محمد الطيب كبور يكتب: أي تاريخ عشناه !!
ماذا سنحكي للاجيال القادمة ؟ كيف سنصف ماحدث وهل سنجد عبارات مناسبة ! أهذا خيال ام كابوس ام ماذا بالضبط ؟! لانه فوق الاحتمال ! أهؤلاء بشر ! كيف تحولت الخرطوم الآمنه لبيوت أشباح ! وكيف هجر سكانها بيوتهم ؟ وامتدت الهجرة للجزيرة الوادعة فأصبحت بعض القري بلا سكان لم يرحموا شيخا هرما ولا طفلا رضيعا ولا مريضا عاجزا ولا امراءة وان كانت مسنة ، أينما تقع عيناك لاتجد سوي الخراب والدمار في الخرطوم بمدنها الثلاثة ام درمان وبحري والخرطوم وذات الصورة عاشتها الجزيرة بعد ان فقدت مدينة ود مدني القدرة علي الابتسام وكل شئ فيها اصبح حطام ..
إذلال وقهر لايوصف وما أسوأ قهر الرجال والذي منه نتعوذ في صلاتنا لانه قاتل للمروءة وللنخوة وللعزة والشموخ الذين تربينا عليهم ، وتكثر القصص وكلها يندي لها الجبين وتجعل الدم يغلي في العروق والجميع في انتظار لحظة القصاص وان تأخرت عقارب الساعة الا ان الآمال معلقة علي تلك الساعة التي ستكون دواء لجراح كثيرة علقت بالنفوس جراء اعتداءات مست كرامة الإنسان وجعلته يدرك تماما ان لاشئ يساوي نعمة الأمن والآمان في الوطن وان هؤلاء الاوباش جبناء احتموا خلف سلاحهم وخلف قذارتهم وامتهنوا الاعتداء علي العزل ونهبهم وممارسة كل أنواع القهر في حقهم ..
شهود علي العصر نحن وأي تاريخ عشناه وعايشناه والله ان كان ما شاهدناه منقولا لماصدقناه لانه أقرب للخيال وجود بشر متجردين من ادميتهم ( يكذبون يقتلون ينهبون يغتصبون يمارسون كل الكبائر ) ويتفاخرون بكل هذا بل يوثقون لجرائمهم هذه والفرح يعتلي وجوههم القميئة يصرخون فرحا قبيحا بهذة الانتهاكات ثم امام أجهزة الإعلام يظهر من يفوقهم خسة ووضاعة ليدافع عنهم باختلاق روايات كذوبة يحاول ان يخفي بها آثار جرائهم ولكن هيهات فالصورة أوضح من ان تمحوها الأكاذيب خصوصا ان التوثيق ليس حكرا علي الآلة الاعلامية التابعة لهم فقط ومن بين الحطام الالاف القصص والحكاوي التي تم التوثيق لها ومازال العرض مستمرا والتاريخ يكتب افاداته من ارض الواقع بمداد الدم ونحن للأسف شهود علي العصر .. أسوأ عصر ..
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.