على الرغم من استعداد الدعم السريع… الجيش السوداني يستعيد ود مدني والقادم أعظم

الخرطوم: باج نيوز

تمكنت ميليشيا الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو في 18 ديسمبر 2023 من السيطرة على مدينة ود مدني بالكامل، وصور للعالم أجمع بعد هذه الحادثة أن قوات الدعم السريع منيعة ولن تخسر الحرب الأهلية الدائرة في السودان منذ ابريل 2023 في السودان.
لكن وعلى الرغم من الدعم الغربي والأجنبي الذي تتلقاه قوات حميدتي، انقلبت الموازين رأسا على عقب مطلع 2025 عندما نجحت قوات الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان من تحرير ود مدني من قبضة الدعم السريع، ليصف الإعلام هذا التقدم ببداية نهاية الحرب الأهلية وحر ميليشيا الدعم.

وتمثل مدينة ود مدني أهمية إستراتيجية كبيرة، إذ أنها تربط بين خمس ولايات سودانية، وتتمتع بمكانة اقتصادية، كما أنها عاصمة ولاية الجزيرة، وسط البلاد، وثاني أكبر المدن السودانية من حيث الكثافة السكانية، وأقرب المدن للعاصمة الخرطوم.

هذا التقدم الساحق للقوات المسلحة السودانية في ولاية الجزيرة والخرطوم وكردفان جاء بالتزامن مع جولة رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، إلى خمسة دول إفريقية، والتي تهدف لتعزيز التعاون الأمني ودعم عودة السودان إلى للاتحاد الأفريقي بعد تعليق عضويتها، وأخيراً قطع الدعم العسكري عن قوات الدعم السريع.
حيث أفادت تقارير محلية ودولية عن تلقي قوات الدعم السريع للدعم العسكري بالعتاد والأفراد من عدد من الدول عبر القارة السمراء، فعلى سبيل المثال كشفت منظمة العفو الدولية عن وجود أسلحة فرنسية الصنع لدى قوات الدعم السريع مدمجة بمدرعات وناقلات الجنود التي أرسلتها الإمارات عبر الحدود التشادية السودانية.
السلاح الفرنسي وبحسب التقارير لم يكن السلاح الوحيد الذي عثر عليه بحوزة قوات الدعم السريع، فقد تم رصد سلاح ومسيرات أوكرانية لدى ميليشيا الدعم ووجود عناصر أوكرانية تعمل على تدريب الميليشيات على استخدام الطيران المسير الذي تم استخدامه في عدد من المعارك أخرها كان استهدف سد مروي في شمال السودان ومن قبلها على الأبيض.

الخبير الإستراتيجي والمحلل السياسي، خالد عوض السيد، يرى ان جولة البرهان في إفريقيا هي خطوة غاية في الأهمية لقطع الطريق عن الإمدادات العسكرية الأجنبية الفرنسية والأوكرانية والإماراتية وستكون نتيجة هذه الجولة التي تأتي قبل شهر واحد فقط من قمة الإتحاد الأفريقي السنوية التي سيتم خلالها تجديد الأجهزة التنفيذية للاتحاد الأفريقي على مستوى رئيس المفوضية ورؤساء المفوضيات المتخصصة.
عوض السيد أضاف أن زيارة البرهان للدول التي عانت من التدخلات الفرنسية السالبة وبرود علاقتها مع واشنطن، ترمي إلى مناورة ورسالة للإدارة الأميركية التي وافقت على تواجد خبراء أوكران في صفوف قوات الدعم السريع مما كبد الجيش خسائر عديدة وأطال الفترة اللازمة للتحقيق النصر من قِبل القوات المسلحة السودانية.

وفي الختام يرى عوض السيد أنه وعلى الرغم من الدعم الغربي لميليشيا الدعم السريع، نجحت القوات المسلحة السودانية من دحرهم واسترداد ود مدني، لتكون الانطلاقة نحو تحرير جميع ربوع الأراضي السودانية وبسط الأمن والاستقرار في البلاد.