محجوب فضل بدري يكتب: خطبة البرهان الصامتة
-أجزم إن أی رٸيس دولة خاطب العالم من منبر منظمة الأمم المتحدة بنيويورك، ثَمَّ عاد إلی بلاده ودخل قصره بعدما إستمتع برحلته فی بلاد العم سام،،إلَّا رٸيسنا القاٸد العام لجيشنا الفريق أول ركن عبد الفتَّاح البرهان،فإنه ما إن عاد من تلك الرحلة الطويلة الشاقة،حتی خلع البدلة والكرفتة ولبس المموه وربط البوت وكرب القاش،وخفَّ إلیٰ الخطوط الأمامية متفقداً جنوده،مصافحاً لهم فرداً فرداً،بالكف سلام رجال لرجال،وبعضهم إستخدم الساتر وزحف علی الأرض أمام القاٸد (وكَتَّح راسو) وساٸر جسمه بالتراب، تراب الوطن الغالی،وضجت الساحة بزٸير الاسود وبصيحات الحرب، وطُلب منهم الصمت، -والنداء يكرر التعليمات ويقول ياجماعة خلِّی بالك،،خلِّی بالك ياجماعة،،أسمعوا كلام القاٸد العام٠
-وقف القاٸد العام وسط جنوده وقال:- (ماعندنا كلام عندنا بس) ثمَّ رفع يده اليسری وجعل منها ماسورة مدفع، ثم ضبط (النشنكاه) باليد اليمنی وهو يديرها فی شكل تقريط،ثم قفل المدفع (المتخيَّل) بباطن كفه،فی إشارة للرمی،وختم خطبته الصامتة برفع كلتا يديه،فوصلت الرسالة للجنود الذين تلقونها بفرحٍ طاغٍ،فكانت أبلغ وأقصر وأعجب خطبة فی التاريخ
فقد بلغ عدد كلماتها المنطوقة (أربع كلمات)عدد حروفها (١٨ حرف) ولغة الإشارة فيها (أربع إشارات) وانتهی الحفل الخطابی ليصبح الكلام للمدفع
فی تجسيد راٸع لبيت الشعر الشهير (صَمَتُّ ليَنطِق المِدفَع)
-حيَّا الله جيشنا قيادةً وضباطاً ورتباً أخری،فقد كانوا فی الموعد وعلی العهد وأشاعوا البهجة والسرور وأعادوا الأمل فی نفوس
غمرها اليأس، وكاد يقتلها الضيم،
لن يُصَدِق قادة العالم إن رصيفهم البرهان الذی يرتدی البدلة الكاملة وكان يتحدث فی نيويورك حديثاً دبلوماسيِّاً بعبارات متقنة،وهو يرفع حاجب وينزل حاجب ممكن أن يتحدث بلغة الإشارة الخاصة بالصم والبكم،حديثاً يُطلق الأسود من عرينها، (ويفك اللجام) لجنوده المتعطشين للشرب من دم العدو،
السلام العظيم (سلاااام سلاح) لجيشنا ولقاٸد جيشنا البرهان ولأركان حربه الأفذاذ ولضباطه الأبطال ولجنوده البواسل٠
أما (الأشاوش) فقد تشوشت لديهم
كل الحواس،وصاروا يتخافتون بينهم أين المفر ؟
ولانامت أعين الجبناء
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.