مأمون عثمان يكتب: حرب السودان.. التدمير الممنهج والأسئلة الصعبة والإجابات العصية
من الثابت أن الجيش السوداني مع استخباراته العسكرية، وبالتعاون مع جهاز الأمن والمخابرات السوداني، يمتلك المعلومات الشاملة عن المخطط الذي تم تنفيذه، من حيث حجمه وأهدافه والجهات المشاركة فيه، سواءً كانت دولًا أو أجهزة مخابرات إقليمية ودولية أو قوى وأحزاب وكيانات وأشخاص.
ورغم ذلك، لم يتم الكشف عن هذه المعلومات للرأي العام السوداني أو الدولي، فقد أظهرت بعض قيادات المؤسسة العسكرية تحفظهم على الإدلاء بهذه المعلومات في الوقت الحالي، مبررين ذلك بانشغالهم بالمعركة وحسم التمرد. ومع تطور الأحداث وبمجرد استقرار الوضع، يجب أن توضح الحقائق للجميع.
وفي ذلك الوقت، على المفكرين والسياسيين السودانيين أن يتخذوا القرارات والمواقف الإستراتيجية التي تحفظ حقوق وتوجهات السودان وشعبه. كما يجب على البلاد أن تعيد تقييم تحالفاتها وعلاقاتها الإقليمية والدولية، خصوصًا بعد تعرضها لحرب غير مسبوقة في التاريخ المعاصر للمنطقة.
السؤال الذي يدور في أذهان الكثيرين هو عما سيكون عليه وضع قوات الدعم السريع بعد كل الذي حدث، وبعدما انهارت الثقة تماما بين قيادتها وقيادة الجيش، وبات من الصعب ترميمها، جهد كبير مطلوب لإعادة بناء ما دمره الاقتتال، ليس على صعيد الممتلكات العامة والخاصة فحسب، أو لتضميد جراح أهل الضحايا، بل أيضا على صعيد معالجة الشروخ التي تفاقمت في المشهد السوداني، وبشكل خاص فيما يتعلق بفك عقد الوضع السياسي المأزوم الذي قاد إلى الحرب، فهل يعتبر أهل السياسة من كل ما جرى؟
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.