عبد الحميد عوض يكتب: ما تكذبوا علينا
أجندة
عبد الحميد عوض
ما تكذبوا علينا
في الثالث عشر من الشهر الجاري، ذهب وزير العدل دكتور نصر الدين عبد الباري، إلى القصر الجمهوري للقاء رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وبعد اللقاء، نشرت صفحة مجلس السيادة الانتقالي في فيسبوك، ما يمكن أن نطلق عليه (مجازاً) خبراً من بضعة أسطر، مصحوبا بصورة كبيرة للرجلين تبادلا فيها الابتسامات الصفراء، وجاء في الأسطر، أن البرهان اطلع خلال اللقاء على الدور الذي تقوم به وزارة العدل في ترسيخ قيم ومبادئ العدل، وسيادة حكم القانون بالبلاد، وأن الوزير قدم اثناء اللجتماع تنويراً للبرهان حول الجهود التي قامت بها وزارة العدل خلال الفترة الماضية في سن بعض التشريعات والقوانين المتعلقة بتعزيز قيم العدالة وسيادة حكم القانون.
اسطر مجلس السيادة تلك، في مجملها فضفاضة و”ممجوجة” وليس فيها أي عنصر من عناصر القصص الخبرية، ولا يمكن اعتبارها حتى مادة للعلاقات العامة، بالتالي تجاهلتها وسائل الإعلام، ولم يهتم به الرأى العام، ثم أثببت الأيام اللاحقة أنها غير صحيحة ولا امينة، وأن الغرض الأساسي منها هو تضليل الرأى العام وتغبيش الحقائق ليس إلا، ومن الواضح تماماً بالنسبة لي ولآخرين، أن اجتماع (البرهان- عبد الباري) وفقاً لقرائن الأحداث اللاحقة، هدفه الرئيسي هو الترتيب لزيارة رئيس مجلس السيادة للأمارات العربية المتحدة لمناقشة موضوع إزالة إسم السودان من قائمة الإرهاب، وذلك في اجتماعات ثلاثية ضمت السودان والأمارات والولايات المتحدة، ومناقشة كذلك بند التطبيع مع إسرائيل، وكان من الأفضل لمجلس السيادة ووزيرالعدل، إذا لم يصمتا، أن يُظهرا قدراً من الشفافية والوضوح في إدارة تلك الملفات، واحترام الشعب السوداني ووضعه في الصورة بدلاً من ممارسة نهج “ام غمتي” الموروث من النظام السابق وبقية الأنظمة التي حكمت البلاد، ويقوم ذلك النهج على الاستهانة بالشعب وتهميشه وانتظاره في صالات الوصول بمطار الخرطوم ليبصم ويصفق ويهتف للمسئولين ونتائجهم، وهو نهج لا يمكن استمراره بعد الثورة الظافرة والمجيدة.
للأسف الشديد حتى بعد مغادرة الوفد ومكوثه 24 ساعة في الإمارات العربية المتحدة، ورغم أن اجتماعات أبوظبي الثلاثية قد صارت على كل لسان ووضعتها وسائل الاعلام كقصة رئيسة، لم تتكرم حكومتنا “المستهترة” بمستوياتها المختلفة، حتى لحظة كتابة هذه المقال، بإصدار أي بيان أو تصريح حول تلك الاجتماعات وما يدور فيها، وهذا أمر مخجل ومحزن، وقمة الأسف أن يتلقى الشعب ووسائل الإعلام السودانية أخبار بلادهم من الصحف الإسرائيلية.
أخيراً
بعد إلقاء القبض على البطل عثمان دقنة، واكتشافه انه مغدور به من اقرب المقربين اليه، اتجه ناحية الواشي، وقال له قولته التي سارت بها الركبان: انا انقبضت، لعلك ما تكون بعتني برخيص؟
نقلاً عن (السوداني)
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.