{ دعت المعارضة أمس، وقلنا كثيرا ونعيد ولن نمل التكرار، من حق المعارضة أن تعمل بالوسائل الديمقراطية والسلمية على مناهضة الحكومة والتظاهر ضدها والعمل على إسقاطها والجلوس في مكانها بإرادة الجماهير وعبر صناديق الانتخابات، وكما قلنا بنقطة نظام سابقة، سيتساءل كثيرون وأين هي هذه الديمقراطية، ونقول إن الديمقراطية ليست ملكا لحكومة أو معارضة بل هي دستورٌ وقوانين تعبر عن إرادة ورضاء جميع أهل السودان، بمختلف سحناتهم وأعراقهم وتوجهاتهم السياسية.
{ دعت المعارضة لمظاهرات سلمية تتجمع بميدان الشعبية بالخرطوم بحري وتشمل جميع أرجاء الوطن وصاحب ذلك دعوات مكثفة عبر مواقع التواصل الاجتماعي للمشاركة بهذه المظاهرات تحت لافتات مختلفة، بعضها يدعو لإسقاط النظام، وبعض يرفض الغلاء والميزانية الجديدة وأطلقوا عليه يوم الخلاص الوطني، أي خلاص الوطن من نظام الإنقاذ.
{ وإذا تجاوزنا تفلتات البعض وتطرف دعواتهم وهذا من حقهم؛ أن يعبروا عن قناعاتهم وأشواقهم وتطلعاتهم لحياة كريمة وحكم يرضي طموحاتهم، فلقد أكدت معظم الأحزاب المعارضة على مساندتها لهذه التظاهرات مع التأكيد على سلميتها، ولعل تحديد مواعيدٍ وأمكنة لتلك المظاهرات الاحتجاجية، يؤكد سلامة النية والحرص على السلمية والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة، ولم تشهد التظاهرات التي تمت حتى الآن أية مظاهر تخريبية أو عنفا من جانب المتظاهرين، وهذا أمر يحسب لصالح هذا الشعب العظيم والمعلم والذي إذا اجتمعت إراداته ورؤى غالب أهله بمختلف توجهاتهم الجهوية والسياسية فإنهم قادرون على الإطاحة بأي نظام، وفعلوها قبل وبعد الاستقلال وأطاحوا بنظامين عسكريين قابضين(أكتوبر ١٩٦٤) و( أبريل ١٩٨٥).
{ وخرجت بعض التظاهرات المتفرقة إلا أن الأجهزة المختصة لم تمكنها من الوصول للميدان المشار إليه واستطاعت أن تفرغها، وبالتأكيد أنه وفي ظل القوانين القائمة فإن ذلك من واجب تلك الأجهزة بعيدا عن العسف والإفراط فى استخدام القوة، وحتى إذا تمت اعتقالات فيجب أن تعالج وفقا للقانون، إما أن هناك إدانة، فتتم المحاكمة القانونية العادلة، أو هناك براءة ويتم إطلاق السراح فورا.
{ نقطة النظام الأولى: عدم نجاح تظاهرات الأمس لا يعنى مطلقا أن هناك رضاءً عن الحكومة وسياساتها الاقتصادية والمالية الأخيرة والتي خلقت واقعا جديدا بالأسواق والأسعار يفوق طاقة وقدرة معظم أهل السودان وغالبهم من الفقراء ومحدودي الدخل، وأصلاً كانوا يعانون في التقريب بين أطراف المعادلة المستحيلة، بين دخولهم البسيطة والحد الأدنى لاحتياجاتهم، فزاد طينهُ واقعهم الصعبَ بلةً داكنة السواد.
{ كما أنه لا يعبر أبدا عن فشل للمعارضة أو انتصارٍ للحكومة، فالذين خرجوا وغالب الذين لم يخرجوا لم يفق معظمهم بعد من صدمة واقع الغلاء الذي ضرب كل الأسواق وجميع السلع المحلية والمستوردة، بنسب تفوق حتى الزيادات التي طالت الدولار الجمركي، والتي قلنا وبعد فرضها أنها زيادة ثقيلة الوطأة على معظم أهل السودان، سواء كانوا من المقتدرين أو غير المقتدرين.
{ نقطة النظام الثانية: ولاشك أن الحكومة بأجهزتها المختصة ومراكز بحوثها ودراساتها قد تابعت ردود الفعل العنيفة تجاه قراراتها الأخيرة وعليها مراجعه ما يمكن مراجعته وبسط هيبة الدولة والقانون بالأسواق ، فسياسة التحرير لا تعنى مطلقا الفوضى والتسعير بالأمزجة، ونقولها صادقين أن هنالك احتقانا شديدا بالشارع السوداني العريض ورفضا للواقع الاقتصادي الذي فرضته الميزانية الجديدة.
{ ونقولها صادقين إن المعالجات التخفيفية والاجتماعية التي صاحبت الميزانية الجديدة، لدعم وحماية الشرائح الضعيفة على أهميتها فإن مثلها مثلَ الغطاءِ القصير والمتهرئ في ليلِ شتاءٍ قارس.
{ وكما أوردنا بنقطة نظام الأمس فإن إجراءات الدولة الأخيرة لم تتمكن من السيطرة على سوق النقد الأجنبي، ووصل سعره بالسوق الموازي لأرقامٍ أسطورية فلكية ومازال يوالي الصعود.
عاجل
- رئيس مجلس النواب الأميركي يعلن فوز ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية
- الجيش يبسط سيطرته على الدندر
- استشهاد قائد منطقة البطانة العميد أحمد شاع الدين
- البرهان يتفقد المواطنيين بمدينة أمدرمان
- طيران الجيش يقصف مواقع تجمعات قوات الدعم السريع شرق الفاشر
- السودان.. إسقاط مسيرات في مدينة كوستي
- السودان.. حرق برج الاتصالات في الخرطوم
- حميدتي يقيل مستشاره يوسف عزّت
- الجيش يصدّ هجومًا للدعم السريع على مدينة سنار
- السودان..إسقاط مسيرات في كوستي
التعليقات مغلقة.