قال تعالى : ( وتلك الدار الأخرة نجلعها للذين لايريدون علواً في الأرض ولافساداً والعاقبة للمتقين ) صدق الله العظيم .
ولد في بيت عز ودين وسط المحبين وطلاب الخلاوى ولكنه لم يركن الى المجد التليد الذي ورثه من اسلافة السادة الركابية حفظة الدين ومشاعل القرآن ، ولم يتباهى ولكنه نشأ وشب زاهداً في الالقاب .. هناك كثيرون غيره ينبشون خزائن الماضي التليد ليتقلدوا منها غلائد عز تميزهم عن الأخرين من عامة الناس وتفتح لهم ابواب الصعود الصاروخي منطلقين مما بناه الاوائل .
عاش بين الناس بسيطاً وكتاباً مقروءً ومفتوحاً .. نذر حياته لتحقيق المبادئ السامية وكانت مواقفه يشهد أهل السودان قاطبة عليها وتقلد منصب نائب الأمين العام بالحزب الذي كان امينه العام الشريف زين العابدين الهندي ثم عمل وزير الداخلية ثم نائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للخارجية وذلك في العهد الديمقراطي الثالث قبل عام 1989م .. مات سيد أحمد احسين كما يموت عظماؤنا الذين رحلو عنا ولكن تظل ذكراهم تعطر دنيانا هذه وتظل سيرتهم معلماً تهتدي به الأجيال من بعدهم .. فجع أهل السودان برحيل الأستاذ المناضل الجسور سيد أحمد الحسين في ظروف صعبة للغاية وطيلة حياته لم يترجل عن صهوة نضاله الشرس حتى لفظ أنفاسه الأخيرة بالدنيا .. ظل نضاله وسط الجماهير بالداخل أنبل وأشرف من مفارقة الاوطان رغم مضايقات النظام له وضرب أروع الامثال وأشرف أنواع المعارضة وحب الوطن رغم الإعتقالات والتعذيب .. هذا هو المدخل الذي احتل به سيد أحمد الحسين موقعاً في تاريخ الإتحاديين
كان عاشقاً للوطن ، كان فينا كالنجم والثمالة وآخرالعنقود وعقاب النضال والصمود الصابر على جمر القضية مفترشاً خرط القتاد يقابل الأحن والمحن ويعاني ظلم ذوي القربى ويزداد يقيناً تنكسر فوق دروعه سهام الرماة افكاً ونزوغاً واثماً وعدوان مبيناً.
لقد كان سيد أحمد الحسين صابراً صامداً فتياً فوق مقعد الصدق مبلغ رسالة وطن المواطن التي ماعاد أمرها هرطقة يلوك غثائها المتزحلقون . فيؤدي رسالتها وأمانتها نضالاً ووفاءاً ،فكان خير عالم وخير معلم برغم زمان المستحيل وأزمنة الفجيعة وأزمة الضمير وبرغم الإنغماس وصراعات السلطة ماكل عزمه وماوهت ارادته ومااهتزت جذور دوحات النضال بل كان كقلب المؤمن الذي وسع الله ولم تسعه ارضه ولاسماواته تستنشق فيه مكارم الرعيل الأول ونستلهم منه صميم ذالك الشرف الباذخ .
ان سيد أحمد الحسين من سادة نضال لايزايد عليهم في وطن ووطنيه اولئك الذين يأكلون ايديهم ولايأكلون قضايا وطنهم .
ان ابطالنا الأوائل وآخرهم الراحل سيد أحمد هم بلاشك الاسباب الأساسية فس قوة الحزب الإتحادي الديمقراطي والذي نال بأسمائهم كل القه وبريقه لأن الحزب زعماء وقيادات ومبادئ وقد كان قادته الذين رحلو لهم الرحلة والمغفرة هم الذين اعطو الحزب وبنوه بجهدهم وتضيحاتهم ومابخلو عليه حتى غادروا دنيانا وهم لايملكون الا السيرة الطيبة والتي نذكرها الأن بعد رحيل الأستاذ سيد أحمد الحسين، قد افتقدنا ركناً من اركان الحزب الإتحادي كان فيه القوة والصمود والشجاعة والكرم والوطنية وحوله الأمل والرجاء .
كان سيد أحمد الحسين يمثل اجماع للإتحادين .. ان الجميع قد تساقطت بينهم الحوجز وتداعت جدران الخصومات السياسية ، انفتح ما كان مغلقاً ، ذابت رواسب العداوات السياسية بسبب وفرة الحزن الملتهبة .. اكتشف الجميع انا مابينهم أقوى مما يفرقهم ..ادركو ان فقيدهم كان محقاً في مناهضته للنظام الشمولي وكان محقاً في رفضه للسياسات التي لاتبنى على برنامج يعبي طاقات الأمه على مايجمع ، لا على مايفرق وعلى مايبني لاعلى مايهدم ، وعلى يرسي قواعد سودان الحرية والديموقراطية والكرامة ، السودان الذي يشبد بناؤه بكل أبناءه ويكون خيره لكل ابنائه . ان ذكرى سيد أحمد الحسين ستظل حيه لانه نموذج للقادة الذين ارتبطت حياتهم بغيرهم .
وان مات الأزهري ومات الهندي ومات سيد أحمد الحسين سيظل الحزب الإتحادي رحماً يلد الأحرار ومدرسة وطنية تخرج الذين يحملون المبادئ .
لانستطيع إلا ان نشهد للرجل بما شهد لهم الأخرون من نضال وصمود وتجرد وشجاعة وكرم .. وبمناسبة مرور عام على رحيله الذي مرامس ،نسأل الله ان يكرم نزله وأن يحشره في ذمرة الصالحين وأن يلهمنا ورفاقه وتلاميذه الصبر والإحتساب
عاجل
- رئيس مجلس النواب الأميركي يعلن فوز ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية
- الجيش يبسط سيطرته على الدندر
- استشهاد قائد منطقة البطانة العميد أحمد شاع الدين
- البرهان يتفقد المواطنيين بمدينة أمدرمان
- طيران الجيش يقصف مواقع تجمعات قوات الدعم السريع شرق الفاشر
- السودان.. إسقاط مسيرات في مدينة كوستي
- السودان.. حرق برج الاتصالات في الخرطوم
- حميدتي يقيل مستشاره يوسف عزّت
- الجيش يصدّ هجومًا للدعم السريع على مدينة سنار
- السودان..إسقاط مسيرات في كوستي
التعليقات مغلقة.