بخاري بشير يكتب: معركة دار المحامين !
*شهدت دار نقابة المحامين بالأمس (مخاشنات) بين تيارات متباينة؛ ومعلوم ان الدار تستضيف مناقشات لعدد من الكيانات السياسية أبرزها (الحرية والتغيير –المجلس المركزي والتوافق الوطني والشعبي)- وآخرين وان اللجنة التسييرية للنقابة تقوم بمناقشات فكرية حول انتاج دستور متوافق عليه؛ لكن أثناء سير الورشة التي استمرت يومين؛ قام عدد من المناوئين لها؛ وهم (محامون) بالهجوم على الورشة وتفريقها؛ عن طريق أعمال عنف استخدمت فيها الحجارة والعصي.
*ورشة الدستور حضرها الى جانب السياسيين المبعوث الخاص للأمم المتحدة فولكر بيرتس.. وأظهر فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي انتشر بشكل واسع عدداً من الأشخاص وهم يحملون الحجارة والعصي ويهتفون بأعلى أصواتهم (فولكر برة.. فولكر برة).. وجاءت ردود الأفعال سريعاً من المبعوث بتـأكيده في تغريدة له (أن من يرفض نقاشاً فكرياً ويواجهه بالعنف ليس جديراً بالوصول لتوافق وطني).. بينما اتهم خالد عمر يوسف القيادي البارز في المجلس المركزي من أسماهم بـ(الفلول والدولة العميقة).
*بداية لا بد لنا أن نرفض مبدأ العنف في الممارسة السياسية؛ لأنه لا يولد الا عنفاً مضاداً؛ مهما كان موقف (المتهم – او الضحية).. وما جرى في دار نقابة المحامين نهار أمس اعاد الى الأذهان ذات ما حدث من قبل في (صالة قرطبة)؛ في الأيام الأولى للثورة؛ وان كان ما جرى في السابق ضد (حزب المؤتمر الشعبي) قد خلف بعض الاصابات؛ وذلك عندما قامت مجموعة من (الحرية والتغيير- متهم أمس وضحية اليوم)؛ بالهجوم الدامي على قيادات ومنتسبي المؤتمر الشعبي.
*لا للعنف في الممارسة السياسية.. والمثل السوداني الدارج يقول: (التسوي تلقى).. والمقام ليس مقام شماتة؛ ولكنه تذكير بالأساس لمجموعة مركزي التغيير؛ بأن الذي لا ترضاه لنفسك لا ترضاه للآخرين.. فقد تكرر عليهم ذات ما فعلوه في السابق (وقع الحافر على الحافر).. ولا ننسى هنا الاشارة لما حدث في (ندوة شمبات- أو في معركة ذات الطاحونة في باشدار).. كلها صور وظلال لفعل واحد مستهجن ومستنكر.. ولهذا نرفض أي اتجاهات للعنف ومن أي طرف كان؛ ويجب على السياسيين أن يقارعوا الحجة بالحجة.
*واذا كانت من (حسنة واحدة) في (معركة دار المحامين)؛ فإنها أوصلت رسالة قوية لفولكر بأن وجوده في الشأن السوداني بات أمراً غير مرحب به؛ وليت الذين حصبوا الحجارة ومارسوا الارهاب بالعصي اكتفوا بوقفة احتجاجية وهتافات ولافتات تنادي بعدم مشاركة القوى الدولية والأجانب في مثل هذه المشاركات؛ التي كان يجب ان تقتصر على السودانيين دون غيرهم؛ هتاف (فولكر برة.. فولكر برة) كان سيكون أمضى من قذف حجر أو استخدام عكاز.
*لا زلنا في السودان نحتاج الى أن نبلغ درجة (الرشد السياسي).. لنمتلك الشجاعة التي تجعلنا نحترم رأي بعضنا البعض وأن نسعى لمنح كل (انسان سوداني) الحق الكامل في ابداء رأيه دون تخويف أو تنمر أو ارهاب.. ليت السياسيين عندنا ينتهجوا هذا السلوك القويم.. ويبتعدوا عن ممارسة العنف لأن العنف سلاح سيرتد عليك يوماً ما لأن الجزاء من جنس العمل.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.