كتبت فى هذه المساحة من قبل .. عن فوضى النفايات .. وكيف أن عملية جمع النفايات عند مراكز التجميع تتحول من عملية تجميع الى عملية تفريغ وتفريق و ( فرزعة ) بفضل جهود عمال النظافة أنفسهم الذين ينشغلون بالبحث عن الفوارغ لا جمع النفايات .. ثم كتبنا وكتب غيرنا .. المفارقة التاريخية الظالمة والدائمة والناشبة بين تحصيل رسوم النفايات وبين جمع النفايات نفسها .. أى مدى التزام الجهات المعنية بالوفاء بإلتزاماتها تجاه من تحصلت منهم على الرسوم ..؟ ويبدو أن أزمة ولاية الخرطوم ومحلياتها وإدارياتها وشركاتها مع مسألة إصحاح البيئة .. والإلتزام بجمع النفايات .. والربط المقدس والمغلظ بين تحصيل الرسوم وتقديم الخدمة .. ستظل قائمة الى حين ..!
غير أن الأمر يزداد سوءا وإحباطا .. حين تكون هناك مبادرة شعبية .. أو سمها أهلية .. يقوم بها مواطنوا هذا الحى أو ذاك .. وهو أمر طبيعى فى ظل تراجع الدور الرسمى وتقاعس المؤسسات المعنية بالأمر عن القيام بدورها .. فماذا تنتظر غير أن يبادر المواطنون لإمساك زمام المبادرة بأنفسهم .. فحين تمتلىء الشوارع بالنفايات والمياه الراكدة .. وحين تمتلىء المنازل بالذباب والباعوض .. فأن تجلس خالفا رجليك وتلعن المحليات والمعتمدين .. وجيوشهم الجرارة من الإداريين والموظفين والمتحصلين .. فذلك يصبح أمرا غير ذى جدوى .. فلا بد من فعل على الأرض !
وهذا ما فعلنه نساء مربع 6 كافورى كما يقول محدثى .. الذى يروى قصة إسطورية تلخصت فى كيف أن النساء هناك .. قد أخذن زمام المبادرة .. ونظمن حملات للنظافة وإصحاح البيئة فى حيهن ..وقد تبدو الخطوة طبيعية ومألوفة ولكن المذهل فى أمر نساء 6 واللواتى لم ينكرن جهد محلية بحرى وإداريتها فى دعم حملاتهن الطوعية ببعض الاليات والكثير من الدعم المعنوى .. المذهل أنه حين بلغ الأمر أن تتسلم النظافة فى المربع المذكور إحدى الشركات التى تتعاقد معها الولاية .. فقد تعهدن نساء الحى بتسليم الحى للشركة نظيفا سليما معافى صحيح البيئة .. كان ذلك بالطبع محل إشادة مسئولى المحلية .. وتقدير الشركة .. وكان ظن النساء .. وبعض الظن إثم .. أن حَيُهِن سيحافظ على نظافته فور تولى الشركة لمهامها .. سيما وأن مواطنى الحى قد تعهدوا بالوفاء بسداد رسوم النفايات .. والذى حدث وبإختصار شديد .. أنه في الوقت الذى بدأ فيه غزو المتحصلين لمنازل المربع .. تسبقهم جيوش الذباب والباعوض .. بفضل تكدس النفايات .. وبسبب تراجع الشركة المذكورة عن كل إلتزاماتها تجاه المربع .. وفق الإتفاق الذى عقدته النساء معها .. أى الشركة .. برعاية المحلية ومباركة اللجنة الشعبية بالمربع .. كان الإتفاق مثلا .. أن ترتاد العمالة الراجلة للشركة كافة أزقة المربع مع إستصحاب الآليات المطلوبة .. الشىء الذى لم يحدث .. كان الإتفاق كذلك أن تمر سيارات الشركة ثلاث مرات أو خمس مرات فى الشهر .. ووضع رسم محدد لكل حالة .. المفارقة أن الشركة التى إختارت تحصيل الرسم الأعلى عجزت عن تنفيذ العدد الأدنى من الزيارات .. !
أما الذى يحير حقا .. ويتضرع الناس هناك الى الله أن يكون محض شائعات .. فهو ما يتردد على نطاق واسع من أن المحلية بصدد التعاقد مع ذات الشركة على مشروع نظافة بحرى قاطبة .. إن لم تكن قد فعلت فعلا .. فإن فعلت .. فربما تقديرا لفشلها فى نظافة مربع واحد فى حى واحد .. !
صحيفة اليوم التالي السبت 24 مارس
عاجل
- رئيس مجلس النواب الأميركي يعلن فوز ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية
- الجيش يبسط سيطرته على الدندر
- استشهاد قائد منطقة البطانة العميد أحمد شاع الدين
- البرهان يتفقد المواطنيين بمدينة أمدرمان
- طيران الجيش يقصف مواقع تجمعات قوات الدعم السريع شرق الفاشر
- السودان.. إسقاط مسيرات في مدينة كوستي
- السودان.. حرق برج الاتصالات في الخرطوم
- حميدتي يقيل مستشاره يوسف عزّت
- الجيش يصدّ هجومًا للدعم السريع على مدينة سنار
- السودان..إسقاط مسيرات في كوستي
التعليقات مغلقة.