أمجد فريد الطيب يكتب: نصف عام من جنون الحرب في السودان
ماذا نصنع مع الحركة الإسلامية في السودان؟ فالإسلاميون على مختلف معسكراتهم اشتركوا في إشعال هذه الحرب، كما اشتركوا من قبل في تحريض الطرفين المتقاتلين حاليا في الانقلاب على الحكم المدني الانتقالي. الإسلاميون هم الضلع الثالث في هذه الحرب بلا منازع.
أما السؤال الأخير فهو: ماذا نصنع مع الأطراف الإقليمية والدولية؟ فالحرب الحالية في السودان تجاوزت حدوده، وانخرط كثير من الأطراف الإقليمية- وحتى الدولية- فيها بشكل مباشر وغير مباشر، حماية لمصالحه أو طمعا في مصالح وفوائد يوفرها له غياب الدولة في السودان.
الإجابة على هذه الأسئلة ليست ترفا فكريا، بل إن بعضها- وخصوصا فيما يتعلق بـ “الدعم السريع” – يعتبر مساحة اختلاف واسعة بين الساسة المدنيين في السودان. ويلجأ بعض هؤلاء لمحاولة تفادي الإجابة على هذه الأسئلة أو إغراقها في لجة الغموض، إما لإخفاء الموقف الحقيقي وإما للتأجيل. ولكن هذا التهرب لن يجدي البلاد ولا العباد في السودان شيئا.
السودان مواجهة بأسئلة أن يكون أو لا يكون، وهذه هي لحظة الحقيقة. لن يجدي توحيد المدنيين ولا وقف إطلاق النار ولا الحديث عن عملية سياسية تأسيسية، قبل تحديد الإجابات الواضحة والمواقف الواضحة من هذه الأسئلة الخمسة. وعسى أن تكون الإجابة عليها مدخلا لأن تكون الستة أشهر الماضية هي الأخيرة من عمر الاقتتال السوداني.
نقلا عن المجلة
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.