باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
taawuniya 1135*120

محمد وداعة: اليورانيوم .. ليس كل ما يلمع ذهبآ !

ما وراء الخبر

874

كان غريبآ ان تعلن الحكومة عن فتح باب الاستثمار في معدن اليورانيوم، ضمن قائمة المعادن المعدة للاستثمار من قبل وزارة المعادن، و جاء ذلك متزامنآ مع توقيع اتفاق مع الحكومة الروسية لبناء محطة نووية ، واكد الخبير الجيولوجي علي السيد ابراهيم إلى أن الدراسات الجيولوجية غير المتعمقة التي أجريت حول في وقت سابق حول اليورانيوم أكدت وجوده بكميات لا بأس بها بمنطقتي أرو بمحلية الرشاد بجنوب كردفان وبجبل الداير، غير أن هذه الاكتشافات تحتاج لدراسات أكثر عمقاً لتأكيد حجم الاحتياطي وخاماته، مؤمناً بحتمية ان يخضع الاستثمار فى اليورانيوم الى ضوابط صارمة بالتنسيق مع و كالة الطاقة الذرية ، والتأكد من استخدام المكتشف منه في الأغراض السلمية ، و اضاف إن اليورانيوم من المعادن الاستراتيجية ويدخل في الصناعات الحربية الدقيقة ويستخدم في الوقت نفسه كوقود للغواصات الضخمة والسفن السياحية الكبرى، وفي المفاعلات النووية لأغراض حربية كما يستخدم في توليد الطاقة الكهربائية ،وقال أن السودان يتمتع باحتياطي ضخم من اليورانيوم، خاصة في دارفور والتي تأخذ حيزاً معتبراً من المخزون العالمي، وكذلك جبال النوبة وجنوب كردفان واستخراجه يحتاج لرأسمال ضخم وتقانة عالية تتطلب شراكات خارجية متمكنة لاستخراجه وفق نسب متفق عليها، مؤكداً على العائد السريع والربحية العالية والمجزية من الاستثمار فيه ،

خبراء يقولون أن أسعار اليورانيوم الخام في الأسواق العالمية تتأثر بعاملي العرض والطلب، و كان العام الماضي قد شهد ارتفاع أسعار اليورانيوم بنسبة 19%، حيث بلغ سعر الطن من اليورانيوم عالي النقاء نحو (100,000) دولاراً، بعد أن قررت كازخستان أكبر منتج لليورانيوم في العالم زيادة انتاجها، وتراجعت أسعار اليورانيوم بنسبة 41% خلال عام 2016 ووصلت أدنى مستوياتها بفعل الكميات الكبيرة المعروضة ،
اليورانيوم سلعة استراتيجية و هو ليس معروضآ لمن يدفع اكثر ، و لا لأى مشترى ، و يخضع تداوله لرقابة اجهزة الاستخبارات العالمية ، و كان سببآ فى حروب كثيرة و مات دونه الالاف ،
و عليه فلا يمكن السماح بالاستثمار فيه الا وفقآ لاشتراطات المصلحة الاستراتيجية و الامن القومى الوطنى و الاقليمى ، و لذلك لا يمكن فتح الاستثمار فيه لكل من هب و دب ،
ربما يذكر البعض الرواية عن (4) كيلوغرام من اليورانيوم المخصب التى تواجدت فى السودان ايام الديمقراطية الثالثة و التى ربما كانت سببآ اضافيآ لمباركة بعض الجهات لوصول الانقاذ للحكم فى عام 1989م ، فضلآ عن قرار الاسلاميين بالاستيلاء على السلطة فى كل الظروف ، وسط تكهنات بوصول هذا اليورانيوم الى ايران عبر وسطاء عراقيين موالين لطهران ، و ربما كانت هى البداية التى مكنت ايران من العمل على برنامج سرى لانتاج سلاح نووى ، وهو ما يفسر موافقة ايران على الاتفاق النووى مع دول (5+1 ) بنسبة تخصيب على اليورانيوم لا تتجاوز 20%،
ما يجب اتحذير منه، ان الحديث عن الاستثمار فى اليورانيوم بهذه الطريقة يفتح الباب لكل صائدى المعدن المشع ، و ربما يدخل البلاد فى اتون الحروب الغامضة ، و شكوك حول وقوعه فى ايدى جهات غير مرخص لها بانتاج اليورانيوم المخصب ، و بالذات الجماعات الارهابية . و ليس كل ما يلمع ذهبآ .

التعليقات مغلقة.

error: