* أثارت الاستقالات التي قدمها ثلاثة من أعضاء مجلس المريخ المحلول جدلاً كثيفاً في الساحة المريخية، وأعقبتها تساؤلات عديدة حول مسبباتها ودوافعها.
* دوافع الاستقالات التي قدمها طارق المعتصم ونائبه أحمد مختار وعمر محمد عبد الله واضحة بالنسبة إلينا، وقد طرحها أمين عام المجلس ووضحها قبل فترة، عندما أعلن عبر حوار صحافي أنه يخضع لتوجيهات أمانة الشباب في حزب المؤتمر الوطني الذي ينتمي إليه.
* الأعضاء الثلاثة تلقوا توجيهات حزبية تحضهم على الاستقالة في ما يبدو، فاستجابوا لها وتخلوا عن موقفهم المتشدد من قرار حل المجلس بواسطة الوزير.
* طارق المعتصم كان واضحاً وصريحاً عندما صرح بأنه ملزم بتنفيذ توجيهات حزبه، أما أحمد مختار فلم أستغرب موقفه، لأنه جاهر بمساندته لمجموعة عبد الرحمن سر الختم في انتخابات الاتحاد، تماشياً مع موقف أمانة الشباب التي ينتمي إليها، على حساب قرار ملزم أصدرته لجنة التسيير السابقة التي تمتع بعضويتها، ولا غرابة في موقفيه السابق والحالي، لأنه دخل اللجنتين بترشيح من تلك الأمانة، مع أنه لا يمتلك أي سابق خبرة أو رصيد إداري في المريخ قبل التعيين.
* الحديث نفسه ينطبق على استقالة عمر محمد عبد الله، الذي حاول تجميل قراره وتبرير استقالته بالحديث عن تقديم المصلحة العامة للمريخ على ما سواها.
* راعي الضان في بوادي كردفان يعلم أن استقالته أتت بتوجيهات حزبية، جعلته يتخذ قراراً مخالفاً لموقف وتوجه التنظيم المريخي الذي رشحه للمجلس.
* الاستقالات تشير إلى تضخم حجم التدخلات السياسية في الشأن الرياضي، وهي ظاهرة جديرة بالنقاش، لأنها وضحت بجلاء في انتخابات الاتحاد السوداني لكرة القدم، وأدت إلى تجميد نشاط السودان بقرار من الفيفا، بعد أن سمحت أمانة الشباب (ممثلة في دائرة الرياضة) لنفسها بالتدخل في كل مراحل العملية الانتخابية، وتولت دعم وتمويل ومساندة مجموعة الفريق عبد الرحمن سر الختم على حساب مجموعة الدكتور معتصم جعفر.
* أتى ذلك التدخل وبالاً على الكرة السودانية ودفع فاتورته المريخ أولاً، وتسبب في حدوث حالة غير مسبوقة من الاحتقان في الوسط الرياضي، وأنتج اتحاداً غير متوازن التكوين، نتوقع له أن يتسبب في كوارث جديدة أكبر من سابقاتها، لأن معظم لجانه المساعدة آلت إلى كوادر مسيسة تنتمي إلى نادٍ واحد، وتدين له بانتماء ظاهر، وتعمل على التشفي من نده التقليدي بطريقة غير مسبوقة.
* تلك الحقائق وضحت وتأكدت بصدور مجموعة من العقوبات المتتالية ضد نادي المريخ، من كل اللجان المساعدة للاتحاد.
* اللجنة المنظمة التي أوقفت لاعبين من المريخ وفرضت عليه خوض مباراة نصف نهائي كأس السودان في شندي، لجنة الانضباط التي عاقبت لاعب المريخ بكري المدينة بالإيقاف لمدة ستة أشهر من دون أن تستدعيه لتسمع إفادته، لجنة المنتخبات التي توعد رئيسها بكري المدينة بالعقاب مع أنه لا يمتلك سلطة العقاب، لجنة الاستئنافات العليا التي سلبت المريخ نقاط قضية باسكال بعد أن تجول رئيسها في مكاتب الدولة بحثاً عن مستندات تعضد استئناف أهلي عطبرة، واللجنة القانونية التي أوصت مجلس الاتحاد بعدم التعامل مع لجنة التسيير.
* دائرة الرياضة التابعة لأمانة الشباب والتي يقودها الأخ طارق حمزة واصلت ذات النهج الأخرق في ما يتعلق بالمريخ، ورفضت قراراً ملزماً أصدره الوزير المختص بسند قانوني قوي، وحضت المجلس المحلول على تحدي قرار الوزير، بواقعة تشير إلى حجم الفوضى التنظيمية للحزب الحاكم، على مستوى الجهات المختصة بالشأن الرياضي والشبابي على الأقل.
* الوزير الذي أصدر القرار ينتمي للمؤتمر الوطني، وهو يعمل في ولاية يحكمها والٍ ينتمي لذات الحزب، ومع ذلك حظي قرار الوزير بمقاومة شديدة من دائرة الرياضة بأمانة الشباب الاتحادية، والتي تعرضت في ما يبدو إلى توجيهات حزبية عليا تأمرها بالتوقف عن إثارة الفوضى في المريخ، مع توجيه منسوبيها في المجلس المحلول بالاستقالة والكف عن مناهضة قرار الوزير، وقد كان!
* شتان بين موقفهم، وموقف آخر حدث في منتصف التسعينات بنادي المريخ!!
* على أيام رئاسة اللواء ماهل أبو جنة للنادي حاولت منظمة شباب الوطن التدخل في أمور المريخ، وست لتسجيل عضوية مسيسة تنتمي لها في النادي، وملأت استمارات العضوية للمئات منهم، وسددت رسومهم، بمساعدة أحد قادة المجلس.
* أثارت الخطوة حفيظة أهل المريخ، فرفضوها وتولى عصام الحاج (سكرتير المريخ وقتها) عبء مناهضة العضوية المسيّسة، وحظي بدعم قوي من اللواء ماهل ونائبه محمد آدم عيسى.
* رفض الثلاثة تسييس عضوية المريخ مع أنهم كانوا أعضاء في الحزب الحاكم، في موقف قوي سجله لهم التاريخ، وأذكر أن الأخ محمد الياس محجوب عارض تلك العضوية بقوة أيضاً، وتعرض لهجوم عنيف ببيان رسمي من المنظمة التي كان يرأسها الأخ الدكتور الفاتح عز الدين وقتها، وقد توليت مع الحبيب الراحل عبد المجيد عبد الرازق الدفاع عن موقف ود الياس، وسلقنا المنظمة بألسنة حداد، وعارضنا تسييس عضوية المريخ.
* حدث ذلك في ذروة أيام (التمكين)، وفِي بواكير عهد الإنقاذ عندما كانت في قمة سطوتها، وبقي المريخ منزهاً إلى حد كبير عن التسييس، وظلت مجالسه تجمع كل أهل السودان بمختلف انتماءاتهم الحزبية.
* في مجلس واحد عمل ماهل الإسلامي الملتزم وعصام الحاج المنتمي للحزب الحاكم مع ود الياس الخليفة الختمي، والفاتح مقبول الأنصاري الذي يدين بالولاء التام لحزب الأمة (رحمة الله عليه).
* عملوا معاً، واتفقوا واختلفوا في المريخ، وظل كل واحد منهم حريصاً على إبعاد الانتماء السياسي وارتداء عباءة المريخ في كل لحظات العمل في النادي العريق.
* حالياً انقلبت الآية وصار الانتماء السياسي مقدماً على الانتماء الرياضي عند بعض من يعملون في مجالس المريخ، وتلك مصيبة، نتمنى أن لا تعمر في النادي الكبير، لأنها ستتسبب في تدميره وتوسع نطاق خلافاته وتحول المريخ إلى ساحة صراع سياسي تتقدم فيه مصالح الأحزاب على مصالح المريخ العليا.
* الظاهرة المزعجة يجب أن لا تستمر في المريخ، الذي يمثل السودان الكبير بتنوعه الإثني والديني والسياسي والثقافي والاجتماعي بدرجة دفعت القبطان حاج حسن عثمان رحمة الله عليه إلى إطلاق لقب (سودان المريخ عليه).
آخر الحقائق
* حديث البعض عن الدفاع عن الديمقراطية في المريخ كلمة باطل يراد بها عين الباطل.
* هؤلاء وقفوا ضد جمال الوالي ومجلسه عندما أتى منتخباً، وطالبوا برحيل الوالي عن قيادة النادي مع أنه أتى منتخباً (بالتزكية) عدة مرات.
* لو كانت مواقفهم مبدئية لساندوا تلك المجالس طالما أنها أتت بالانتخاب، تطابقاً مع موقفهم الحالي.
* من ينظرون إلى قرار الوزير على أنه يمثل تدخلاً سياسياً يغفلون حقيقة مهمة، مفادها أن المريخ ما زال يتبع بحسب القانون لولاية الخرطوم إدارياً ومالياً، وأن القانون الحالي لهيئات الشباب والرياضة بولاية الخرطوم منح الوزير سلطة التدخل بالحل والتعيين، وأن المريخ لم يعدل نظامه الأساسي ليمنح جمعيته العمومية حق الإشراف على الانتخابات بمعزل عن الوزارة أو أي جسم حكومي آخر.
* ستصبح يد الوزير مغلولة عن التدخل في الشأن المريخي بمجرد تعديل النظام الأساسي لتصبح الجمعية العمومية السلطة الأولى والأخيرة في النادي.
* حتى النظام الأساسي الجديد للاتحاد السوداني احتاط للوضع الحالي لأنه انتقالي، ومنح الأندية مهلة تمتد عاماً كاملاً لتوفيق الأوضاع.
* نذكر الناسين أن من عارضوا تعيين لجنة ود الشيخ نظموا المسيرات لدعم لجنة ونسي المعينة!
* هذا تعيين وذاك تعيين، فلماذا اختلفت المواقف؟
* من يدعون إلى أيلولة الإشراف على أمور المريخ للاتحاد السوداني لكرة القدم يغفلون حقائق مهمة.
* أولاً:
المريخ ليس نادياً لكرة القدم وحدها كي يتبع لاتحاد كرة القدم.
* ثانياً: كيف ستتم معالجة أوضاع النادي إذا استقال مجلسه، هل سيكون بمقدور اتحاد الكرة تعيين لجنة لتسيير أمور النادي؟
* ثالثاً: المجلس المحلول نفسه اعترف بسلطة الوزارة الولائية على النادي وقبل إشرافها على الانتخابات التي أتت به بالكامل.
* دفعوا رسوم ترشيح للوزارة التي يستنكرون تدخلها الحالي، وخاطبوها لتعيين أعضاء جدد في مجلسهم ولعقد جمعية تكميلية لانتخاب رئيس جديد.
* عندما قررت حلهم بسبب عجزهم وسوء أدائهم أنكروا سلطتها عليهم!
* نتمنى أن لا يتأثر فريق الكرة بالأجواء المحيطة به في مباراة اليوم.
* مريخ السلاطين خصم قوي تربع على قمة مجموعته بجدارة.
* في الموسمين الأخيرين عجز المريخ عن الفوز عليه، بل إن السلاطين تسببوا في فقدان الزعيم للقب الدوري في الموسمين المذكورين.
* نتوقع من مازدا أن يخوضها هجومية منذ البداية.
* الدفع بثلاثة محاور ومهاجم وحيد في المنافسات المحلية أمر غير مهضوم.
* نرجو أن تسهم عودة بعض العناصر الأساسية في تحسين مردود الأحمر في لقاء اليوم.
* رمضان يمكن أن يشكل إضافة لخط الهجوم لأنه ليس غريباً على الخانة.
* ربنا يجازي من أفقدوا المريخ مجهودات العقرب والغربال.
* غداً بحول الله نكتب عن سقطة إخفاء مستندات الدعوى التي قدمتها مجموعة عبد الرحمن سر الختم لمحكمة التحكيم الرياضية الدولية.
* وهي تؤكد أننا نتايع نسخة جديدة من شداد، خلاف التي نعرفها منذ سنوات طويلة.
* آخر خبر: فضيحة كبيرة تفضح مدى تناقض الأقوال مع الأفعال.
التعليقات مغلقة.