يوم تلو الآخر ، تُحذر وزارة الري من فيضان مرتقب ، و تنذر هيئة الارصاد الجوي بأن أمطار و عواصف رعدية ستضرب ربوع البلاد ، التي دائماً ما تصف تلك الأمطار التي ستهطل بأنها ستكون غزيرة .. كل تلك التحذيرات لم تضعها ولاية الخرطوم في موضوع الاهتمام الأمر الذي كشفته أول أمطار هطلت فجر “الأحد” الماضي و قد أدت إلى تعطل الحركة في شوارع الخرطوم التي امتلأت بالمياه
الخرطوم : باج نيوز
تلك الامطار جعلت شوارع الخرطوم التي كانت تحسب أنها افضل حالاً تتأثر كما تأثرت الشوارع الفرعية مما تسببت في شلل تام للحركة و أضرار في بعض الأحياء السكنية، و تعطل مرافق حيوية و إغلاق العديد من الأسواق مع نقص حاد في المواصلات العامة، و بحسب مواطنين فإن مياه تلك الأمطار تسببت في إنهيار عشرات المنازل في ضاحية مايو جنوبي الخرطوم.
وسط تخوف المواطنين من الفيضان الذي تجاوز النيل منسوبه و من السيول خريف هذا العام الذي يبدو أنه صعباً على العاصمة الخرطوم، ، إلا أن الحكومة تبدو أنها غير مستعدة. حيث لم تقم بفتح مجاري و مصارف المياه في الشوارع الرئيسية أو الأحياء السكنية ، كما لم تخاطب المواطنين و تحذرهم حتى من خطر قد يصيبهم عليهم ان يستعدوا له.
(باج نيوز) حاول الوصول إلى حكومة الولاية أو وزارة النقل و الطرق و الجسور للحصول على إجابة واحدة فقط، ماذا فعلت للحد من حصول كارثة و ما هي خطتها لإيجاد حل لشوارع الخرطوم التي تأثرت بسبب تلك الأمطار ؟! ، إلا أننا لم نجد إجابة فلم يجيب السيد والي ولاية الخرطوم و لا أمين أمانة الحكومة و مديرها التنفيذي، و كذلك لم تجيب وزارة الطرق الجسور بعد اتصالات متكررة .
أستاذ العلوم السياسية بجامعة النيلين مصعب محمد علي يذهب في حديثه لـ(باج نويز)، إلى أن الاستعداد للخريف هذا العام لم يكن كافياً في ولاية الخرطوم ؛ لذلك كان هناك سوء في تصريف المياه في شوارع الولاية الامر الذي أدى إلى تعطل الحركة بها.
و قال محمد علي إنه يمكن القول أن الولاية سقطت هذا العام في ملف الخريف و الاستعداد له و أضاف “لكن يمكن تدارك الأمر خصوصاً و أن موسم الأمطار في بداياته عن طريق قيام استنفار في كل محليات الولاية و توفير الآليات المختلفة للمساعدة في عمليات فتح المجاري”.
و تابع ” إن حكومة الولاية يمكنها القيام بمبادارات يقودها مواطنين بالأحياء بالتعاون مع الوحدات الإدارية و فرق الصحة لتصريف المياه الراكدة حتى لا تسبب أمراض، و عمل الردميات في مناطق الهشاشة المعرضة للفيضان”.
هل سقطت الخرطوم في الامتحان؟
المحلل السياسي أسامة عبدالماجد يقول لـ(باج نيوز)، إن ولاية الخرطوم سقطت مبكراً قبل قدوم فصل الخريف عندما تسلم الوالي أيمن نمر مهامه و إدارة ملف النظافة عبر المقابلة الشعبية و المجتمعية ، موضحاً أن ملف النظافة من الملفات الاستراتيجية إلا ان نمر أعلن فشله في إدراته.
و أضاف عبدالماجد “الحكومة لا تملك قرنا استشعار لمتابعة الأزمات في الولاية، مشيراً إلى مرور عدة أزمات لم يكن لها أثر مثل المواصلات،و الدقيق و غيرها” و تابع “بالتالي في ظل النتائج لحكومة الولاية كان طبيعي السقوط المبكر في فصل الخريف؛.
و أوضح أن فصل الخريف يكشف ظهر الحكومة ، لأنه كان على الاقل التحسب له مبكراً و تصريف المياه في الشوارع الرئيسية مثل شارع (الستين) الذي غرق تماماً، منوهاً إلى أن الولاية مطالبة بمراجعة أدائها على كافة المستويات .
و قال عبدالماجد إن الوالي يحتاج إلى بذل مزيد من الجهد لأنه من المتوقع حسب هيئة الارصاد هطول كميات كبيرة من الأمطار، مشيراً إلى أن ما أدى إلى تأزم الموقف و تعقد الأمور هو عدم مراجعة حكومة الولاية للطرق عطفاً على عدم قيامها بصيانة الشوارع و أضاف ” لذلك عندما جاء الخريف ازداد الامر سوءاً و هذا ما يعمق الأزمة في مقبل الأيام”.
و تابع “والي الخرطوم مشغول بالسياسة و لا يهتم بمعاش الناس و خدمات المواطن ، لذلك غير مأمول إيجاد حل أو تدارك المشاكل التي وقعت”.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.