مبارك أردول يكتب: خطورة ما تفضل به الشيخ عبدالحي يوسف

لن ننفك وإلا نتناول الحديث عن خطورة ندوة عبدالحي يوسف التي أقامها في صالون علي عزت بيزوفيتش أول رئيس جمهوري لجمهورية البوسنة والهرسك بعد انتهاء الحرب، وهو ناشط سياسي بوسني وفيلسوف إسلامي معروف، ذكر الشيخ عبدالحي في معرض حديثه لجمهور من الإسلاميين الحاضرين لتلك الندوة التي أقيمت عن السودان مأساة مستمرة ومحاولة لفهم ما يجري، ان المقاومة الشعبية هي إسم الدلع للجهاد ، وإن الجهاد أصبحت كلمة منبوذة لذلك (أستعيض) عنها بالمقاومة الشعبية كعبارة تجد القبول وسهلة الترويج .

المعروف أن التيار الإسلامي في السودان يعلم أن صلاحيته قد إنتهت لإقامة نظام حكم علني وبمسمياته ومصطلحاته الأيديولوجية البائنة لذلك يسعى جاهداً للتمويه بهذه العبارات لولا جرأة الشيخ لظلت تؤدي غرضها لدى البعض.

إطلاق كلمة الجهاد على المقاومة الشعبية في هذا المنبر غرضه بحث الدعم للمقاومة الشعبية خارج الحدود وتحديدا في منابر حركات التنظيم الدولي والاستنصار بهم او حتى يمكننا أن نرى في قادم الأيام مجندون من الخارج لإسناد المقاومة الشعبية وهم من المجاهدون العابرون للجغرافيا.

كانت قيادات من الجيش قد رفضوا أن تكون المقاومة الشعبية كتائب مستقلة يزورها السياسيين ويلتقطون الصور من معسكرات تدريبها ومناطق انتشارها ، وكان الموقف ينطلق من تخوف مستقبلي تتحول هذه المقاومة الى المشروع الذي يشير اليه عبدالحي يوسف في ندوته الحالية، ولكن هذا الصوت اخفي من قبل داعمين للتنظيم بحجة قتال المليشيا وأنهم يقدمون التضحيات فاليكونوا هكذا رغما عن كل شيء.

لا يوجد مبرر بعد اليوم أن تظل كل الكتائب المساندة للقوات المسلحة في معركتها مع مليشيا الدعم السريع ان تظل مستقلة وخارج قيادة و(حكمدارات) الفرق العسكرية والقوات المسلحة، سوف يمثل هذا الأمر خطر على أمن بلادنا في المستقبل القريب، وكذلك المنطقة، بمافيها يجب دمج قوات الحركات حتى لا تكون مبرر بقاء هولاء بحجة هم ونحن .

تهديد الشيخ عبدالحي لقائد الجيش ورئيس المجلس السيادي بانه لا يستطيع أن يتخلص من الحركة الإسلامية وأنها متواجدة في داخل مكتبه لا يجب أن تمر مرور الكرام ، بل هذه مسالة لم تعد تهم قيادة الجيش لوحدها لاننا تعلمنا ان المسائل العسكرية دائما لا تنحبس في اطار ثكنات الجيش بل تخرج للمواطنين في شكل حمم وغزوات شرّدتنا وشردت اكثر من اثني عشر مليون مواطن منذ أبريل ٢٠٢٣م، عندما صمتنا لكتائب الدعم السريع.

التحالف الذي اصطف بجانب القوات المسلحة ومؤسسات الدولة الشرعية المتمثل في دولة ارتريا وجمهورية مصر وجمهورية روسيا ناهيك عن دول الخليج ، كلها تعاني وبشكل واضح من جماعات المجاهدين كمعارضة مسلحة في دولهم ونفذت هذه الجماعات الإرهابية تهديدات واضحة لها وللدول الحليفة معها خاصة في دول الساحل .

لذلك تصفية التهديد الجهادي وتفكيكه واجب يجب أن يقام به الان وفورا ولا يؤجل للغد .