رامي كمال يكتب: من ذاكرة الحرب (1)

رحم الله الأخ والصديق اللواء م الصادق يوسف عضو مجلس إدارة الهلال الذي إغتالته مليشيا الجنجويد في معتقلاتها بعد أسر أستمر لأكثر من عام ونصف ونسأل الله يتقبله شهيدا .

أذكر قبل الحرب بأسبوع ترافقنا انا والشهيد الصادق يوسف في مشوار بسيارته وكان الحديث عن الوضع السياسي والأمني بالبلد ووقتها كان الاحتقان بين الجيش والدعم وصل ذروته .

سألته سؤال مباشر مع العلم هو ضابط بالمعاش ولكن بحكم عمله سابقا بجهاز الأمن والمخابرات وددت ان أخذ المعلومات من أصحاب الشأن والدراية .

كان سؤالي له هل يمكن الحرب تقوم بين الجيش والمليشيا ؟

كانت أجابته ذكية جدا حيث منحني الإجابة وسط عدد من خيارات وأكثر الإجابات تماسكا هو خيار الحرب .

فبغاته بسؤال اذا قامت الحرب فما هي السيناريوهات المتوقعة ؟

فكانت إجابته اكثر إحابطا  ولكن في نهايتها إنتصار الجيش علي المليشيا .

والسيناريو الذي رسمه اللواء أمن م اللواء الصادق يوسف كأنما كان يقرأ المستقبل وما قاله حدث بالنقطة والشولة والفاصلة لا زاد سطر لا نقص صفحة .

وأضاف:

للأسف الشديد الجيش لا يملك قوات مشاة قاتلية والمليشيا  تتفوق على الجيش بمراحل في القوات المشآة من حيث العدد والعتات والتسليح وتموضعهم داخل العاصمة والمدن الأخري أحسن من  الجيش بعطيهم افضلية وتفوق .

ولكن :

النقطة الفارقة التي سوف تقصم ظهر المليشيا هو الأسلحة النوعية بالجيش ( الطيران ، المدرعات، المدفعية ، البحرية ….الخ )  خلال شهر يمكن أن تحسم لصالح الجيش والسلاح الفعال لحسم الحرب هو الطيران لأنهم ليس لديهم معرفة ولا خبرة في التعامل مع الطيران الحربي .

ولكن :

اذا تدخلت قوي خارجية ووفرت إمداد حربي للمليشيا سوف تطول الحرب لفترة غير محددة ولكن في النهاية سوف ينتصر الجيش وسوف يلتف الشعب حول الجيش خلال الحرب .

الكلمات إعلاه هو جزء من نقاش طويل دار مع الأخ والصديق الشهيد الصادق يوسف وهذه كانت آخر مرة نتقابل فيها وبعدها بأسبوع دارت الحرب .

رحم الله الصادق يوسف وقد صدقت نبوءته التي قالها ولم تأتي النبوء من فراغ وشهد له زملاءه بالكفاءة والخبرة والشطارة .

لله الحمد والشكر الذي أكرمنا ان نشهد إنتصارات الجيش بعد أوقات عصيبة عشناها داخل الخرطوم والولايات اهتزت ثقة البعض وكفر البعض الآخر بالجيش وبلغت القلوب الجناحر .

كان ظننا بالله خير وكل ماجرى لخير يعلمه الله وإن الله لا يرضى بالظلم والاوباش كانوا ظلم يمشوا على قدمين ، قدموا أسوأ نموذج للظلم حدث للبشرية خلال العصر الحديث .