باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
taawuniya 1135*120

6- 11 أبريل لوحة الصمود والعبور.. قصة أيام حاسمة

1٬065

الخرطوم: باج نيوز
لم تتوقف احتجاجات المواطنين السودانيين وطلاب الجامعات طوال ثلاثة أشهر رغم القمع الذي كان تمارسه القوات الأمنية، فمنذ 19 ديسمبر 2018م اشتعلت جذوة النضال ضد نظام الإنقاذ البائد، وتماسكت إرادة الشعب وكانت الاقوى في التشبث بمطالب إسقاط نظام الانقاذ الذي أمسك بالحكم طوال ثلاثين عاماً.. وفي الخامس من أبريل 2019م دعا إمام الأنصار، رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي ورئيس حركة تحرير السودان مِنّي أركو مِنّاوي ورئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدِقير وعدد من قيادات المعارضة ورموز الفن والرياضة والمجتمع المواطنين إلى الخروج في موكب 6 أبريل، وهو الموكب الذي رسم بداية النهاية لعهد الإنقاذ الطويل، وكانت الاستجابة فوق المعدل، رغم أن الاحتجاجات لم تتوقف وظلت بذات الوتيرة تندد بالانتهاكات وتطالب باهدافها، لكن 6 ابريل كانت علامة فارقة في مشهد الثورة.
تصعيد واستجابات
في الليلة الخامسة من أبريل ضجت الاسافير برفع ملصقات تدعو للموكب مع شعارات ونشر هاشتاق بمليونية 6 أبريل.
وفي السادس من أبريل، في تمام الساعة الواحدة ظهراً بتوقيت الثورة، أطلقت كنداكة زغرودة في وسط العاصمة الخرطوم، وأخريات اطلقنها في عواصم الولايات لينطلق بها موكب الخلاص.
لم تكف محاولات الأجهزة الأمنية للحد من الاحتجاجات وقمعها، كما أنها حاولت منع المواكب من الوصول إلى وسط الخرطوم، ولاحقاً من الوصول إلى القيادة العامة للقوات المسلحة بالخرطوم، إلا أن إرادة الشعب كانت أقوى وتوافد الآلاف من السودانيين نحو مقر القيادة العامة، وتحول الموكب إلى اعتصام مفتوح أمام مباني القيادة وازداد عدد المواطنين، بعد محاولات مستميتة لردع المواطنين.
في صبيحة اليوم التالي السابع من أبريل حاولت القوات الامنية فض الاعتصام فجراً باستخدام الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع وتصدى لها الجيش، مشكلاً طوق حماية للشعب الذي احتمى بقيادته.
أما في الثامن من أبريل فحاولت القوات الأمنية للمرة الثانية فجراً استخدام القوة المفرطة وتصدى لها الجيش مرة أخرى، مما أدى لسقوط عدد من القتلى والجرحى بين المدنيين والعسكريين، لتصنع القوات المسلحة بعدها طوقاً أمنياً حول المواطنين بمقر القيادة العامة بالعاصمة.
محاولةٌ أخرى في التاسع من أبريل تصدى لها الجيش فجراً لمحاولة فض الاعتصام للمرة الثالثة مما أسفر عن استشهاد (7) من المدنيين والعسكريين.
وفي فجر الحادي عشر من أبريل فرضت قوات الجيش طوقاً أمنياً على مباني الإذاعة السودانية وأعلنت عن بيان مهم، ونفذت صباحاً حملة اعتقالات لعدد من قيادات حزب المؤتمر الوطني وسيطرت على المرافق الحيوية بالعاصمة، وإطلقت سراح جميع المعتقلين السياسيين.
11 أبريل المبارك
ظهر يوم 11 أبريل، مثل يوم انتصار الثورة، إذ أعلن وزير الدفاع الأسبق عوض بن عوف استيلاء القوات المسلحة على السلطة وتعطيل الدستور والتحفّظ على رأس النظام السابق في مكان آمن، مع فرض حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر وتشكيل مجلس انتقالي لتسيير شؤون الدولة لمدة سنتين وإقامة إنتخابات بنهاية الفترة الانتقالية.
ليتحقق مطلب الشعب في رحلة طويلة بحسابات الزمن، لكنها قصيرة جدًا بحسابات النتيجة والهدف.
السجن ترباسه خلع في ظهر اليوم وحرر مساجينه، بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين الذي قضوا أكثر من مائة يوم داخل معتقلات النظام السابق، معظمهم كان يقبع في معتقل الادارة السياسية بالخرطوم بحري، حملوا على الاكتاف من موقف شندي سابقاً وحتى مقر الاعتصام بالقيادة العامة للجيش رافعين هتاف (عاش نضال الشعب السوداني)، مرددين (ما جيناكي لي خت حنة، جابتنا المآتم والنحاس الربة، أنات الهوى التبريح).

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.

error: