محمد وداعة يكتب: باريس .. جنيف .. جدة
اجتماع فى جنيف .. مؤتمر فى باريس و مفاوضات جدة ، تحركات علنية كثيفة تبحث الشأن السودانى ، و اجتماعات سرية دولية حثيثة من اجل محاصرة السودان و محاولة فرض تسوية تعيد الامر الى ما كان عليه قبل 15 ابريل2023م ،اطراف و شخصيات سودانية تشارك فى بعض هذه الاجتماعات ، بعضها يشارك طمعآ و خوفآ ، و آخرون بحكم عمالتهم و ارتهانهم للاجندة الدولية ،و فى قرارة انفسهم يعلمون ان هذه المسارات لن تفضى الى حل ، و ان كان فى المجتمع الدولى خيرآ لقدمه فى غزة التى ترزح تحت آلة القتل و التدمير الاسرائيلية ، قتل فى غزة ما يزيد على 30 الفآ و سبعون الفآ اخرى من الجرحى ، كلهم من المدنيين، اطفالآ و نساءآ و شيوخآ ،
و بينما تزود امريكا و دول حلف الاطلسى اسرائيل بأكثر الاسلحة فتكآ ، اجهضت هذه الدول عدة مرات مشاريع قرارات فى مجلس الامن تدعو الى وقف اطلاق النار ،و بدلآ من المطالبة بايقاف الحرب ، هذه الدول تناشد اسرائيل تقديم خطة مفصلة لاجتياح رفح تتضمن تقليل اعداد الضحايا من المدنيين و ليس تجنب سقوط المدنيين بين قتيل و جريح ، فما هى اسباب حرص هؤلاء ( المتمدنين ) على ايقاف القتال فى السودان ، و تسعير حدة القتال فى غزة ؟ وكل التوقعات تشير الى خطورة الحرب فى غزة و امكانية تطورها الى نزاع اقليمى اوسع ؟ ، انها المصلحة المباشرة فى انهاء المقاومة فى غزة ، و عدم السماح بانتصار ارادة الشعب السودانى و قواته المسلحة فى انهاء التمرد و كسر شوكته و اجباره على الالتزام بالقانون الدولى و قوانين الحرب ، وصولآ الى تكريس استمرار الحرب لاطول فترة ممكنة لاضعاف الجيش و تفكيك الدولة السودانية و انهاكها ، و تقسيم البلاد الى دويلات متناحرة ، بما يمكن من اخضاعها و ابتلاعها و السيطرة على ثرواتها باستيطان و استعمار جديد، لا احد يصدقكم ..!
لاخير فى جدة .. و لا غيرها ، و لا معنى للتسابق الى جنيف و باريس ، فمن عجز عن اقناع او الزام المليشيا بايقاف الانتهاكات و الجرائم ضد الانسانية ، و فشل فى تطبيق قواعد القانون الدولى ، لا حجة له و لا ارادة فى حل الازمة بتفكيكها الى مسار انسانى و مسار عسكرى و آخر سياسي ، هؤلاء المجتمعون فى جدة و جنيف و باريس يعلمون لماذا و كيف تستمر الحرب ، ويعرفون كيف تنتهى ، هذه ملهاة لشراء الوقت و تمكين المليشيا من التقاط انفاسها و الحصول على اسلحة جديدة بهدف توسيع رقعة الحرب و استهداف مناطق ظلت آمنة منذ بداية الحرب ،
ربما هى الفرصة الاخيرة للسودانيين لاستباق السيناريوهات الدولية ، و الانخراط فى مسار حل سودانى، يستند فى المرحلة الاولى على حوار سودانى – سودانى ، يقوم على اجندة سودانية تتثمل فى الاتفاق على كيفية انهاء الحرب ، و استعادة الامن و اعادة النازحين الى بيوتهم و استئناف الحياة الطبيعية ، و من ثم الدخول فى العملية السياسية عبر المؤتمر الدستورى فى المرحلة الثانية ، للاجابة و الاتفاق على حل القضايا الخلافية و التى تتعلق بكيفية الحكم و شكله و طبيعة الدولة و العدالة الانتقالية و السلام و صناعة الدستور الدائم ، تمهيدآ لقيام انتخابات عامة فى ظل جيش قومى واحد، بالضرورة هذا الحل يبدأ من الاتفاق على مصير ( قوات الدعم السريع ) وكيفية انهاء وجودها العسكرى و طوحاتها السياسية ،
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.