الصديق النعيم موسى يكتب: تأخير إبعاد الأجانب من القضارف ( 2-3 )
الإسبوع الماضي رأيت أعداداً من البصات السفرية في ولاية القضارف في غير موعد سفرها ، أخبرني أحد الإخوة أنها تحمل أجانب مُبعدين من ولايات أُخرى وتم إحضارهم إلى القضارف ، ولا أدري إن كان قدوماً نهائياً أم أيام ثم يتم ترحيلهم لبلدانهم وهذا ما نتمناه أن يكون المقصد الأساسي والرئيس حيث تكون القضارف معبراً لإكمال إجراءات الترحيل .
في أكتوبر من العام الماضي أحد الجنوبيين قام بإستدعاء المليشيات لمعسكر نيفاشا للاجئين الجنوب سودانيين بالخرطوم وقام بإعطائهم المكاتب ومكثوا فيه وأصبح المكتب قتالي وتم جلب بعض المساعدات من قِبل المليشيا للمرتزقة من جنوب السودان ثم شاركوا برفقتهم في المعارك وهذا ما وثّقته القوات المتمردة بنفسها .
تساهل الدولة في حصر الوجود الأجنبي وعدم تطبيق القانون عليهم وإبعادهم من البلاد هو السبب الأول والرئيس لمشاركتهم في الحرب علينا وسبب آخر تشجيعي وتحفيزي لطمعهم في المنهوبات والأموال والسيارات التي تمت سرقتها .الواجب أن تدرك ولاية القضارف خطورة تأخير الحصر والإبعاد فألوقت قد حان للتعامل بالمثل وعلى رئاسة الشُرطة أن تُسارع في إنفاذ القانون بجميع المناطق الآمنة فلا داعي للتأخير الذي سَبّبَّ هذه الكارثة .
هنالك سودانيين تم إيداعهم السجن في إثيوبيا لمخالفتهم قانون الإقامة لم تُراعي الجارة حتى لظرف السودان الإستثنائي ولكنها طبّقت قانونها على المُخالفين وإن كان هذا حقها ، فلماذا لا تتم المعاملة بالمثل في بلدنا ؟ نطالب شُرطة الأجانب التعامل بالمثل في كل شئ ( رسوم الإقامة – السجن – الإبعاد ) كما نُطالب إنزال أقصى العقوبات على مَن إنتهكوا أعراضنا ونهبوا أموالنا وسرقوا سياراتنا .
هذا الملف يحتاج لإرادة وطنية كما يجب النظر في كيفية الإيجارات وإمتلاك العقارات وقوانين واضحة لعمل الأجانب الذين أفسدوا في بلادنا ، فلتكن حملة شاملة كل أنحاء الولاية بجميع محلياتها حينها ستجدوا أنَّ هنالك كثيرين لا يحملون حتى هويات بلدهم ، دخلوا عبر القلابات بالتهريب هذا على ما يخص الأجانب ؛ أما معسكرات اللاجئين هذه غير مضبوطة ويتم الخروج منها بصورة سهلة للغاية وهو الأمر الذي يُشكّل تحدياً أمام لجنة أمن الولاية التي يجب أن تفتح ملف اللاجئين على مصراعيه وطريقة إدارته ولماذا ( يخرج ) اللاجئين من المعسكرات بل هنالك من يذهب إلى إثيوبيا عبر القلابات ثم يعود ثانية للبلاد .
قضية الأجانب في القضارف يجب أن تدرس المنطقة وحدودنا الشاسعة وتأثير ذلك على الولاية إن حدث ما لا يُحمد عُقباه ، كذلك مراقبة الشقق والفنادق والأحياء التي يؤجّر مالكيها للأجانب وهو الأمر الذي ظهر مع بدايات النزوح الأولى .
سنتناول في حلقتنا القادمة بمشيئة الله خطر الوجود الأجنبي واللاجئين معاً مع توقّع كل السيناريوهات .
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.