باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
Baraka Ins 1135*120

استراتيجية واشنطن وأزمة السودان المشتعلة

1٬322

الخرطوم/ وكالات/ باج نيوز

تزامناً مع اقتراب الحرب في السودان من إكمال عامها الأول، تتبعثر آمال الشعب السوداني بتوصّل الأطراف إلى تسوية سياسية وسلمية تضمن توقف الأعمال العسكرية والعدائية بين الطرفين، بين مؤتمرات سلام وعناد قادة القوى المتحاربة وحتى التدخلات الخارجية ومصالحها الخاصة في هذا البلد.

ومع احتدام القتال في العاصمة الخرطوم وإقليم دارفور، أجرى وفد “الآلية الأفريقية رفيعة المستوى” الخاصة بالسودان، التابعة للاتحاد الأفريقي، مباحثات جديدة مع رئيس مجلس السيادة القائد العام للجيش الفريق أول، عبد الفتاح البرهان، وسط تقارير عن إيصال رسالة مهمة للدفع في اتجاه إنهاء الحرب.

وتأتي هذه التطورات في أعقاب تسريبات عن اتّفاقٍ وشيكٍ يجعل قادة الجيش والدعم السريع جزءًا من تسوية سياسية ويمنحهم حصانة ضدّ الملاحقة القانونية في جرائم سابقة، لكنّ رئيس تنسيقية القوى المدنية السودانية “تقدم” عبدالله حمدوك، رفض جميع المساعي التي تحصّن رئيس المجلس السيادي، عبدالفتاح البرهان من الملاحقة القانونية. كذلك تقول التسريبات أن رئيس تنسيقية القوى المدنية السودانية يحاول عرقلة مباحثات التسوية في كلّ مدن الإقليم، خصوصًا وأن الفترة التي قضاها حمدوك في رئاسة الوزراء لم تسفر عن أيّ نتائج لحلّ أزمة الحكم في السودان.

البرهان وسط جنوده

وتعليقًا على مستجدات الساحة السياسية في السودان قال أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية من واشنطن، ويليام لورانس، في حديث إعلامي أنّ تلكؤ إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، في استجابتها للملف السوداني وضع مصالحها في خطر، فبدأت بدعم رئيس المجلس السيادي دون اتّخاذ استراتيجية محددة، من خلال إرسال قوات أوكرانية للمحاربة إلى جانبه، إلى أن وجدت في رئيس تنسيقية القوى المدنية ضالتها.

وأشار لورانس إلى أن إدارة بايدن تفضل الآن حمدوك، وذلك من خلال دعمها المباشر له وعن طريق استغلال دوره المحوري في الأزمة، موضحاً أن الأسباب تكمن في استشعار الإدارة الأمريكية خطراً من مواصلة دعم البرهان بسبب اندفاعه للتعاون المباشر مع إيران وتعاونه مع أنصار النظام السابق.

حيث أفاد مسؤولون غربيون، في يناير، بأن إيران زودت الجيش السوداني بطائرات مقاتلة من دون طيار (مسيرات) بحسب ما نقلت وكالة بلومبرغ. وأكدت الوكالة، أن أقماراً اصطناعية التقطت صوراً لطائرات من نوع (مهاجر6) الإيرانية، في قاعدة خاضعة لسيطرة الجيش شمالي الخرطوم.

وقال ثلاثة مسؤولين غربيين، طلبوا عدم الإفصاح عن هوياتهم لكشفهم عن معلومات حساسة، إن الجيش السوداني تلقى شحنات من طائرة (مهاجر6)، وهي مسيرة ذات محرك واحد تم تصنيعها في إيران، وتحمل ذخائر موجهة بدقة. وأكد محللون فحصوا صوراً للأقمار الاصطناعية وجود الطائرة من دون طيار في البلاد.

وألقى مراقبون الضوء على أحد الأسباب الرئيسية التي بنظرهم أحدثت توترا بين واشنطن والبرهان، وهو تمسكه الحثيث بالسلطة، الأمر الذي عبر عنه بشكل واضح مساعد البرهان، ياسر العطا، حيث صرح مؤخراً أن الجيش لن يسلم السلطة إلى القوى المدنية إلا عبر انتخابات وأن قائد الجيش عبد الفتاح البرهان سيكون رأس الدولة خلال الفترة الانتقالية.

وأضاف العطا في كلمة أمام قيادات “تنسيقية القوى الوطنية” المساندة للجيش في أم درمان “أنه لا بد من فترة انتقالية يكون القائد العام للجيش هو رأس الدولة ومشرف عليها، تشارك فيها الأجهزة الأمنية على رأسها الجيش والشرطة والأمن”.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.

error: