باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
1135*120   Last

يس علي يس يكتب: إلى والي القضارف.. مع التقدير..!!

1٬174

• ما إن طفت أحداث عطبرة على السطح، حتى تحسست كل ولاية مسدساتها الرابضة في الجراب، وتحركت مستشعرة بالخطر، الذي ظل الجميع يحذر منه، ومن الركون إلى حالة السلام في مواجهة عدو بلا أخلاق، وفي وجود الكثير من الضمائر التي بيعت في أسواق دقلو بأبخس الأثمان، كل الولايات عاشت حالة من الهياج الأمني، وتحركت بجدية في مظاهر عسكرية كان الأولى بها أن تكون قبل وقوع حادث عطبرة الذي راح ضحيته عدد من الشهداء والجرحى، في هذا الشهر الكريم..!!
• لم تكن ولاية القضارف استثناء من هذا الهياج الأمني، ولوحظت ظهيرة أمس تحركات كبيرة من الأجهزة الأمنية في الأسواق، وفي المناطق الرخوة، وبالرغم من أننا كنا قريبين من كل التحوطات الأمنية التي اتخذت والارتكازات التي نصبت في المدينة مداخلها ومخارجها، والطريقة التي تدار بها، إلا أننا نقول إنها ليست كافية في مدينة على خط التماس بعد سقوط مدينة ود مدني، والتي جعلت القضارف قبلة لأطماع المليشيا ومناوشاتها، مستفيدة من المداخل الواسعة لها بمختلف الاتجاهات..!!
• هنالك لجنة أمنية في القضارف تم تكوينها منذ زمن طويل، وتدابير احترازية وقانون طوارئ يعمل الآن في الولاية، تم بموجبه حظر المواتر، وإغلاق كامل للسوق في يوم محدد من الأسبوع، إلى جانب حملات أمنية مكثفة لمداهمة الجيوب والخلايا والنائمة، ولكن مع ذلك نقول إن هنالك تهاون في بعض الارتكازات، وتلك حقيقة ينبغي أن لا نتجاهلها وأن نتعامل معها بجدية، وليس على طريقة مهاجمة الوالي والمطالبة بإطاحته وتبديله بآخر، لكن الغرض من هذا الطلب دائماً ما يكون خلفه مواجد شخصية، أو رغبات لا علاقة للقضارف بها ولا بإنسانها..!!
• الوالي لن يكون موجوداً في الارتكازات جميعاً ليقف على عملها واحداً واحداً، ولعل كثيرين لا يعرفون كم ارتكازاً في المدينة حتى، لكن على الوالي أيضاً الانتباه لهذه الجزئية والتشديد على اللجنة الأمنية برفع الحس الأمني لدى المستنفرين، والتشديد على التفتيش الدقيق لكل من يتحرك في أوقات الحظر..!!
• جانب آخر من المشهد، وكنت قد تحدثت مع أحد أعضاء اللجنة الأمنية عن ضرورة حصر النازحين في الأحياء والقرى، ومعرفة اتجاهاتهم والمناطق التي وفدوا منها، من خلال حصرهم وتجهيز قوائم من لجان الأحياء بعدد وأسماء وطبيعة عمل النازحين الموجودين في كل مكان، سواء في المدارس أو في الأحياء، وهو ليس بالأمر المستحيل، فالخلايا النائمة تنصهر في وسط المواطنين، ولن تحمل مدافع ولا مسيرات في كتفها لتعلن عن نفسها، ولكنها تستغل غفلة وطيبة الجيران الصامتين المتعاطفين مع حالات النزوح، ويحيكوا مؤامرات مثل تلك التي حدثت في عطبرة..!!
• على والي القضارف أن يرتدي لبس 5 وأن ينزل إلى الشارع الآن قبل أن يقع الفأس على الرأس، وبالرغم من أننا نقدر جهوده الكبيرة لتوفير حياة طيبة وكريمة لمواطن الولاية، والأدوار الكبيرة التي يلعبها في دعم وإسناد القوات المسلحة، واستنفار كل القواعد في محليات القضارف المختلفة لدعم الجيش، إلا أن التفاصيل الصغيرة تبقى هي الأهم، والكتف التي يؤكل منها أمن وسلامة أي مدينة وولاية..!!
• وهذا نداء ليس لوالي القضارف فقط، بل لكل الولايات التي تحس بالأمان وتتقلب فيه، وتنظر إلى الحرب على أنها بعيدة الوصول إليها، لذلك فإن عليها أن ترفع من وتيرة العمل الأمني، وتتعامل مع كل شك كأنه يقين حتى يثبت العكس، ففي سوء الظن في الحرب ما يحفظ أمن وسلامة المواطنين دائماً..!!
• الكرة الآن في ملعب اللجنة الأمنية بولاية القضارف والولايات الأخرى، لتحفظ ما تبقى من السودان آمنا مطمئناً وهي مسئولية تتطلب وقفة الجميع وتضافر الجميع وليس الجهات الأمنية وحدها..!!
• حفظ الله السودان..!!

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.

error: