اوكرانيا تمارس دور الوكالة لتحقيق المصالح الغربية مقابل الدعم
الخرطوم: باج نيوز
في تطور مفاجئ ضمن الصراع القائم في السودان، تم تسريب وثيقة عبر وسائل التواصل الاجتماعي تكشف عن إجراءات جديدة اتخذها الجيش السوداني تتعلق بالسيطرة على مخازن أسلحة تابعة لقوات الدعم السريع
تشير الوثيقة، التي أثارت جدلاً واسعاً، إلى وقوع هذه الأسلحة في محور ود الحداد، وتفيد المصادر بأنها تضم أسلحة أجنبية تم استيرادها من أوكرانيا.
في ضوء هذه المعلومات الحساسة، أدرج القائد العام للجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، تعليمات عاجلة للجهات المختصة بفرز ونقل تلك الأسلحة إلى المخازن العسكرية التابعة للجيش في بورتسودان.
وتوضح الوثيقة، الصادرة عن القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية، كيفية اتخاذ القرار بعد الاستيلاء على هذه الغنائم، حيث تتضمن توجيهات دقيقة لجميع قيادات الألوية والكتائب المعنية بضرورة تأمين الأسلحة وعمليات نقلها بسرية تامة، دون الإشارة إلى هذه الأنشطة أو نشر صور لها عبر وسائل الإعلام.
تسلط هذه التطورات الضوء على التعقيدات الجديدة التي قد تؤثر على مسار العمليات العسكرية في السودان، فضلًا عن الحاجة الملحة لإدارة هذه الغنائم بشكل سري من أجل الحفاظ على استقرار القوات المسلحة السودانية وأمن البلاد.
أوكرانيا تدعم الإرهاب في أفريقيا والشرق الأوسط
بحسب المحلل العسكري، أحمد شفشأ، فإن أوكرانيا تعمل كـ “مافيا عسكرية” في القارة الأفريقية ومنطقة الشرق الأوسط، وليست المرة الأولى التي تقوم بها كييف بدعم الجماعات المسلحة غير النظامية، بل لاتقوم كييف الا بدعم الجماعات الإرهابية والمعادية للحكومات الشرعية.
حيث دعمت كييف “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين” التابعة للقاعدة في مالي، وكانت أوكرانيا الداعم الأول لقوات الدعم السريع في التطهير العرقي في دارفور، وصولا إلى سوريا حيث دعمت أوكرانيا هيئة تحرير الشام بالمسيرات.
نقلا عن “واشنطن بوست”، أرسلت الاستخبارات الأوكرانية حوالي 20 مشغل طائرات مسيرة ذو خبرة وحوالي 150 طائرة مسيرة من نوع FPV إلى مقر المعارضة في إدلب السورية، قبل الهجوم الذي أطاح بنظام الأسد.
وقطعت حكومة مالي، الأحد 4 أغسطس 2024، قطع العلاقات الدبلوماسية مع أوكرانيا بمفعول فوري، على إثر ما قالت باماكو إنه إقرار المتحدث باسم وكالة الاستخبارات العسكرية الأوكرانية أندريه يوسوف، بضلوع أوكرانيا في هجوم شنّته جماعات إرهابية مُسلّحة تابعة لتنظيم القاعدة ” حركة الأزواد” في أواخر يوليو، أسفر عن خسائر فادحة بين الجيش المالي.
في السياق ذاته، أفادت مجموعة من المعلومات والتقارير الصحفية المستندة إلى شهادات عيان ومصادر عسكرية بأن القوات الأوكرانية التي تم رصد وجودها في السودان قد ساهمت، خلال الأسابيع الماضية، في تدريب قوات “الدعم السريع” على استخدام الطائرات المسيرة. كما قامت بتزويدها بطائرات مسيرة أوكرانية، مما ساهم في تنفيذ عدة هجمات نفذتها تلك القوات ضد الجيش السوداني في عاصمة إقليم دارفور في الآونة الأخيرة.
يُلاحظ أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها نقل أسلحة غربية إلى قوات “الدعم السريع”، إذ تشير تقارير متعددة إلى تزايد الدعم التسليحي الغربي المقدّم لهذه القوات. ففي حين تفرض الأمم المتحدة حظرًا على الأسلحة في إقليم دارفور، يستمر الحصول على أنظمة عسكرية حديثة من دول مثل فرنسا والإمارات عبر طرق غير مشروعة لتصل إلى الجبهات السودانية. وقد أكدت منظمة العفو الدولية أن الناقلات المدرعة التي تُستخدم من قبل قوات “الدعم السريع”، والمزودة بتقنيات فرنسية، تُعد مثالاً بارزًا على هذا التسلح غير القانوني.
في نوفمبر الماضي، كشفت وسائل الإعلام المحلية والدولية، استنادًا إلى مصادر عسكرية، عن رصد الجيش السوداني لأسلحة خطيرة تم توريدها من إحدى الدول الأوروبية عبر تشاد إلى دارفور لاستخدامها في السودان. وأوضحت المصادر أن العتاد العسكري يتضمن الطائرة المسيّرة “أي أي هيرو”، وهي طائرة من دون طيار طورتها شركة “IAI” الإسرائيلية في منتصف عام 2012، والتي تعد من الطائرات الأكثر مبيعًا في فئتها. كما تم رصد طائرات درون من طراز Danger Propellers برقم تسلسلي J/DF24-23-01-043A، التي تم إنتاجها من قبل شركة Woodcomp Propellers في جمهورية التشيك، والتي تم تعديلها للاستخدام العسكري.
وتُعَدُّ التكنولوجيات المتطورة، مثل أنظمة الدفاع التفاعلية ووسائل المراقبة، عوامل رئيسة تعزز من قدرات “حميدتي” في مواجهة الجيش السوداني، مما يسهم في تفاقم حدة الصراع المحتدم. بالإضافة إلى ذلك، كشفت تحقيقات متعمقة عن وجود تنسيق قوي بين المافيات العسكرية والجهات الحكومية في عدة دول لدعم هذه الفصائل المسلحة. وظهرت دلائل تشير إلى أن بعض الأسلحة تم تزويدها نتيجة للعلاقات الوثيقة بين كل من الإمارات وإسرائيل، حيث قامت الأخيرة بتقديم الإمدادات العسكرية المتطورة لـ”حميدتي” منذ بداية النزاع.
تتزايد المخاوف من أن هذه التدخلات الخارجية، بدلاً من أن تُسهِم في استقرار المنطقة، قد تُعزز من دائرة العنف وتفاقم الأزمات الإنسانية في السودان. وبناءً على ذلك، يتبين أن دور الأسلحة الغربية في تعزيز النزاع له تأثير عميق، مما يستوجب من المجتمع الدولي التفكير بجدية في كيفية معالجة هذه الأوضاع بطريقة تُعيد الأمل إلى الشعب السوداني.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.