بشارة جمعة أرور يكتب: القوات الأجنبية قاب قوسين أو أدنى
قال تعالى: ( وإِذ قالت أُمةٌ منهم لم تعظُون قوما الله مُهلكهم أو مُعذِّبهم عذابا شديدا قالوا معذِرةً إلى ربكم ولعلهم يتقون)صدق الله.
الله الله على الضرب تحت الحزام وتناقضات دول الجوار وما تسمى بالشقيقة والصديقة في توفير الممرات الأمنة والسرية في التعامل…،طبعاً المفاوضات في جدة والحرب في أم بدة والدفع شغال على طول في تلك التي ينظرون إليها عبر القدة ويتحاشون ذكرها ويقال أن القبض من خمسة مليون دولار إلى…، والذين أستلموا فيهم من حلل بالضحوية ومنهم من (غنج) وجدع الطورية،وهنالك من أستيقظ متأخراً وشد الرحال سراً وأسرى ليلاً إلى مائدة الفتة بعد برودها ومازال…،ويحتمل جدة يأتي منها السلام وبذات الوقت قد تكون المنصة التي ستنطلق منها عملية تدخل القوات الأجنبية المزمعة على ذلك وبدون أدنى شك إنهم ماضون فيه لا محالة ولو يخلقوا لها ثغرة بزرائع حماية المدنيين ولدواعي السيطرة على الحرب و وقف الإنتهاكات والجرائم الإنسانية و يبدو بشكل واضح أن الأمور قد نضجت إلى حد الاستواء مما جعلت الدولة الكبرى التي نوت من قبل وخططت لذلك،تدفع في إتجاه أسراع عملية التهيئة حتى يتسنى لها فرصة الانقضاض على المشروع الذي كانت تحلم به قبيل استقلال السودان…، القائمون على الأمور سيمانعون في البداية والكن في نهاية المطاف سيستجيبون للضغوطات مطاوعين للأمر.
والقائد مسؤول في تحمل المسؤولية في كل الظرف ،العصيبة منها والحرجة،وعليه أن يعمل بعزم ويقود بحزم و حسم…،لذلك نقول،أسرعوا وسارعوا، أسرعوا وسارعوا،لتجنيب البلاد التدخلات الأجنبية بالقوات حيث بدايات مشروع التفكيك والتشرذم…،والصلح خير أي الصلح الحقيقي الذي يقود إلى التصافي والتعافي والتسامح فتسكن إليه النفوس ويزول به الخلاف، خيرٌ على استمرار الشحناء والبغضاء والعداوة في داخل المجتمع.
فالدول لا تبنى بالتشاكس والتغابن والتخاصم ولا بتكريس الجهويات والقبليات وتعميق خطاب العنصرية والعصبية البغيضة، ولا تدار بالتراخي والتهاون والإهمال، بل بالحكمة وقوة السلطة فلابد أن تأخذ بحقها وإلا فقدت القوة والسيطرة وبذلك ستفقد عندئذٍ الهيبة وبسط حكم القانون.
واليوم هناك مجموعة من الظواهر والأحداث الجارية تعتبر علامات أو أشراط تدّل على ذلك.
وما وقوع الفتنة الجهلاء والكوارث العظيمة المهلكة للأمم وتكريس منهج الانتهاكات والظلم والاضطهاد والعدوان والتناحر والتنافر الذي طغى على المشهد و واقع السودان اليوم فيما بين مكونات المجتمع بدل التضامن والتلاحم الوطني،إلا دليل قاطع لتلك الأشراط.
لذلك يجب ألا نسمح لاختلافاتنا وصراعاتنا السياسية أن تدمر قدراتنا الاستراتيجية وتفتت وحدتنا.
نعم،مطلوب منا جميعاً أن نقوم بالتقويم والإصلاح لنحقق الأفضل.
فالضغط يولد انفجاراً في النهاية والانفجار لا يستأذن أحد، وما تفعله الكراهية والبغضاء لها وقع وخيم على ذات من يتبعها أولاً قبل الآخرين…،ومعلوم أن الحياة كلها في الحقيقة أهداف وغايات، فإذا كان هدفنا تحقيق الحرية والسلام والعدالة والتحول الديمقراطي كأهداف مأمولة،والغاية السامية لأبناء وبنات السودان هي وحدة الشعب والازدهار والتقدم فالجهد المبذول لتحقيق ذلك كافي،وبلوغ المرام ومبتغى الغايات السامية لا يمكن إلا بإنهاء الحرب والاقتتال…،فإن القائد سُمِّي قائد ليقود،لا لينقاد…،وسياسة شراء الوقت والمجاملات بالموازنات ماهي إلا مضيعة للزمن وإهدار الجهود ولا تجدي نفعاً في مثل هذه الظروف الحرجة…،والعمل الضروري في هذه المرحلة أن توم القيادات والقوى السياسية بعملية مصالحات سريعة فيما بينها اليوم وليس غداً وبشكل موسع في كل ربوع الوطن ثم العمل بأسرع ما يمكن على إنتشال البلاد وصولاً إلى المصالحة الوطنية الشاملة قبل فوات الأوان،لأن أمر القتل والموت قد تحول إلى مؤسسة رعب مخيف ودمار شامل وحالة الزعر والمجازر والتطهير العرقي وتهجير السكان كواقع مشاهد تحكي عن لسان حال المدنيين في تلك المناطق،وبالطبع في حال إستمرار هذه المآسي والقصص المؤلمة نؤكد جازمين بأن ضالة الدول الكبرى للتدخل العسكري بات أمراً محسوم وربما القوات أجنبية جاهزة ومتأهبة بل صارت قاب قوسين أو أدنى للتدخل والنزول إلى أرض الواقع على غرار اليوناميد وستكون مهمتها الأساسية حماية المدنيين، وستوكل إليها كذلك المساهمة في تأمين المساعدات الانسانية،ومراقبة وتأكيد تفعيل ما يتم الاتفاق عليه،ومحتمل أن تختص في شأن مساعدة العملية السياسية المُتضمنة في إختصاصات يونتامس،والمساهمة في تعزيز حقوق الانسان وسيادة القانون، ومراقبة وإعطاء التقارير عن الوضع…،والمعلومات تؤكد بأن دول بعينها جهزت وإستعدت لساعة النداء…،وعليه أناشد كل سوداني عاقل وغيور بأن يسعى إلى تفويت هذه الفرصة لأنها ستكون القشة التي قصمت ظهر السودان بعد تراكم الأزمات والأحداث،فالذي يجمعناً أكثر مما يفرقنا، لذا يجب ألا نسمح لفتح المزيد من نوافز التنافر والخلافات والكراهية ونهدم جسور التواصل والأخوة الوطنية و وحدة الصف والوجدان والمصير المشترك الذي يجمع أبناء وبنات الوطن.
وأقول على رؤوس الملأ لا يمكن أن يعود السودان إلى سابق عهده كدولة مؤسسات ودستور وقوانين إلا في ظل حكم مدني حقيقي وفعال، حينها سيحدث الإستقرار والأمن في ربوع الوطن.
فالصلح أمر حتمي لا محال وسيتم عاجلاً أم آجلاً، شاء من شاء وأبى من أبى،وإِلم تفعلوه أو تعملوا لتحقيقه، أعلموا أنكم سبب خراب وضياع هذا البلد وتأكدوا إن الله سيقيض لهذه البلاد من يقودها ويجمع شتاتها،وينصرها من هذه الهزيمة التي جلبتوها بتصرفاتكم غير الرشيدة،وسيحررها من الطغيان والفساد بكل أنواعها…،لذا نأمل ألا تتعاملوا مع هذه النصيحة كالرؤى والأفكار والمبادرات والمقترحات والمؤتمرات والحوارات التي تمت قبل وبعد الشراكة الفطيرة،وكذلك إتفاقية سلام جوبا والتمديد الثاني للفترة الانتقالية…،وكأن كل ما جاء إليكم قوم أو جهة وجهتموهم تلقاء السابقين ثم انصرفتم وصرفتم النظر عما قدموه من مبادرات ورؤى ومبادئ ومقترحات فصارت مجرد لقاءات ومؤتمرات بغرض احتواء الكل في إطار ظاهرة الزخم السياسي والفرقعات الإعلامية ثم تجمع الأوراق والوثائق وتركم بعضها فوق بعض في الأضابير وعلى الرفوف.
#جدة لتحقيق السلام والتدخل الأجنبي العسكري على الأبواب.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.