حسن علي عيسى يكتب: *و لِدار السلام من سحر الكرام نصيب
* الهلال باختياره لتنزانيا اختار شعباً وقيماً قبل أن يختار ملعبا.
* سحر و إبداع الهلال مطلوب في كل القارة السمراء.
* إنجازات مجلس الهلال تنافس نفسها إدارياً وفنياً.
عجيب سحرك أيها المارد الازرق و أنت تحول القارة الأفريقيه إلى مضارب زرقاء يتعانق على مشارفها اللونان الأروعان وكأني بدار السلام قد مشت في أثواب (العرضة) القشب.
إنه سحر الهلال النبيل، والقبول الإلهي الذي أودعه الخالق العظيم فيه منذ صرخة الميلاد في حضرة الخريجين الأوائل.
فعندما وقع اختيار مجلس الهلال الفطن الكيس اللماح على تنزانيا وطن أحد مناضلي افريقيا الذين عملوا على إنعتاقها من ربقة الاستعمار و أحد النماذج الاسطورية في النزاهة وعفة اليد واللسان كان المقصود هو الأمة العريقه والقيم الفاضله الرفيعه التي إشتهر بها الشعب التنزاني الشقيق ولم يكن المقصود هو الملعب وحده. لقد جاءت موافقة تنزانيا على إستضافة مباريات الهلال قبل أن يجف حبر طلب الهلال في هذا الصدد، وقتها عرفت المعنى الأنبل لسرعة البرق حيث كان فهمي قاصرا على المعني اللغوي وحده.
لقد دخل فرسان الهلال الميامين بلاد أروشا وزنجبار من باب دخول المبدعين وليس من باب دخول الفاتحين، وأصبحوا في حماها آمنين شأنهم شأن من دخل دار أبي سفيان في ذلك الزمن القديم.
لقد عملت بدور الهلال المتألقة المتأنقة وهي تبدع وتنحت الروائع على غزو شباك سليل أرض أبي القاسم الشابي واحداً ومثنى وثلاث وتوقفت عن (الرباع) لأن ذلك مباح في الزواج فقط وليس مألوفاً في كرة القدم. وكأني بهم قد وجهوا الى الراحل الشابي رسالة من الراحل التجاني يوسف بشير مفادها ( نحن من يعشق تطواف الربا والوهاد ويسترقص البيدا **ويسكب على كل ناد ما يسحر الغيدا).
فلسان حالهم يقول: نحن شباب الهلال الطامح الوثاب نمثل طرير الشباب الذي أحسن النظم فيه عبقري الشعر السوداني التجاني يوسف بشير طيب الله ثراه. و إن كان شاعر تونس الخضراء قد أكد أن للحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق)، فقد أكد أدبنا الشعبي على أن الفينا مشهوده ،واننا ركابين على الناصع أب غرة ونتباشر وقت نلقي (الصراع حره). و كذلك استطاعت أقمار الهلال الوضيئه أن تقلب ترتيب فرق المجموعه في أقل من أسبوع مثلما أكمل مجلسها الهمام عقد قران الانجاز الاداري على فاتنة الإنجاز الفني الكروي خلال ٢٤ ساعة فقط.
أقول إن قرائن الأحوال وشواهد الزمان تؤكد أن هذا الصرح العظيم خلق رسالياً لبث الفرح وتضميد الجراح وإزالة الاكتئاب، وتتعاظم مهمته الرساليه في هذا الزمن العبوس القمطرير وقد توشح الوطن بالسواد وعلا صوت المدافع و الدانات، وكاد يطغي على صوت المآذن، فقد كان كل هدف من ثلاثية دار السلام إحساسا بالسلام في وطن ذهب فيه السلام في اجازة مفتوحه.
وجاء كل هدف بمثابة بلسماً لجرح غائر و عوضاً نافعاً ومباركا لحق منهوب، فالشكر لصانعي الفرح في زمن الأحزان فقد كان كل هدف من الأهداف الثلاثه بالنسبة لي عوضاً عن كل سيارة من سياراتي الثلاثه المنهوبه وأخالها الان قد وقفت زاهية في ساحة المنزل.
ونتطلع ومثلي الكثيرون لنصر قادم من تونس الخضراء أبي القاسم الشابي في الأيام القليلة القادمة ليغسل بقية الأحزان ويكمل على أحباب حزب الاغلبيه تعويض ما فقدوه من ممتلكات. فما هو الاعجاز اذا لم يكن الاصرار على المشاركة رغم ظروف الحرب؟ وأن يترك الاداريون واللاعبون والفنيون أسرهم لفترات طوال بعيداً عن الزوجة والاهل والولد والعشيرة ثم يبدعون وقلوبهم معلقة بالذين تركوهم تحت سماء قصف الدانات والمدافع؟ وكيف يكون الاعجاز اذا لم يعني دلق السحر الطيب الحلال في زمن الحداد العبوس القمطرير. حفظ الله الهلال وأهله فوق كل أرض وتحت كل سماء، وعجل بعقد قران الأقمار على زينة بطولات القاره وحسناواتها التي تمنعت على هلال الملايين وهي الراغبه.
رحم الله شهداء الوطن وعجل بشفاء الجرحى وعودة المفقودين نسأله تعالى فك أسر أخينا العزيز والرمز الهلالي الباذخ الصادق يوسف.
والحمدلله فاطر السموات والأرض من قبل ومن بعد.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.