عقوبات بحق البرهان واعترافات بدعم قوات الدعم السريع عسكرياً.. هل يريد الغرب إسقاط الجيش في السودان؟

الخرطوم: باج نيوز

فرضت وزارة الخزانة الأمريكية مؤخرًا عقوبات بحق قائد الجيش السوداني ورئيس المجلس السيادي الفريق اول عبد الفتاح البرهان، بعد اتهامه بـ “اختيار الحرب على المفاوضات لإنهاء الصراع الذي أودى بحياة عشرات الآلاف من السودانيين، ودفع الملايين إلى النزوح من ديارهم”.
ونشرت وزارة الخزانة الأميركية بيانًا، أكدت فيه أن “تكتيكات الحرب التي ينتهجها الجيش السوداني تحت قيادة البرهان، شملت القصف العشوائي للبنية التحتية المدنية، والهجمات على المدارس والأسواق والمستشفيات، والإعدامات خارج نطاق القانون، وحرمان المدنيين من المساعدات”. وأضاف البيان أنه “تم إدراج البرهان بموجب الأمر التنفيذي، كقائد كيان أو عضو في القوات المسلحة السودانية، وهي جهة أو أعضاؤها، شاركوا في أعمال أو سياسات تهدد السلم أو الأمن أو الاستقرار في السودان”.
وعلى النقيض الأخر، أعلن المتحدث الرسمي باسم سلاح الجو الأوكراني إيليا يفلاش، في السابع من يناير الجاري، عبر صفحته على فيسبوك، بأن مدربي ومشغلي الطائرات بدون طيار من القوات المسلحة الأوكرانية يقدمون الدعم لقوات “الدعم السريع” بدعوة شخصية من حميدتي.
ونشر يفلاش على صفحته الرسمية على منصة فيسبوك: “روسيا تحاول تصوير الجيش الأوكراني على أنه غير محترف، ويعتمد كليا على الإمدادات الغربية. لكن الحقائق تتحدث عن نفسها: إن القوات المسلحة الأوكرانية هي الجيش الأكثر خبرة ومهارة في المعارك في أوروبا”. مضيفاً بأن المدربون ومشغلو المسيّرات الأوكرانيون مطلوبون في جميع أنحاء العالم، وأكد أن كييف ملتزمة بأكثر من 30 عقدا عسكرياً في أفريقيا، والسودان هو أحد هذه الدول، وتحديداً مع قوات “الدعم السريع” المتمردة تحت قيادة محمد حمدان دقلو. حيث ينشط هناك المدربون الأوكران وينقلون خبرتهم.
لكن سرعان ما خرج السفير الأوكراني في السودان لنفي هذه التصريحات لما لها من أثار ديبلوماسية خطيرة لأنها تشير بشكل واضح الى الدعم الغربي الصريح لقوات الدعم السريع المتمردة على القوات النظامية في السودان منذ أبريل من عام 2023، ولأن التدخل العسكري الاوكراني سيعتبر حرب غربية بالوكالة في السودان لصالح ميليشيات متمردة.
وعلى الرغم من التصريحات الواضحة من مسؤول عسكري أوكراني، خرج السفير الأوكراني لدى السودان ميكولا ناهورني لينفي تقديم بلاده لاي شكل من اشكال الدعم لقوات “الدعم السريع”، واصفا الحملة الإعلامية التي راجت في بعض المواقع الإعلامية السودانية حول دور مزعوم لبلاده في حرب السودان بأنها “ادّعاءات استفزازية ومفبركة”.
واعتبر السفير الأوكراني أن ما يحدث هو حملة مضللة تمثل امتدادا للحرب غير المبررة التي تشنها روسيا ضد أوكرانيا بأبعادها المتعددة والممتدة إلى قارات مختلفة، مضيفا أن السودان ليس استثناءً في هذا الصدد، مشيراً إلى أنها حملة تضليلية رامية إلى تشويه سمعة أوكرانيا في الفضاء الإعلامي السوداني والعالمي، متناسيًا بذلك تصريحات مسؤولين أوكران عن التدخل في السودان وأفريقيا كان أخرها تصريح المتحدث الرسمي بإسم سلاح الجو الأوكراني.
وبالإضافة الى الدعم الأوكراني، تقدم كل من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا دعم عسكري عن طريق دول أخرى ويتم شحن السلاح عبر الحدود السودانية التشادية وكذلك عن طريق الحدود الليبية، وخرجت العديد من التقارير التي تستند الى مصادر عسكرية ولشهود عيان تؤكد هذه المعلومات خلال الشهور الماضية، وقدمت الحكومة السودانية “دلائل” على دعم دول أجنبية لقوات الدعم السريع بالسلاح والمرتزقة بما لا قد يتوافق مع المواقف الرسمية لهذه البلاد.
وبهذا الصدد، قامت منظمة العفو الدولية بتوجيه اتهامات مباشرة لفرنسا بتزويد قوات الدعم السريع بتكنولوجيا حديثة يتم دمجها بالمدرعات وناقلات الجنود التي تصل للميليشيات المتمردة عبر الحدود مع تشاد، وقامت المنظمة بدعوة فرنسا للالتزام بقرار مجلس الأمن الذي يحظر التسليح في إقليم دارفور السوداني.
وبحسب منظمة العفو الدولية، تقوم فرنسا بتزويد قوات الدعم السريع بتكنولوجيا عسكرية حديثة مزودة في المدرعات التي تقدمها الدول الداعمة للميليشيات، وحذرت منظمة العفو الدولية من توسع الصراع وتمدده بسبب الخروقات التي تقوم بها فرنسا وغيرها بحق قرار مجلس الأمن.
يذكر أن قوات الدعم السريع قامت بالهجوم على مواقع الجيش خلال الشهور الماضية باستخدام المسيرات الأوكرانية، وتقول بعض المصادر أن خبراء أوكران يقومون بتنفيذ هذه الهجمات بالتعاون مع الميليشيات المتمردة.
وكان مدير الإستخبارات العسكرية الأوكراني كيريل بودانوف، قد أكد سابقًا بأن قواته تقاتل في السودان، مضيفًا أن “أوكرانيا بالفعل تنشر وحدات عسكرية خاصة في السودان”، وكانت جميع التصريحات الرسمية السودانية تستند الى “محاربة النظام والمصالح الروسية في جميع أنحاء العالم”.