الخرطوم – باج نيوز
يتمتع السودان برصيد هائل من التراث الشعبي التقليدي الذي يمثل خليطاً شكل الوجدان السوداني، كما أن للثقافة دوراً كبيراً في تعريف الشعوب وعكس مدى التقدم والتحضر للسكان في أي بقعة، وقد ورثت الأجيال المتعاقبة من الأجداد تراثاً حري بنا المحافظة عليه ونشره في فضاء الوطن.
في السياق نظمت عدد من الولايات معارض للتراث ضمن فعاليات معرض الخرطوم الدولي في دورته الـ (35) التي اختتمت مؤخراً، وزخرت المعارض بإبداعات مختلفة، وهو ما يعكس الثقافات والتنوع في السودان ، عدداً من المنتجات الزراعية كالفول والسمسم والكركدي والذرة والدخن والصمغ العربي وصمغ الطلح ومنتجات طبيعية كاللالوب والنبق والدوم والدليب والخروب والقنقليز والعرديب تم عرضها بطريقة جاذبة للزوار خاصة الاجانب.
ابداع وفن
لا شك أن الثقافات المحلية تمثل رافداً مهماً في إثراء المجتمع، بما تحتويه من مدلولات وما تستبطنه من إبداع وفن لذلك بهرت الفرق الشعبية المصاحبة لتلك المعارض الجميع وهي تقدم عروض غاية في الروعة لتطل البحر الأحمر بسفنها الشاهقة ورقصات ادروب الجميلة وتدهش كردفان الجميع بإيقاعات المردوم والجراري، بينما تخطو البطانة نحو المقدمة بسياطها التي تعلو وتهبط على ظهور الشباب وتهل النيل الأزرق التي ضمت الفرق الشعبية والفنية مع رقصات الوازا والكرنق، فيما شكلت القضارف حضوراً مميزاً وقدمت ولايات دارفور مزيجاً من التنوع الثقافي لتترابط كل أجزاء الوطن.
معرض زاخر بالإبداعات
محمد حسين شطة مسؤول شعبة التراث بمعرض كردفان قال لـ (باج نيوز): كانت مشاركتنا فاعلة وجاذبة حيث اشتمل المعرض على إبداعات جمالية كالخمام والدرنقل وأخرى تاريخية كالحربة والكوكاب والجلكاية وإبداعات خزفية كالدوكة والبرمة والكلول والدوراي والقرع بمشتقاته، من بخسة وكاس، يحملها المشلعيب، وتقبع المرحاكة بجانب اللداي.
ثروة قومية
واستطرد شطة : التراث بصورة عامة هو ثروة وطنية وعلم ثقافي قائم بذاته يختص بقطاع معين (الثقافة التقليدية أو الشعبية)، ويلقي الضوء عليها من زوايا تاريخية وجغرافية واجتماعية ونفسية، وأضاف: المأثورات التراثية بشكلها ومضمونها أصيلة ومتجذرة، إلا أن فروعها تتطور وتتوسع مع مرور الوقت وبنسب مختلفة، وذلك بفعل التراكم الثقافي والحضاري، وتبادل التأثر والتأثير مع الثقافات والحضارات الأخرى، وزاد: يعزز التراث روح الجماعة ويقوي أواصر الصلات بين الشعوب.
التعليقات مغلقة.