باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
Baraka Ins 1135*120

حاج ماجد سوار يكتب: العودة إلى الخرطوم بين الواقع و المأمول (٢)

312
من المعلوم بالضرورة أن حرب مليشيا الجنجويد الإماراتية المجرمة الإرهابية على الدولة السودانية دفعت غالبية سكان ولاية الخرطوم إلى النزوح و الهجرة و أحدثت دماراً و خراباً هائلاً في كافة المرافق الخدمية و البنية التحتية و الإقتصادية و الممتلكات العامة و الخاصة .
خلال الأيام الماضية تجولت بين محليات و مناطق الولاية المختلفة راصداً للأوضاع بعد التحرير فتشكلت لدي صورة عامة أجمل بعضاً منها في النقاط التالية :
ـ معظم الدمار الذي تعرضت له المرافق و المنشئات كان ممنهجاً قامت به المليشيا بهدف جعل الحياة في العاصمة مستحيلة و شمل ذلك محطات المياه ، محطات و منشئات و مكاتب الكهرباء و الخطوط الناقلة ، المستشفيات العامة و المتخصصة و الخاصة و المراكز الصحية ، الأسواق ، الجامعات و المؤسسات التعليمية ، مقار الوزارات ، مباني شركات الإتصالات ، المؤسسات العدلية ، مراكز الدراسات و البحوث ، و غيرها من المؤسسات الحيوية ..
ـ عمليات تحرير العاصمة من المليشيا التي نشرت آلاف القناصين على أسطح المباني في كافة المناطق و الطرق ، و جهزت منصات الصواريخ و المدافع المضادة للدروع و الآليات ، أثبتت مهنية و احترافية الجيش السوداني الذي فاجأ المليشيا بتكتيكات و فدائية غير متوقعة تجلت في عمليات (عبور الكباري ، إلتحام القوات المتحركة بالوحدات العسكرية الصامدة المدافعة ، إقتحام وسط الخرطوم بالمشاة ، عملية تحرير القصر الرئاسي ، …) .
ـ التضحيات كانت كبيرة من كافة القوات التي دافعت ببسالة عن الوحدات العسكرية و شاركت في معارك تحرير العاصمة و قد تشرفت بزيارة (مقبرة شهداء معركة الكرامة) بمنطقة الشجرة العسكرية التي ضمت نفر عزيز من أبناء الوطن في مقدمتهم اللواء أيوب و العميد أمن م . عمر النعمان و غيرهم من الضباط و الصف و الجنود و شهداء المجاهدين و المستنفرين .
ـ المساجد في معظم المناطق التي كانت تتواجد بها المليشيا لم تسلم من إنتهاكات المليشيا و بعضها تعرض لتدمير جزئي مثل (مسجد الشهيد ، مسجد النيلين ، و غيرها) .
ـ مقار البعثات الديبلوماسية و المنظمات الأممية و الدولية الإقليمية و مقار السفراء الأجانب لم تسلم هي الأخرى من إنتهاكات و عبث المليشيا و قد تعرض بعضها لتدمير جزئي .
ـ آلاف العربات الخاصة و الحكومية بمختلف أنواعها و موديلاتها المدمرة و (المشفشفة) منتشرة في معظم أنحاء العاصمة (بعضها تم تجميعها في ميادين عامة و في ساحات وسط الأحياء) .
ـ حفريات نزع (كوابل الكهرباء) خاصة في محلية الخرطوم بمختلف مناطقها ، و كذلك نزع أغطية (منهولات) توصيلات شبكات الإتصالات .
ـ أعداد كبيرة جدآ من محولات الكهرباء الصغيرة و المتوسطة لم تسلم من التخريب و التدمير الممنهج .
ـ وجود مقابر فردية و جماعية في بعض المناطق و الساحات و الميادين بعضها لقتلى المليشيا و بعضها لضحاياها حيث كانت تمنع المواطنين من دفن موتاهم في المقابر المعروفة ، و قد لاحظت أن الدفن في مقابر أحمد شرفي لامس أسفلت شارع الثورة بالنص .
ـ تمت إزالة كبيرة للغطاء النباتي في مختلف أنحاء العاصمة حيث كانت الأشجار تقطع لإستخدام أخشابها في الطبخ (شخصياً فقدت ثلاثة أشجار مانجو مثمرة كنت قد زرعتها أمام منزلي منذ عدة سنوات) .

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.

error: