“حوار”أمين عام تنسيقية كيانات شرق السودان: على العساكر أنّ”يكربوا قاشهم”
الخرطوم: باج نيوز
أعلن الأمين العام لتنسيقية كيانات شرق السودان، مبارك النور، تراجعه عن الاستقالة التي دفع بها مؤخرًا، مشيرًا إلى أنّ التقاطعات مع رئيس الهيئة الناظر محمد ترك، جعلته يفكّر في المغادرة.
وقال مبارك النور في سياق حواره القصير مع”الانتباهة”، إنّ هناك تباينًا في الآراء بشأن إنشاء ميناء أبو عمامة، مشيرًا إلى أنّ الخطوة التي تمّت به ليست سليمة لجهة أنّها كان يجب منح المستثمر الوطني الأوّلوية..في المساحة التالية مزيدٍ من الإفادات.
*الناظر محمد الأمين ترك لوّح قبل أيام بإعلان الحرب في شرق السودان حال رفضت السلطات منح المنطقة منبرًا تفاوضيًا منفصلاً لتقرير المصير؟ ما تعليقك؟
_الحقوق تنتزع ونحن أصبحنا في بلدٍ القويّ آكل والضعيف مأكول، وحقّ تقرير المصير لم نقرّه بعد في اجتماع كمؤسسة ولكن هو حقّ مشروع وفق قوانين الأمم المتحدة إذا استدعى الأمر ذلك.
*وهل تعتقد تلويح ترك بمثابة كرت ضغط من أجل استجابة المركز أو السلطة الحاكمة حاليًا؟
_ليس كذلك بأيّ حالٍ من الأحوال، بل هو شعور بالظلم وهو دليل على أنّ بمقدرونا فعل ذلك، وهو حقّ مشروع، نحن نريد الإنصاف فقط، لا نريد سوى منبر تفاوضي لكافة أهل الشرق ألاّ لمن أبى، ونحن نريد ذلك مثلما أعطوا الآخرين منبرًا تفاوضيًا، ونحن نستطيع أنّ تنتزع حقوقنا بكافة السبل المتاحة ولن تغلبنا ولكن نحن في ذات الوقت حريصون على سلامة البلاد.
*ألاّ ترى بخطوتكم هذه تعملون على تعقيد المشهد في شرق السودان؟
_لا أعتقد ذلك، فالعالم والإقليم من حولنا والجميع في السودان يعلم أنّنا حريصون على أمن البلد، كلّ ما نريد هو إعطاءنا منبرًا تفاوضيًا، فالسودان حكموه كلّ الناس وهم ليس أحقّ منّنا، فبمثلما هم رجال نحن كذلك رجال وكما هم أسياد بلد نحن كذلك أسياد بلد، فنحن شرقنا فيه كلّ الخيرات، الزراعة في القضارف والمعادن في كسلا والخزانات، كلّ هذه الخيرات موجودة ونحن مظلومين في شرق السودان، صبرنا كثيرًا وللصبر حدود والصبر من شيم الأنبياء ونحن لسنا بأنبياء، لذلك سنسعى إلى اقتلاع حقّنا ومثلما هم رجال نحن رجال كذلك وسنقلع حقوقنا وننتزعها، لذلك نقول للمركز الممسكين بالأمر حاليًا نريد حقّنا ولسنا مستجدنكم”والحشاش يملأ شبكتو”.
* ما هي دواعيّ تقديمك استقالة مفاجئة من تنسيقية كيانات شرق السودان؟
_كان هناك بعض الملاحظات يفترض أنّ نعمل عليها سويًا وننزلها على أرض الواقع، ولكن حدثت تقاطعات بيني والرئيس الناظر محمد الأمين ترك، فالهيئة عقدت اجتماعًا ورفضت الاستقالة نهائيًا.
*وما هي هذه الملاحظات التي جعلتك تغادر بالاستقالة؟
_الملاحظات تتمثّل في تنزيل اللائحة على أرض الواقع فيما يتعلّق بالمواقف داخل تنسيقية كيانات شرق السودان.
*هل هذا يعني بسبب انضمام الناظر ترك للكتلة الديمقراطية أو التحالفات الأخرى؟
_ نحن كنّا نقصد التشاور في القرارات لا أنّ يتمّ الأمر بصورة فردية وقد أكّدنا ذلك بكلّ وضوح، وما قام به ترك لم يطرح على التنسيقية إطلاقًا.
*تتمسّكون في التنسيقية بحلّ اللجنة العليا التي كوّنت لحلّ قضايا شرق السودان برئاسة محمد حمدان دقلو..هل ما زلتم عند موقفكم؟
_هذه اللجنة نسمع منها جعجعة ولم نرى طحينًا، وهي لجنة لا تملك رؤية للحل على الإطلاق.
*ولكنّ أنتم في شرق السودان تعيشون في خلاف وليس هناك اتّفاق وهو ما يراه البعض سببًا في ذلك؟
_هذه اللجنة أساسًا شكّلت لهذه الخلافات، ولكنّها لم تعمل لذلك بل رّكزت على الإعلام فقط.
*هل هذا يعني أنّكم ترغبون في لجنة أخرى أم ماذا نفسّر رفضكم للجنة العليا؟
_نحن نعتقد أنّه لابدّ من تكوين لجنة فاعلة تشخصّ الأزمة التي يواجهها شرق السودان، وتعمل ورشة تجمع الممانعين والموافقين، وأنا لا أعتقد إطلاقًا أنّ ما يقوم به السفراء بالعبث في البلاد سيساهم في حلّ المشكلة وكلّهم يبعثون بأمن البلاد وما يحدث منهم فوضى لم تحصل في هذه البلد من قبل، الدولة يجب أنّ تقف ضدّ هذا الأمر وواجبها حماية الأعراف.
*برأيك ما هو الطريق الأمثل لحلّ أزمة الشرق؟
_الحل يجب أنّ يكون بتسوية سياسية، بجمع الموقّعين على اتّفاقية اسمرا، وتجمع القضارف، وكيانات كسلا، ومجلس البجا في إطار تسوية لا يتمّ فيها استثناء أحدًا وإعلان منبر تفاوضي، للوصول إلى صيغة توافقية.
*أنتم في التنسيقية تقفون إلى جانب مبادرة نداء أهل السودان والأسبوع الماضي أعلن حزب دولة القانون والتنمية عن تحالف سياسي..كيف تعلّق على الخطوة؟
_أنظر..أيّ شخصٍ لديه جهد أو مبادرة تساهم في الحلّ الوطنيّ السوداني، مرحبًا به، ولكن أيّ تدّخل أجنبي سواء كان منظمات من فولكر أو مرتزقة لن يساهموا في الحلّ وسيعملون على تعقيد المشكلة أكثر، فالحل معروف وواضح وضوح الشمس وهو أنّ يكون وطنيًا وشاملاً، وإذا لم يتمّ الأمر بهذه الكيفية، فعلى العساكر أنّ يكربوا قاشهم ويقودوا البلاد إلى انتخابات.
*هناك خلافًا بدا ظاهرًا عقب الاتّفاق على إنشاء ميناء أبو عمامة..كيف تعلّق؟
_صحيح هناك تباينًا في الآراء، وأنا شخصيًا ضدّ هذه الخطوة التي تمّت بها العملية، لأنّ إنشاء ميناء أبو عمامة كان يجب أنّ يتمّ عبر عطاءات ويكون فيها التنافس للمستثمر الوطني، وإذا لم يوجد فيتمّ الاستعانة بالمستثمر الأجنبي، وكلّ هذه الخطوات تحتاج إلى حكومة منتخبة ومجلس تشريعي.
*ولكنّ الناظر ترك قال إنّ ميناء أبو عمامة شأن يخص قبيلة البشاريين وهم الأحق بتحديد موقفهم تّجاهه لا مجلس البجا؟
_هذا رأي يخصّ الناظر ترك لوحده.
*لكنّ الاتّفاق وقّع وبات تنفيذه أمام الأمر الواقع؟
_يا أخي ما بنيّ على باطل فهو باطل، إنشاء ميناء أبو عمامة لن يفرض على أهل الشرق، لأنّ الأمر كان يجب أنّ يكون عن طريق هيئة الموانئ البحرية، وما أوّد أنّ أقوله أنّ الميناء لن يفرض على التنسيقية وهو حتى هذه اللحظة لم يعرضنا علينا، فالوطنيين ضده تمامًا، والجهة التي عملت الدراسة شركة إماراتية فعمومًا كلّ هذه الإجراءات غير سليمة.
*هناك من يتمسّك في شرق السودان باتّفاق جوبا وأنّه لا تراجع عنه؟
_اتّفاق جوبا رفض من غالبية شرق السودان، وأنا أدعوا لعمل استفتاء لهذه الاتفاقية في الشرق، كما ذكرت وظللت أقول إنّ شرق السودان ليس فيه جبهة ثورية ولا حرب، فمن عملوا على خلق مسار لشرق السودان أتوا من أوروبا وذهبوا إلى جوبا، ولكنّ لم يستطيعوا تنفيذ الاتفاق إطلاقًا، لأنّهم لا يملكون مساندين لهم، بل لم يستطيعوا التبشير بهذه الاتّفاقية في شرق السودان، وقد تمّ تعليقها إلى أنّ جمّدت بقرار سيادي.
*هناك من يربط إنهاء الأزمة بتعيين رئيس وزراء من شرق السودان؟
_مشكلتنا ليست في تعيين رئيس وزراء، المعضلة الحقيقية في هذه الإشكالية حاليًا هي التهميش السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي يعاني منه الشرق، وحتى لو تمّ تعيين الرئيس لن يحلّ الأزمة، فالقضية تحتاج إلى حلّ جذري ونحن لن يستطيع أحد أنّ يمنعنا من أخذ حقّنا ونحن ضدّ التمرّد إلاّ إذا استدعى الأمر.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.