(مافيش أزمة) كانت الجملة المختصرة التي أراد بها الرئيس عبدالفتاح السيسي طي ملف الخلاف المصري ( الذي ينكره ) مع السودان واثيوبيا بعد الاجتماع الذي ضم روؤساء الدول الثلاث وان كانت الرئاسة المصرية قد سعت بكل ما تملك لنفي وجود خلاف ما بينها وبين السودان مثلما فعل قبلها الرئيس الارتري اسياس افورقي والذي غاب عن المشهد هذه المره ومن هم خلف البحار شرقها وغربها من سعي لتاجيج واستعار نيران الخلاف في صراع ظل يسكب حبره المثقفون منذ زمن طويل يتمثل في حرب المياه القادمة وحذر منه صموئيل هانتغتون وان ظنه البعض بعيد فقد اصبح قريبا وقريبا جدا …
بسرد سينمائي مدهش نقل لنا الاستاذ ضياء الدين بلال مشاهد مختلجه بالحذر والتوتر لما دار ما بين الروؤساء الثلاثة في الاجتماع المغلق والذي كشف بعض من تفاصيله وزير الخارجية البروفسير ابراهيم غندور بتشكيل لجنة سياسية عاجلة لايجاد حلول للخلافات خلال شهر بالرغم من نفي الرئيس السيسي لوجود أزمة تظل تفاصيل اشتعالها بائنة للمتابع عن كثب لملف سد النهضة العظيم والذي فجرته تقارير الشركة الفرنسية وتطور المواقف الي سعي مصر الحثيث لاستغلال 116 مليار متر مكعب من مياه النيل بطريقة رسمية وغير رسمية ، فكان ما كان من محاولات يائسة للتاثير على الموقف السوداني كما كشف السرد المميز للاستاذ ضياء الدين خلال تواجده بالعاصمة الاثيوبية اديس ابابا …
اذا كان هنالك من شخصيات تستحق الثناء في هذا الملف المتشابك التفاصيل فهي تذهب اولا للبروفسير ابراهيم غندور والذي ينتزع منك الاعجاب انتزاعا لبراعته الفائقة في ادارة الديبلوماسية بحنكة ودراية اوجدت الاحترام لهذا البلد ويستحقها ثانيا السيد معتز موسي والذي قاد دفة مفاوضات عدة فشلت فيها الاطماع والمساعي لابعاد السودان من نيل حقه المشروع في هذا الملف ، مما يجعلنا نطمئن تماما بأن حقوق هذا البلد لن تضيع ، وان كل محاولات التصعيد لن تجدي نفعا فليس هنالك من مخرج الا بالجلوس والتفاوض مابين الاطراف الثلاث فاثيوبيا هي جارة شقيقة وعزيزة وتعلم تماما كيف تحفظ الجميل للجار الوفي ، وكذلك مصر وإن كان إعلامها قد نسي وتناسي من هو الشعب السوداني.
اخر الدعاش:
اتصال هاتفي جمعني بالاستاذ طلال عفيفي المنفذ لمهرجان السودان للسينما المستقلة تعليقا منه عل ماجاء في هذه الزاوية بعنوان ( الكبري مغلق للترفيه ) وقد وضح الكثير و سنظل داعمين ومشجعين لعودة هذا الفن الاصيل ولعلو كعب الانتاج السينمائي ولكن احتراما لمشاعر هذا المواطن الذي اغلق في وجهه الكبري وصار يومه قاسيا في التنقل ألم يكن من الأجدي الخروج من جوف الكبري الي مدخله لاقامة هذا المحفل ياسادة.
التعليقات مغلقة.