(رسائل إلى قمر).. نص سردي لأسير مقدسي في سجون الاحتلال

باج نيوز- وكالات

حظي النص السردي بعنوان (رسائل إلى قمر- شظايا سيرة) للأسير المقدسي حسام شاهين والذي كتبه من داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، باهتمام بالغ من الصحافة العربية، والأردنية بصفة خاصة.

الكتاب صدر عن دار الشروق للنشر والتوزيع في الأردن، وهو عبارة عن مجموعة رسائل كتبها الأسير من داخل زنزانته إلى الطفلة قمر ابنة صديقه الذي اعتقل في منزله في العام 2004م، وأصدرت وقتها محكمة الاحتلال حكماً بالسجن لمدة (27) عاماً على شاهين.

ويقبع حسام في سجون الاحتلال لقرابة الـ(18) عاماً والمسموح لهم بزيارته فقط والدته وشقيقته نسيم وبقية أفراد العائلة محرومون إما بسبب منع أمني أو عدم صلة القرابة، وله أصدقاء من دول أوروبا ومن الاحزاب السياسية يتبوأون مناصب سياسية متقدمة في دولهم وبالرغم من ذلك عانى البعض منهم كثيراً حتى تمكن من زيارة حسام بالأسر، ورغم الألم بقي حسام صابرا وبقي قلمه ينبض كقلبه بالامل والتحدي.

ويقول شاهين في رسالة على غلاف الكتاب الأمامي إلى الطفلة قمر: “حبيبتي قمر.. إليك ولكل أبناء جيلك بعضاً مما علمتني الحياة، شظايا تجربة.. شظايا سيرة.. أضعها بين يديك، خذي منها ما يحلو لك، واتركي الباقي لمن يريد”.

ويهدي النص إلى ثلاث نساء لعبن أدوار بارزة في حياته، كما يقول في الإهداء: “إلى من علمتني كل الحروف الأبجدية من غير أن تكتب حرفاً واحداً، إلى أمي الحبيبة آمنة.. وإلى من علمتني فلسفة النطق بالحروف، قبل أن تنطق حرفاً واحداً، إلى ابنتي الحبيبة، ابنة أخويّ عماد وشرين، قمر عماد الزهيري.. وإلى من جعلت من قلبها نافذة أمل أُطلّ منها على الحياة، إلى شقيقتي الحبيبة نسيم”.

ويرى شاهين أنه لا يوجد قيد واحد على العقل لم يصنعه الإنسان بنفسه، وكلما ازدادت القيود، ازداد الإنسان عزلة، ووقف موقف الدفاع والتصارع مع الآخرين، وكلما قلّت هذه القيود، ازداد الإنسان انفتاحاً، ووقف موقف الندية والتكامل مع الآخرين.

يذكر أنّ الأسير حسام شاهين المعتقل في سجن نفحة الصحراوي من مواليد مدينة القدس في العام 1972م، نال درجة الماجستير من جامعة القدس في الدراسات الإقليمية/ مساق الدراسات الإسرائيلية، ودرجة البكلاريوس في العلوم السياسية، وشغل قبل اعتقاله رئاسة منظمة الشبيبة الفتحاوية في مدينة القدس، واعتقل عدة مرات وهو على مقاعد الدراسة.

وحصل الأسير على الجائزة الأولى في الأدب في العام 2009م، عندما كانت القدس عاصمة الثقافة العربية، وتم اختياره شخصية القدس الثقافية، لمنشوراته الفكرية في الأدب والسياسة، عبر العديد من المقالات والدراسات التحليلية، وفي مجال الأدب صدر له رواية (زغرودة الفنجان) في العام 2015م.