باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
1135*120   Last

محمد لطيف:انقلاب قوش .. الثانى !

تحليل سياسي

1٬153

ربما هى المرة الاولى التى اشعر فيها ان العبارة الشهيرة .. الثورة تراجع ولا تتراجع .. تكون قابلة للتطبيق وصالحة للتعاطى .. كما انها المرة الاولى
التى يشعر فيها الناس ان انتظارهم للرئيس لم يطول .. ولم يخيب .. فإذا كان انقلاب قوش الاول ..او ان شئت قل المزعوم .. قد تابعه الناس بين مصدق ومكذب .. فان قرار اعادة الفريق اول مهندس صلاح عبدالله محمد صالح .. الشهير بصلاح قوش .. مديرا لجهاز الامن والمخابرات ألوطنى .. والذى مثل انقلابا بكل المقاييس .. لا يزال البعض ينظر اليه بين مصدق ومكذب .. يوم أمس كان يوما من ايّام  المراجعات الكبرى .. تمت مراجعة قرار صدر فى العام ٢٠٠٩ باعفاء قوش من منصبه مديرا لجهاز الامن والمخابرات .. فى ظروف جد مختلفة بالغة التعقيد .. قرار المراجعة عاد بصلاح لموقعه القديم ..!
وبين الانقلابين جرت مياه كثيرة تحت الجسور .. جسور النظام وجسور الفريق .. العنوان الرئيس للقرار الذى عاد بالفريق اول صلاح قوش الى موقعه هو .. الصدمة .. وتحت هذا العنوان تتمدد جملة من المحاور .. وقائع شورى الحزب .. ومصير مؤتمر الحركة .. بل و مستقبل الحركة نفسها .. وبين هذا وذاك الأزمة الاقتصادية الماثلة .. وليس مبالغة ان سعر الدولار قد تراجع فور صدور قرار عودة الفريق اول صلاح .. اى حتى قبل ان يفعل شيئا .. ومن يظن ان قرار عودة قوش هو مجرد قرار جمهوري لا يتجاوز مهام التكليف فهو مخطىء .. ومن لم يقرأالرسائل العديدة التى حملها فى طياته القرار .. فهو فى حاجة لإعادة قراءة القرار ..!
ولكن .. ماذا عن العائد ..؟ وماذا لديه ليقدمه .. للجهاز .. وللوطن وللمواطن .. ربما يكون طبيعيا ان يغادر اي مسئول موقعه ثم يعود اليه .. لكن غير الطبيعي ان يكون هذا المسئول وفى فترة بعده عن منصبه قد مر باربعة من اخطر المحطات فى حياته .. وغير الطبيعي كذلك ان كل واحدة من هذه المحطات قد خرج منها الرجل بثروة ضخمة من الدروس والعبر .. ربما كان فى حاجة لنصف عمره للحصول على درس واحد من تلك الدوس ..!
الفريق اول صلاح فور مغادرته موقعه أسس مستشارية الامن .. وعلى غير ما تصور الناس فى مستشارية للامن من إجراءات وتعقيدات .. فوجئ المراقبون بساحة للحوار الهادف استقطب ما يقارب المائة من الأحزاب السياسية بينها حزب الأمة القومى والحزب الاتحادي بفصيليه الأصل والمسجل .. ثم نخبة من الخبراء والعلماء والتكنوقراط .. وما لا يعلمه الكثيرون ان ذلك الحراك قد هز الارض تحت اقدام الحزب الحاكم نفسه .. ليواجه قوش حربه الثانية مع رهطه تنتهى بحل المستشارية .. تلك كانت تجربة تعلم منها قوش الانفتاح علي الآخرين .. بل والاحتفاء بهم .. وهذا درس مهم للعائد الى موقعه القديم ..!
ثم تسوق الاقدار صلاح قوش الى السجن .. ولا معنى للحديث هنا عن ان السجن يعلم الصبر والى اخر تلك القصة المكرورة .. ولكن فى ظن الكثير من المراقبين ان السجن قد اذاق الفريق اول صلاح قوش .. رجل الانقاذ القوى .. طعم الظلم .. ومن يراهن ان قوش فى مهمته الجديدة سيستصحب طعم الظلم ذاك لن يخسر الرهان ..!
اما المحطة الرابعة .. فان صلاح قوش وبعد إقصائه لم ينتظر مثل اخرين ان تتنزل عليه بركات الحزب بوظيفة او سفارة او تكليف .. بل نزل الى السوق .. بكل ما تحمل معني الكلمة ..  وقد خرج منه بالامس بعد ان الم بكل صغيرة وكبيرة فيه .. ومدير جهاز الامن ليس كالقاضي يحرم عليه الحكم بالعلم القضائي .. بل يكون فى حالته هذه مطلوبا .. ولا شك انه يعلم الكثير .. اما المحطة الاخيرة فتلك العلاقات الخارجية .. القديمة منها والجديدة .. وهى الاخرى مطلوبة بشدة ولا شك ..!

التعليقات مغلقة.

error: