باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
1135*120   Last

يس علي يس يكتب: دروس الخرطوم..!!

1٬402

في أيام الحرب كنا نشاهد الكثير من المناظر المخزية، لمواطنين اتخذوا من أسواق المسروقات التي عرفت بأسواق ” دقلو” مزارات مستديمة، يشترون المسروقات بأبخس الأثمان، والأدوات المختلفة منذ الصباح الباكر وحتى منتصف نهار اليوم، موعد نهاية اليوم في الخرطوم، وبعدها تخلو الشوارع إلا من عناصر المليشيا المسلحة، في أسواق دقلو كان كل شيء يباع، حتى القيم والمباديء التي كنا نظن أن أشخاصا نعرفهم حق المعرفة يملكونها، فوجدناهم غارقين في شراء المسروقات، وما يخص مواطن مغلوب مثله طردته الحرب، فغار على بيته اللصوص..!!

° احتشدت منازل عديمي الضمير بالشاشات والثلاجات والأسرة ومقاعد الجلوس والأدوات الكهربائية والمكيفات، وأؤلئك هم الذين أغروا لقيط أفريقيا باستمرار السرقات، كنا نشاهد كيف تقف ارتكازات الدعم السريع في انتظار لصوص ” الكارو” فيجردونهم من ما غلا من مسروقاتهم ويسمحون بمرور ما تبقى، ثم يبيعونها في اسواق دقلو لمن لا يجد في نفسه حرج من التعامل مع الحرام..!!

° كنا نتابع “ستات الشاي” الذين كان يتعاطف معهم الناس بحجة ” مساكين ياكلوا من وين”، عندما تثور المحليات في وجوههم وتنظم حملات ” الكشة” في مواجهتهم، ثم إن ستات الشاي رأيناهن يزغردن للمرتزقة عند كل ضربة في المدرعات ويوم ضرب اليرموك تحديدا، زغرودة ودعوات بالنصر على جيش السودان، ثم إنهن زبون أساسي ودائم في أسواق دقلو..!!

° الجميلات منهن يتم منحها منزلا لتنهبه بمقابل لا يخفى على أحد، وهذا ليس رواية من أحد بل كنا شهود عيان في تلك الفترة..!!

° أما أصحاب الدرداقات فإن معظمهم قد لبس الكدمول وحمل سلاحا في وجه مواطن الخرطوم الذي سمح له بالتواجد وممارسة مهنته الهامشية بل ودافع عن حقه في الكسب الحلال متحديا قوانين المحليات، ثم عض أؤلئك اليد التي امتدت إليهم، والشوارع التي رعتهم، فكان جزاؤهم هذا التخريب..!!

° فئات كثيرة جدا انجرفت مع موجة الحرام بكل أشكاله، وآخرون استعصموا بحبل الله ورفضوا مسمارا من جبال كنوز الحرام، هم الذين رضعوا حلالا، وحسنت تربيتهم فخافوا الله اليوم، ليتقوا يوما لا ينفع فيه مال ولا بنون..!!

° هنالك من اختار طريق الوشاية، وفي كل حي كان هنالك مرشدين، شيبا وشبابا، نساء وبنات، الجميع عرفهم، وهم تحت دائرة المرصد، وعاجلا او آجلا سيكون الحساب العسير..!!

° هذه الحرب كشفت الكثير، واوضحت لأهل الخرطوم ” صليحهم من عدوهم”، ربما اغتنى البعض من تجارة الحرب البائسة، لكن هل سيعود الحال على ما كان عليه بعد التحرير..؟؟

° هل ستفتح البيوت للخادمات مجددا؟؟، هل سيعود منظر ستات الشاي القبيح في شوارع العاصمة؟؟، هل سيواصل أصحاب الدرداقات رحلة الاستكشاف وسط الاحياء بصمت كبير من سكانها؟؟، هل يعود بائعي التسالي الذين كانوا يستأجرون عمارة كاملة في السوق المحلي لما كانوا عليه..؟؟

° الأمر بيد الجيش والأمن والشرطة بعد نهاية الحرب، وبيد المواطنين في كل الأحياء..!!

° التعاطف جرد الناس من ممتلكاتهم وهجرهم لعام كامل خارج ديارهم.. فهل أنتم متعظون..؟؟

° انتهى الدرس ..!!

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.

error: