باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
1135*120   Last

يوسف عبد المنان يكتب: مابعد سقوط مدني

1٬648

موجع ومؤلم جدا أن تسقط مدينة بحجم ودمدني وتستباح وتنهب في رابعة النهار الاغر وينزح نازحيها مرة أخرى لسنار وسنجه والدندر وهي مناطق ليست بمناي عن وصول تتار هذا العصر لقبلها وحينها قد يضطر سكانها إلى عبور الحدود الوهمية بين دولتي السودان الشمالي والسودان الجنوب طلبا للحماية في بانجيلا والرنك إذا ظلت المدن تتساقط واحدة بعد الأخرى دون وقفة مراجعة لماذا سقطت زالنجي والجنينه ومدني ونيالا والعيلفون ونوايا التمرد معلنه بالانتقام من شندي ودنقلا وعطبرة والقضارف بل وحتى بورتسودان

سقوط مدينة لجد موجع للقلب ولكن لايزعزع ثقة الشعب السوداني في قواته المسلحة القومية التي تقاتل مليشيات حتى يتحقق النصر والتيار القومي العريض من القوى الاجتماعية والسياسية والرياضية والفنيه الداعم للقوات المسلحة لن يبدل ولن تفتر له همة بسبب هزيمة في معركة ويخوض حرب وجود وحرب قد تطول لسنوات أو شهور
لكن الجيش الذي يحظى بدعم أكثرية الشعب السوداني لايحظي بما تحظى به المليشيا من إسناد سياسي ومعنوي ومعلوماتي وقيادة الجيش متوجسة خوفا ورهبة من التيارات الإسلامية التي تخوض معها الحرب من أجل السودان كبلد وليس السلطة التي ماعادت لها بريق ومغريات في بلدا محطما في بنيته التحتية وممزقا وجدانيا
المليشيا تتقدم كل يوم في المدن بسبب الدعم الخارجي المفتوح بالسلاح والزخائر والأمداد الغذائى وبخطاب القوى السياسية ممثلة في الحرية والتغير التي تمثل السند السياسي والمعلوماتي والإعلامي الملشيات وفي كل المعارك التي تخوضها المليشيا تجد من يسندها إعلاميا ويروج لخطابها في الوقت الذي ترفض قيادة الجيش وتخشى التصنيف السياسي أن هي مدت يدها لشباب السودان المجاهدين القادرين على تغير ميزان المعركة في شهرا واحد وأطلقت سراح الحناجر المحبوسة والأقلام المتوجسة وخاضت الحرب بالشعب المؤيد والداعم لها فالجيش اليوم مسنودا ومدعوما من التيار الإسلامي الشعبي العريض من إسلاميين حركيين وسلفيين وصوفية والحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل والأنصار المقاتلين أصحاب المبادي لاحزب الأمة بقيادة فضل برمه ناصر والجيش مدعوما بمثقفي التيار الوسطى ومن حركات الكفاح المسلح من أبناء السودان في حركات العدل والمساواة وتحرير السودان ومن عبدالواحد محمد نور وأبناء جبال النوبة وكل شمال السودان ووسطه والزعاوة والفور والمساليت والتنجر واكثرية بني هلبا والمسيرية الحمر وحمر والبديرية والجوامعه ودار حامد ونظارة البزعة وبني جرار والكواهلة والشنخاب والبجه ولكن هذه الكثرة إذا لم تجد خطابا سياسيا موازيا ومصادما لقوى المليشيا المسنودة بحزب الامه والمؤتمر السوداني وحزب البعث والجمهوريين وأحزاب الأسفار والترحال وأحزاب بنكك والنقابات البوكو وكثير من من تحسبهم جماعة وقلوبهم شتى فإن الأكثرية الداعمة للجيش تصبح كثرة بلافاعلية حقيقية وقيادة الجيش أن لها أن تجلس مع القوى السياسية الداعمة لها علنا أو من وراء حجاب والاتفاق على تصميم خطاب سياسي يخاطب الشعب ويرسم طريق مستقبل البلاد دون تغبيش
في ذات الوقت على قيادة الدولة تشكيل حكومة قادرة على خوض الحرب وإعادة النظر كليا في السياسة الخارجية الحالية والإقبال بصدق نحو الشرق وترميم العلاقة مع الصين والتفاهم عاجلا مع روسيا وتركيا وإيران ومصر والسعودية للعبور إلى مرحلة التنفس الطبيعي من غير حاجة لانبوب الأكسجين
اما مسار العمليات فإن توحيد القيادة العليا وتحديد المسؤوليات بصور قاطعة والمراجعة للأداء كفيلة بتحديد مطلوبات المرحلة القادمة الأصعب والأهم في تاريخ هذه البلاد التي امتحن الله شعبها واختبر صبرهم علي المكاره
ثمانية أشهر من الحرب والخيانة من بعض أبناء السودان العاقين
القوات المسلحة القومية لن تنتكس لها راية ولن تفتر لها همة ولن يعجزها خوض القتال ولكن طبيعة الحرب التي تدور داخل المدن قد اطالت أمد الحرب
ثمانية أشهر والحادبين على القوات المسلحة يكتمون غيظهم وينصحون القيادة همسا وتلميحا احتراما لها ولكن بعد ماحدث في مدني آن لقيادة الجيش التواضع قليلا والاصغاء لنصح الناصحين ومراجعة السياسات الكلية واحترام المؤيدين وقطع العشم نهائيا من المتربصين من داعمي المليشيا.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.

error: