أحمد البلال الطيب : العلاقات السودانية المصرية بعد لقاء البشير والسيسي بأديس أبابا وحديث صريح
نقطة نظام
{ في قمة توتر العلاقات السودانية المصرية والذي وصل لدرجة استدعاء الخرطوم لسفيرها بالقاهرة وحتى تاريخ اليوم، كتبنا بنقطة نظام سابقة ما يلي :
{ نقطة النظام: كتبنا ، وكررنا وسنظل نكرر، على ضرورة الحفاظ على العلاقات السودانية المصرية من جانب، والعلاقات السودانية الاريترية من جانب آخر، ونزع فتيل الأزمة الحالية الحادة، والتي وصلت لدرجة استدعاء السودان لسفيره بمصر، ووجهت الخرطوم اتهامات مباشرة للقاهرة واسمرا بالتعاون معا من اجل إشعال جبهة الشرق السوداني عبر الأراضي والحدود الاريترية ودعم عسكري مصري.
وهذا أمر لا يمكن أن يتم عبر إطلاق الاتهامات والرد عليها نفيا، أو بإطلاق العبارات الفضفاضة وإنما بحوار شفاف وعميق بين الدول الثلاث، يبدأ بلجان فنية وعسكرية وأمنية ودبلوماسية وتنتهي بقمم بين الرؤساء الثلاثة بالعواصم الثلاث.
ولنا عودة
انتهت
{ واذكر أبان هذه الأزمة وخلال الأيام الماضية اتصلت بي قناة دريم الفضائية المصرية للمشاركة بمداخلة ومما شجعني على الموافقة أن من اتصل بي أشار إلى أنهم مع تهدئة العلاقات بين البلدين، ولكنني فوجئت بأن السؤال كان حول الاحتجاجات الأخيرة ولم يوجه لي سؤال واحد حول العلاقات بين البلدين، وأمس الأول اتصلت بي قناة اون تي في الفضائية المصرية ، بإحدى برامجها ( للتوك شو) حول العلاقات السودانية المصرية عقب زيارة الرئيس المصري للرئيس البشير بمقر إقامته بأديس أبابا، على هامش القمة الإفريقية والاجتماع المغلق المطول بينهما وتصريحات وزيري خارجية البلدين حول القمة الثنائية.
{ وقلت للقناة الفضائية، ليس الخبر في القمة، وهى متوقعة، أو عودة العلاقات بين البلدين وهو أيضا ليس بالأمر المستبعد، أو عودة السفير السوداني لمقر عمله بالقاهرة، وهو كذلك أمر مؤكد خلال الساعات القادمة، ولكن الخبر الحقيقي ما هي ضمانات عدم عودة التوتر مرة أخرى.
{ وقلت أنني أود أن أتحدث بصراحة شديدة كواحد من السودانيين المؤمنين والداعين للحفاظ على أزلية العلاقات بين البلدين، وإبعاد الخلافات بين الحكومات على العلاقات والتواصل بين الشعبين، وأن تقوم هذه العلاقات على الندية والبعد التام عن الوصاية والأبوة والتدخل في الشؤون الداخلية للبلدين، ولقد ساءنا جدا ذلك التطاول من بعض الإعلاميين والمواطنين المصريين العاديين، ببعض القنوات ومواقع التواصل الاجتماعي، على السودان الوطن الكبير ، وأهله الكرماء والأصلاء، وما أسهل الرد على تلك الصفاقات والبذاءات التي تعبر عن حقيقة أصحابها، وترفعنا عن ذلك عفوا عند المقدرة.
{ وقلت للقناة الفضائية المصرية الخاصة إن من أولى الضمانات، هو أن تضع الحكومتان في بالهما، أن نظام الحكم في أيهما تأييدا أو رفضا أو موالاة أو معارضة، هو شأن يخص الشعبين.
{ وبمعنى أوضح أن يزج بالإخوان المسلمين المصريين بالسجون ويحاكموا فهذا أمر وشأن يخص الشعب المصري، وأن يحكم الإخوان المسلمون السودانيون فهذا شأن يخص الشعب السوداني، وقلت إن هذه الآن واحدة من اكبر العقبات التي تذبذب العلاقات بين البلدين دون الإفصاح عن ذلك صراحة، وقلت أن القضية الثانية هي قضية حلايب وشلاتين حيث نتيقن نحن بالسودان من سودانيتها والتجأنا لأسلوب حضاري وقانوني ودولي برفع الأمر للتحكيم، فيما أخذ الأشقاء بمصر القانون بيدهم واحتلوا المنطقتين بالقوة ويرفضون التحكيم الدولي بل حتى مقترح تحويلها لمنطقة تكامل بين البلدين ، وأيضا ما لم يتم التوصل لحل لهذه المعادلة الصعبة ، لن يستقر أمر العلاقات بين البلدين، والقضية الثالثة هي قضية سد النهضة وهى قضية لا يمكن حلها إلا بحوار واتفاق ثلاثي، ومطالبة دولة للدولة الثانية للوقوف معها ضد الدولة الثالثة، سيزيد القضية تعقيدا، وأن أية محاولة من أي جانب لأخذ القانون بيده ستحيل الدول الثلاث والمنطقة كلها لدمار وخراب.
{نقطة النظام: لاشك أن القمة السودانية المصرية بين الرئيسين بأديس والتي تمت بطلب مصري، وأن الرئيس السيسى جاء لمقر إقامة الرئيس البشير بالسفارة السودانية بأديس أبابا واستمر الاجتماع لساعة ونصف، لاشك أن هذه القمة ساهمت وستساهم في تهدئة الأجواء المضطربة التي تملأ سماء العلاقات بين البلدين حاليا، ونستطيع أن نقول أن الاجتماع نجح مؤقتا في نزع فتيل الأزمة الحادة وجمدها، وسيبقى التحدي الحقيقي هو إقران القول بالعمل ونجاح الرئيسين في اجتماعهما المرتقب بحضور وزيري الخارجية ورؤساء أجهزة المخابرات في وضع خارطة طريق واضحة لحل القضايا العالقة التي استدعت استدعاء السفير، ومن بين تلك القضايا حلايب وشلاتين.
{ وكذلك فإن القمة السودانية، المصرية، الإثيوبية، بلا شك قد نجحت في إعادة الأطراف الثلاثة مجددا لمائدة التفاوض عبر آلية أخرى مستحدثة تضم وزراء الخارجية والري والمخابرات بتوجيه رئاسي، ولكن لا يعني هذا نهاية الأزمة فالشيطان يكمن في تفاصيل اللجان الفنية، خاصة إن بعض الخبراء يروون أن مخرجات هذه القمة تحمل في داخلها بذور خلافات متجددة، ويصبح التحدي الحقيقي في كيفية تجاوز أي خلاف حاد جديد يعيد الأمور مرة أخرى لمربع التأزيم.
ولنا عودة بإذن الله
التعليقات مغلقة.