باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
1135*120   Last

أزمة السودان المشتعلة وتلاعب الأطراف الداخلية    

803

الخرطوم: باج نيوز

تستمر الأزمة السودانية على وقع الحرب المتواصلة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وسط أجواء من الجمود في مسارات التفاوض والحوار، ولكنها تدخل بشكل تدريجي فصلًا جديدًا يتمثل باستغلال شخصيات سياسية لموقعها ومكانتها لتحقيق مكاسب شخصية وتنفيذ أجندات الدول الداعمة لها، كما كشفت العديد من وسائل الإعلام.

حيث تحدثت صحيفة “العرب” عن دور رئيس تنسيقية القوى المدنية (تقدم)، عبدالله حمدوك، بتحقيق مكاسب شخصية من خلال التلاعب في الأزمة مع جميع الأطراف، وتعويله على الدعم الأمريكي له “كراعٍ للسلام” لضمان منصبه في مرحلة ما بعد الحرب مقابل تحقيق أجندات خاصة لواشنطن في المنطقة.

وأشارت الصحيفة أنه من الواضح أن زعيم (تقدم) لا يبحث عن السلام في حقيقة الأمر، وإنما يقدم نفسه “كوسيط” بين الأطراف المتحاربة لكسب ثقتهم، و”حمامة سلام” للمجتمع الدولي بشكل عام للترويج لشخصيته السياسية كبديل لهما، باعتباره “رجل دولة سابق”.

وأضافت صحيفة “العرب” أن حمدوك استطاع الترويج لنفسه أمام المجتمع الغربي كشخصية سياسية تستطيع ضمان مصالحهم في المنطقة، وذلك بعد محطات عدة قضتها تنسيقيته التي تضم عدداً من القوى السياسية والمدنية والمكونات النقابية في جولات دولية هدفها “المعلن” إيقاف الحرب المشتعلة منذ الـ15 من أبريل الماضي.

وكشفت تسريبات لمصادر تابعة للصحيفة أن رئيس الوزراء السابق، حمدوك، في عدد من جولاته السياسية اجرى عدة لقاءات مع مستشارين أمريكيين لبحث سبل استقدام قوات أمريكية إلى السودان ضمن مهمة القيادة العسكرية الأميركية في إفريقيا (أفريكوم) تحت غطاء “حفظ السلام”، ليكون لها موطئ قدم شرعي دولي وإقليمي في السودان، الأمر الذي يعتبر خيانة للتحالف الغير معلن الذي شكله مع قائد قوات الدعم السريع، وانقلابًا على قائد الجيش السوداني.

اشتباكات بين الجيش السوداني والدعم السريع في الخرطوم

ورأى مراقبون ومحللون سياسيون أن تدخل الولايات المتحدة الأمريكية المباشر في الأزمة السودانية في هذه المرحلة من الأزمة سيؤدي إلى تقسيم السودان ووصول شخصية سياسية كرئيس الوزراء السابق إلى سدة الحكم في نهاية المطاف، مؤكدين أن كلًا من رئيس المجلس السيادي الإنتقالي، الفريق أول، عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، لن يكونا طرفًا في هذا السيناريو الأمريكي المحتمل.

ومن جهتها أشارت صحيفة “الغد” إلى أن رئيس تنسيقية (تقدم)، عبدالله حمدوك، تلاعب بأطراف الأزمة السودانية، بينما عمل على تقوية علاقته مع الغرب وخصوصاً أمريكا، ليحجز لنفسه منصباً في مرحلة ما بعد الحرب، دون التوصل إلى حل رئيسي للأزمة بالرغم من المؤتمرات العديدة التي شارك بها، وهي لعبة كشفها معسكر “البرهان”، ودفعت بالنيابة العامة لإطلاق بلاغات جنائية بحق حمدوك و40 شخصية من قادة تنسيقيته.

ودونت النيابة العامة في السودان بلاغات جنائية ضد 40 من قادة ائتلاف الحرية والتغيير وتحالف القوى المدنية “تقدم” بتهم تتصل بإثارة الحرب ضد الدولة وتقويض النظام الدستوري، وإثارة التذمر بين القوات النظامية، وجرائم حرب ضد الممتلكات والحقوق الأخرى وضد الإنسانية، وتصل عقوبتها إلى الإعدام.

وتجدر الإشارة إلى أن معظم المبادرات المرتبطة بحرب السودان والتي شاركت فيها التنسيقية التي يرأسها حمدوك لم تصل إلى مرحلة أن يطلق عليها مبادرات، فكانت إما تفشل في الوصول إلى نتائج ملموسة على الأرض، أو تنتهي بتصريحات لا تتعدى كونها فرقعة إعلامية.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.

error: