانها هي خلاصة ما توصلت إليه القوى السياسية بعد أكثر من شهر من الاستضافة الفاخرة على حساب الشعب السوداني في بورتسودان، فإن معنى ذلك لا يخرج من الخيارات التالية:
أولًا: أن القوى السياسية وما تحمل من أسماء نجوم المجتمع السوداني عاجزة وغير مؤهلة لإنتاج الحلول السياسية.
أو ثانيًا: أنها قادرة لكنها غير مخيرة فيما تصل إليه من توصيات، فحدود المتاح والمباح تتحكم فيها السلطة في بورتسودان.
أو ثالثًا: أنها تدرك أن البرهان يدرك ضعفها وعجزها عن فرض إرادتها، فقررت أن تسلم الرسن وتعمل بقدر ما يوفر لها البقاء في المشهد السياسي (ولو بالكفاف)، على رأي محمد وردي في نشيده الرائع.

والحال هكذا، من المحزن أن يعلم الشعب السوداني أن انتظاره لأحلام السلام والاستقرار والتنمية والنهضة يتصادم مع أحلام الساسة أياً كانوا… حكامًا أو متعشمين بالحكم.
ولا عزاء للشعب النبيل في حزنه الكبير.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.

error: