راشد عبد الرحيم يكتب: تحرير الجزيرة
أثارت الإنتهاكات الفظيعة للتمرد في ولاية الجزيرة، السودان كله بل العالم، و ذلك لبشاعتها و وحشيتها.
كان من الطبيعي أن يكون أهل الجزيرة و خاصة شبابها هم أول المتحركين لوقف هذه الإنتهاكات و لجم قوات التمرد.
أمس أعلنت طائفة من أبناء الجزيرة تكوين حركة عسكرية سياسية باسم (حركة تحرير الجزيرة).
مَن تلا بيان الحركة الوليدة شاب من المقاتلين في منطقة سنار و هو أستاذ جامعي من أبناء الجزيرة.
حدد البيان أهداف الحركة الجديدة بدقة و لخصها في العمل علي محاربة التمرد و طرده من الجزيرة كلها.
طالبت الحركة الجديدة المكونات الإجتماعية و الأحزاب البعد عن استقطاب شباب المنطقة؛ و أبان أنهم سيعملون تحت راية القوات المسلحة.
جاء قيام هذه الحركة في توقيته تماماً منطلقاً من الوضع الخاص الذي تعيشه المنطقة.
واضح من حرب التمرد في الجزيرة أنها نشبت وفق أهداف مرسومة. فقد جاءت تحركاتهم فيها انتقاماً لانسلاخ كيكل عنهم لهذا تركزت هجماتهم في مناطق تحركه و حاضنته في شرق الجزيرة.
تحرك التمرد جاء منطلقاً من روح الانتقام و التي دفعتهم لأقسي أنواع القتل و الاغتصاب و طرد المواطنين من قراهم و تدمير البنى التحتية و كل أسباب الحياة من مصادر مياه و طاقة و زراعة.
لم تنطلق دعاوي التمرد في هذه الحملات الانتقامية من دعاوي التهميش و حرب الفلول و دولة 56 بل تركزت أعمالهم في القتل و الإغتصاب و النهب و السرقة.
ما تم في ولايتي نهر النيل و الشمالية من استنفار أرهب التمرد و منعه من مهاجمة الولايتين.
حركة تحرير الجزيرة هي السلاح الناجع لحسم التمرد.
خروج كيكل من الجنجويد كان عملاً مهماً رغم أضرار كثيرة نتجت عن أثره و ليس عنه مباشرة.
هذا الخروج أثار حفيظتهم و أرعبهم و تجلى ذلك في انتصارات حققتها قوات كيكل.
العفو الذي عاد بموجبه كيكل هو حق عام و الذين تضرروا منه من أصحاب الحق الخاص لهم أن يعفوا أو يطالبوا بالقصاص عندما تضع الحرب أوزارها،
و لمعرفته بالدعم السريع و أساليبه في القتال يمكن الإستفادة من معلوماته في التحركات القادمة.
إن مبررات حشد الشباب للمشاركة في القتال أمر ظاهر و واضح و هو من أهم الخطوات للتأمين و تحقيق النصر الشامل.
القوات المشتركة في دارفور عملت مع القوات المسلحة و نسقت معها.
كما أن لها حركتها و عملها و قتالها الخاص ضد التمرد و هذا ما يمكن أن تتبعه الحركة الجديدة ذلك أن القوات المسلحة لها وسائلها الخاصة بها و التي حتمت عليها تأخير عملها في عدة مناطق، رؤية الجيش مهمة و مقدرة و قد حقق بموجبها إنتصارات كبيرة.
إذا اقتضت الحرب تحركاً منفرداً للحركة الجديدة وفق معطيات الميدان فهذا ما يمكن أن يجوِّد من أعمالها طالما التزمت بما أعلنته في بيان انطلاقها.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.