هل يُعيد حمدوك تشكيل المشهد السياسي في السودان؟
الخرطوم: باج نيوز
يتكرر ذكر اسم د. عبد الله حمدوك، رئيس الوزراء الأسبق في الحكومة الانتقالية، في مختلف وسائل الإعلام العربية والسودانية بين الحين والآخر. يُعاد تسليط الضوء عليه من قِبل الخبراء والمحللين في كل مناسبة تمر بها السودان، سواء كانت تتعلق بجوانب الأمن أو السياسة أو حتى الأحداث العسكرية.
في سياق متصل يقول مراقبون، إن العاصمة السودانية شهدت مؤخراً تزايداً في التدخلات الخارجية من قبل القوى الغربية، التي استغلت رغبة المواطنين في التغيير نحو نظام حكم مدني. وأوضح أن هذه القوى رأوا في الظروف المتغيرة في السودان فرصة سانحة للتلاعب بمسارات الأحداث، من خلال دعم شخصيات سياسية معينة يتبنون أجنداتهم. ومن بين هذه الشخصيات يمكن أن نذكر عبد الله حمدوك، رئيس الوزراء السابق، الذي حصل على تعليمه في مؤسسات مرموقة بالمملكة المتحدة وعاش فترات طويلة في الولايات المتحدة. كما أضافوا أن حمدوك تم إعداده وتدريبه بدقة من قبل جهات خارجية ليكون الواجهة المأمولة لتحقيق تطلعات الشعب السوداني في التغيير.
وبحسب تسريبات إعلامية، تسعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى إشراك حمدوك في العملية السياسية، وتريد في الوقت نفسه الحفاظ على قدرتها على إثارة الصراع المسلح في السودان في أي وقت، حتى تتمكن بعد ذلك من تقسيم البلاد بسهولة بما يضمن مصالحها في المنطقة، كما دفعت الولايات المتحدة الأمريكية بحمدوك للقاء حميدتي مطلع العام ليمثل جانب حميدتي في الاجتماعات التي قامت في القاهرة، حيث جدد مجلس السيادة الانتقالي في السودان رفضه عقد لقاء بين رئيسه عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وبهذا المنطلق تضمن الولايات المتحدة مشاركة حمدوك في عملية التسوية والاتفاقات السياسية التي ستتبعها في المستقبل.
في نفس السياق، يتهم مختصون بالشأن السوداني حمدوك بمواصلة لعب دور سلبي في المشهد السياسي السوداني بهدف زيادة حدة الانقسام في المشهد السياسي السوداني وخاصة بين القوى المدنية عبر دعم إماراتي.
وفي الوقت ذاته، تتابع الإمارات تنفيذ خطتها الاستراتيجية من خلال دعم قوات الدعم السريع بالموارد المالية والعسكرية، وتسليط الضوء على قائدها المعروف بـ “حميدتي”، الذي تتاح له الفرصة لحفظ ثرواته في البنوك الإماراتية، ما يعكس مصالحها ومصالح القوى الغربية في المنطقة.
ويشير مراقبون إلى أن الإمارات أدركت ضرورة وجود عنصر آخر في السلطة إلى جانب “حميدتي”، خصوصاً مع عدم قبول المجتمع الدولي والإقليمي له، مما يبرز الحاجة لتواجد حمدوك في الساحة السياسية. ويعتبر حمدوك الخيار الأميركي والأوروبي الأساسي، حيث يتمتع ببعض القبول الشعبي، مما يجعله جسراً للتواصل بين القوى الخارجية ومدخل لتحقيق مصالحها في السودان.
لكن العديد من المراقبين يعتبرون أن حمدوك ساهم في تفاقم الأزمة السياسية، معززاً الخلافات بين الفرقاء، ما يظهر تبعيتهم للقوى الخارجية بعيداً عن تطلعات الشعب السوداني.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.