- الإجراءات منذ الإطاحة بالبشير 2019م مسرحية معدة سلفاً للالتفاف على الثورة
- البعثة الأممية أصبحت جزءًا من الأزمة وليس الحل
- قوى إقليمية ودولية ساهمت في إجهاض الثورة
في وقتٍ يعيدُ فيه الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في السودان فولكر بيرتس، الإشارة إلى أن الوضع العام في السودان سيستمر في التدهور ما لم يتم التوصل إلى حل سياسي لاستعادة حكومة بقيادة مدنية، وتزايد حدة الاستقطاب السياسي، فإن الأوضاع ما زالت ككرة النار تتدحرج ملقية بظلالها أمنياً واقتصاديًا ومجتمعيًا، حول الأزمة وما يترتب عليها، “باج نيوز” أجرت الحوار التالي مع المتحدث باسم حركة جيش تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور، محمد عبد الرحمن الناير.
حوار: إيمان كمال الدين
منذُ 25 أكتوبر والبلاد تعيش في أزمة سياسية لم تبدد احتقانها أيّ مبادرات داخلية أو خارجية، كيف يمكن إيجاد مخرج؟
المخرج يكمن في إسقاط الانقلاب وتكوين حكومة انتقالية مدنية بالكامل من شخصيات مستقلة مشهود لها بمقاومة النظام البائد، تعمل على تحقيق أهداف الثورة.
طرح عدد من قادة الطرق الصوفية مبادرات، وجدت قبولًا من بعض السياسيين باختلاف رؤاهم، شيخ كدباس والطيب الجد، كيف تنظر الحركة لذلك؟ وخطوة السياسيين في هذا الاتّجاه؟
أغلب هذه المبادرات هدفها خلق تسوية للالتفاف على الثورة ومطلوبات التغيير وإعادة إنتاج النظام البائد بوجه جديد، وهي مرفوضة تماماً ليس من قبلنا وحسب، بل من كل الشارع السوداني وقوى الثورة، ولا يؤيدها سوى الباحثين عن تسوية أو الفلول.
ألا يمكن أن تؤدي لمخرج؟
لن تقود إلى مخرج، بل ستعقِّد المشهد أكثر وتطيل من أمد الأزمة.
طرح عدد من تنسيقيات لجان المقاومة، الميثاق الثوري لتأسيس سلطة الشعب، كيف تنظرون لهذه الخطوة ومستقبلها؟
سوف ندرس هذا الميثاق ومن ثم نقيمه، وهل سيقود إلى إسقاط الانقلاب وتحقيق أهداف الثورة أم لا.
قال المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في السودان فولكر بيرتس في مقال ما اُعتُبر تشخيصاً للأزمة: يجب ألّا يلعب القادة العسكريون أدوارًا سياسية، ويجب ألّا تكون للقادة السياسيين جيوش خاصة، كيف تنظر لذلك؟
نتفق مع هذا الرأي ولكننا نختلف في الطريقة التي يمكن أن يحقق بها ذلك، فالسيد فولكر يعمل على إيجاد تسوية بين العسكر وقوى الحرية والتغيير، وإعادة الشراكة القديمة بينهما التي حرفت الثورة عن مسارها، بينما نحن نعمل على إسقاط الانقلاب وتكوين حكومة انتقالية مدنية بالكامل من شخصيات مستقلة وليس حكومة محاصصات حزبية.
منذُ وصول بعثة يونيتامس للسودان كيف تقيم دورها؟
لم تحرز أيّ تقدم في مجال تفويضها، وللأسف البعثة تعمل على تنفيذ تصور يتعارض مع الثورة وأهدافها، والسيد فولكر يقرأ من نفس كتاب التسويات القديمة التي أثبتت فشلها وعجزها، ولا يستمع إلا للقوى الصفوية التي كانت سبباً في الوضع الماثل أمامنا، وليس عندها ما تقدمه للشعب السوداني وثورته، لجهة أنها أصبحت جزءًا من الأزمة وليس الحل.
يقترب السودان الآن من مرور عام على الانقلاب ما الذي خسره السودان؟
خسر السودان فرصة كانت ستكون مخرجاً للأزمة السودانية عبر مبادرة الحوار السوداني السوداني داخل الوطن التي كانت ستطرحها حركة تحرير السودان بمشاركة كافة مكونات السودان السياسية والعسكرية والاجتماعية والدينية عدا النظام البائد وواجهاته لمخاطبة جذور الأزمة التاريخية، أيضاً خسر السودان الجهود الدولية لإعفاء الديون والرفع الكامل للعقوبات، وبالمقابل تمايزت الصفوف بين الذين يعملون على تحقيق أهداف الثورة وبين الانقلابيين والباحثين عن تسوية جديدة.
ما هي السيناريوهات المتوقعة إزاء هذا الوضع؟
تمسّك الانقلابيون بالسلطة والعمل على إيجاد مخرج بإبرام تسوية جديدة تضم الفلول وحركات سلام جوبا وبعض أحزاب الحرية والتغيير وحلفاء النظام البائد، مع استمرار الرفض الشعبي لهذه المؤامرة، واشتعال وتيرة المقاومة، مما يقود لإسقاط الانقلاب وانتصار الثورة في نهاية المطاف.
ما الذي ستقدمه حركة جيش تحرير السودان كخطوة يمكن أن تمنع الانهيار أو كخطوة نحو حل الأزمة؟
نعمل مع الشعب السوداني ولجان المقاومة وكافة القوى الثورية الجادة والمؤمنة بالتغيير الجذري الشامل لإسقاط الانقلاب وإقامة الحوار السوداني السوداني لمخاطبة جذور الأزمة التاريخية وتكوين حكومة انتقالية مدنية بالكامل من مستقلين، تنفذ المشروع والبرنامج الذي تقره مخرجات الحوار.
بعد 4 سنوات من الثورة يعود أحد قادة النظام السابق محمد طاهر أيلا وباستقبالٍ وُصف بالحاشد، رؤيتك لما تم؟
هذا يؤكد ما ظللنا نردده بأنها لم تسقط بعد، وأن كل ما تم من إجراءات منذ الإطاحة بالبشير 2019م ما هي إلا مسرحية معدة سلفاً للالتفاف على الثورة وأهدافها، وهو تكرار لخدعة “أذهب إلى القصر رئيساً وأنا إلى السجن حبيساً”، ولكن كل ذلك لن ينطلي على الشعب السوداني وإرادته في التغيير والخلاص من كافة أشكال الديكتاتوريات والشموليات.
هل يعني ذلك عودة رموز النظام السابق للمشهد دون محاكمات؟
النظام البائد لم يخرج من السلطة حتى يعود إليها، حيثُ ظلت الدولة العميقة مسيطرة على كافة مفاصل ومؤسسات الدولة، فإن كل ما تم هو اختفاء الصف الأول من المؤتمر الوطني عن المشهد ريثما تكتمل فصول المسرحية، وها هم يعودون الآن، وعودة أيلا تعتبر جس نبض للشارع، ومن غير المُستبعد أن يظهر غداً أحمد هارون أو نافع علي نافع أو علي عثمان أو حتى عمر البشير.
مٌن يتحمّل وَزْر ذلك؟
يتحمّله العسكر والحرية والتغيير الذين اختطفوا المشهد وحرّفوا الثورة عن مسارها وأبرموا تسوية ثنائية خلقت هذا الواقع المتردي، وعدم تصفية النظام البائد ومؤسساته، وتتحمّله جماعة سلام جوبا التي دعمت انقلاب البرهان، وتتحمّله كذلك كل القوى الإقليمية والدولية التي ساهمت في إجهاض ثورة الشعب السوداني ودعمت مؤامرة تقويضها.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.