باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
1135*120   Last

اللواء الركن (م) أسامة محمد أحمد عبد السلام يكتب: إساءة استخدام السلطة

423
في مثل هذا اليوم قبل أربعة أعوام وبعد أن (طفح) الكيل وعمت الفوضى وطمت وأصبحت سيدة الموقف وبعد أن مد العسكريون بالمجلس السيادي حبال الصبر مئات الكيلومترات كانت إجراءات 25 أكتوبر 2021م التصحيحية .. وفي الجانب الآخر كان هؤلاء العاهات (غير مصدّقين) أنفسهم وهم يقاسمون الفريق البرهان وبقية العسكريين كراسي المجلس السيادي (الوثيرة) الذي يعني باختصار أن كل منهم رئيساً يعزف له السلام الجمهوري (وحق لهم ألا يصدقوا).. فتساوت في نظرهم البائس (الكتوف) وحسبوا أنهم يمتلكون الشارع الذي سيجبر العسكريين بالموافقة على كل (ما يصدر) عنهم وغض الطرف عن كل ما يقومون به من (خمج سياسي) وخرمجة ومساس بالأمن الوطني.. ما درى هؤلاء البائسون أن لهؤلاء العسكريين حاضنة (قوية) لا تقل عن حاضنتهم سيئة الذكر قحط كما أنهم يمتلكون (سلاح التغيير) ويمكن العودة إليه متى ما اختلط (الحابل بالنابل) وفقد من جلسوا على كراسي السلطة (البوصلة السياسية) لتضيع فترة الانتقال بسوء إدارتهم وخطل فكرهم وضعف ممارستهم وتقزّم مخرجاتهم.. (وعلى نفسها جنت براقش) كما يقال في المثل وبراقش السودانية في مشهد الخامس والعشرين من أكتوبر هي مركزية الحرية والتغيير الشريك (المشاكس) للعسكريين (جيش ودعم سريع) حينها
انشقت مركزية الحرية والتغيير وظهرت على حقيقتها بعد أن نفضت كثير من الجهات والأحزاب يدها عنها كما ظهر جلياً أن عدداً كبيراً من الجهات في هذا التحالف (غير اعتبارية) ولا وجود لها في الواقع حتى في (سقط لقط).. فمثلاً اتحاد (الحلاقين الثوري) واجهة مشاركة وموقّعة ضمن هذا التحالف مع كل الاحترام للأخوة الحلاقين (غير الثوريين) وشأنه في ذلك شأن واجهات مثل غاضبون وناقمون وبائتون (القوا) ثم واجهات نسائية غريبة مثل لا لقهر النساء ولا لختان الإناث ولا الناهية الثورية وتجمع لا النافية الديمقراطية وقس على ذلك عزيزي القارئ ما شئت وأنت (تدي ربك العجب).. هذا على صعيد المكوّن ذات نفسه الذي خرجت منه الكتلة الديمقراطية كاملة (رافعةً خيمتها) أما على صعيد الممارسة فقد كان الأداء التنفيذي صفراً كبيراً فأكل الناس الرغيف الأسود (بأسعار مضاعفة) المسجّل حصرياً على الفترة الانتقالية وتحديداً الوزير (أبو قميص مشروط) رغم أنهم ثاروا ضد زيادة سعر الرغيف الأبيض المحسّن (جنيهاً واحداً).. عن الاحتقان السياسي (حدّث ولا حرج) فكل من لم يظهر في ميدان الاعتصام ولم يشرخ حلقومه (بكل كوز ندوسه دوس) هو فلول وكوز واجب الدوس والرفت من الخدمة ولعن سلسفيل أهلين أهل أهله.. وكان في الوزرارات والمؤسسات من يمسكون بقوائم العاملين فيها يضعون الملاحظات على كل من تسوّل له نفسه عدم تسجيل (الحضور الثوري) أمام القيادة العامة أو أي مكان يحدد (رفضاً لأي شئ) يصدر من (أي شخص) في (أي مكان).. فزاد الاحتقان السياسي بشكل غير مسبوق وصار أداء الخدمة المدنية صفراً كبيراً لانشغالها بالسياسة بشكل مخل وعن تلك الفترة وذلك الانتقال استمعوا لخطابات الهالك قبل أن (يتسيّس) ويعقد الاتفاقيات السرية مع (القحاطة) حيث كان يعبر عن ذلك على الدوام.. أما الأسوأ من كل ما سبق ما عرف بلجنة إزالة التمكين (ونهب) الأموال المنهوبة التي أدارتها مجموعة من (اللصوص) السياسيين الذين يسرقون نهاراً جهاراً وأمام عدسات الكاميرات في بث (لايف) وامتدت صفاقتهم لأن يعلنوا عن الضحية الذي يسرقونه وكم هي الأموال وقطع الأراضي التي سرقوها.. لا يعرف أحد حتى الآن أين ذهبت أموال لجنة إزالة التمكين بعد أن نفى وزيرهم للمالية أنه لم يتسلم ولا فلساً واحداً أما بقية (بلاوي) هذه اللجنة التي يندى لها الجبين فاستمعوا لما قال به العقيد شرطة عبد الله سليمان في إفادات خطيرة ومثيرة لا تؤكد إلا على (الحرمنة) والفساد المقنّن المحمي ببندقية الشرطة ووكلاء النيابة (القحاطة)
لا أريد أن أطيل كعادتي ولكن ما أود أن أخلص أن هؤلاء البؤساء قصيري النظر أضاعوا فرصتهم (الذهبية) لإثبات الذات وتسجيل أهداف ضد خصومهم السياسيين من الإسلاميين الذين نجحوا في إزاحتهم عن السلطة.. ولكنه العمى والحقد السياسي والغيرة التي تقتل صاحبها أحياناً حيث اعتمدوا ما يعرف في علم الإدارة بــ (الإدارة بالأزمات) بدلاً من إدارة الأزمات كمنهج صحيح في تجنيب المؤسسات والوزارات أي مخاطر للأزمات.. اعتمد هؤلاء برنامجهم أساساً على (محاربة الكيزان) وجعلوه محور خطابهم السياسي ومحور حركة الجهاز التنفيذي بكامله كما فكان من الطبيعي أن يسقطوا سقوطاً مدويّاً فهو نتيجة حتمية.. حتى في هذه الحرب التي هم أحد أسبابها الرئيسية بُني موقفهم من كل تفاصيلها على الخصومة السياسية المحضة ولو أنهم كانوا برئيون من إشعالها والولوغ في الدماء والأعراض وهذا محال.. لبحثوا حينها أين يقف خصومهم السياسيين ليصطفوا في الجانب المقابل ولو كان ذلك الجانب المقابل يؤدي إلى النار لا مشكلة في ذلك البتة.. لقد أساء هؤلاء استخدام السلطة أيما إساءة وأنا أمسك عن الكثير من التفاصيل التي لم يحن وقت البوح بها في فساد مركزية الحرية والتغيير ومن تولوا مناصب سياسية وتنفيذية خلالها فلا غرو أن ذهبوا غير مأسوف عليهم.. أعتقد أن الفريق أول البرهان سيعيد لنا مجد الرئيس نميري رحمه الله يوماً ما ليسأل بعد عشر سنوات أو يزيد (هل أنت نادم السيد الرئيس على قرارات 25 أكتوبر 2025م؟) ليرد بثبات ( لا أبداً لست نادماً ولو تاني القحاطة ديل عملوا ما عملوه حينها فسأصدر ذات البيان لأرمي بهم في مزبلة التاريخ السياسي).

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.

error: