باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
1135*120   Last

عثمان ميرغني يكتب: الوزير التركي .. ببورتسودان.

130
وصل اليوم وزير الدولة بالخارجية التركية بورتسودان في خطوة مهمة نحو فتح أبواب التفاوض بين السودان والامارات.. و التقى وزير الخارجية السوداني علي يوسف..و الزيارة ليطرح على الجانب السوداني تصورات الجانب التركي في ابتدار الحوار مع الامارات وآلياته..
اقترح من جانبي للسيد وزير الخارجية أن لا ينتظر السودان مثل هذه المساعي الدولية وهو يقف في حراسة المرمى.. يتلقى الكرات الأرضية ويصد الكرات العالية و يفرح بالمحافظة على المرمى خاليا من الاهداف في شباكه.. من الحكمة ان يدرك الجانب السوداني أنه هو المعني بالحـ؛رب وآثارها.. وأن شعبه هو الذي يئن من وطأتها.. وأن مستقبل السودان على المحك.. ومن الحكمة ان يبادر السودان بترسيم المشهد.. واحراز الأهداف في المرمى.. بقيادة الدفة .. والسيطرة على الملعب.
من هذا المنحى، على وزارة الخارجية أن تعد رؤيتها وتصوراتها وخارطة الطريق التي تدير بها الدبلوماسية السودانية معركتها..
الجيش السوداني لم يقصر وبذل كل ما في وسعه وحقق الانتصارات في أعقد الظروف.. لكنه في حاجة لبقية اللاعبين في الدولة أن يمارسوا مهامهم ويؤدوا أدوارهم بالصورة التي تسهل الوصول الى الانتصار الكامل وتحقيق أهداف الدولة والشعب السوداني.
اقترح على السيد وزير الخارجية التالي:
(١) يوافق السودان على المفاوضات المباشرة مع الامارات.. حذاري من المفاوضات غير المباشرة عبر الوسطاء او المسهليين.. فهي تستهلك الزمن والجهد و لا تحقق الاهداف المطلوب لضعف وسائل التأثير في مثل هذه المفاوضات.
(٢) يصمم السودان استراتيجية تفاوض تركز على العلاقات الثنائية فقط.. مفاوضات دولة-دولة State To State .. ويضع السودان صورة واضحة لما يتصوره لهذه العلاقات من مفاهيم وأسس وشراكات صريحة لصالح البلدين.
(٣) لا حديث مطلقا عن الراهن.. بل يعتبر المفاوض السوداني كأنما اقتنع بنفي الامارات لمشاركتها في حـ؛رب السودان أو دعمها للتمرد.
(٤) و الحديث عن مستقبل العلاقات الثنائية يتطلب تصورا واضحا للأطر التنفيذية التي تتولى ادارة هذا الملف.. وبالضرورة من الممكن اعادة تشكيل لجنة وزارية بأهداف ووسائل عمل واضحة تشرع فورا في المشروعات المشتركة.
بعبارة أخرى، لن تحتاج الامارات مناقشة أية ترتيبات سياسية داخلية تتعلق بالسودان.. ولا حتى حكاية الحوار السوداني سوداني الذي ورد في بيان الخارجية الاماراتية.
مناقشة المستقبل يدرأ أذى الحاضر ويستعيد المسار الحقيقي الطبيعي للعلاقات بين البلدين.. طالما رؤية و تصورات هذا المستقبل واضحة كالشمس للطرفين.
و من الممكن تسمية مشروعات بعينها يتوافق الجانبان على الانخراط فيها فورا.. ولحسن الحظ تتوفر دراسات سابقة لمثل هذه المشروعات التي وصل بعضها درجة توقيع مذكرات التفاهم.
(٥) استعادة التمثيل الدبلوماسي في أعلى مستوى مهم لضمان بدء تدفق المياه في مجاريها الطبيعية..
أدرك أن البعض سيسأل ، وماذا بشأن التدخل في الاوضاع العسكرية بالسودان..
والاجابة سهلة.. لن يحتاج السودان لطلب وقف الامداد .. سيتوقف تلقائيا..

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.

error: