حفيظ دراجي يكتب: الاتحاد الجزائري يرفع شكوى إلى الكاف؟
*كما كان متوقعاً، أرسل الاتحاد الجزائري لكرة القدم، الخميس الماضي، خطاباً إلى رئيس الاتحاد الأفريقي باتريس موتسيبي على خلفية التصريح الذي أدلى السيد فوزي لقجع رئيس الجامعة المغربية أمام البرلمان المغربي أثناء مناقشة القانون التكميلي لميزانية السنة، أعلن فيه أن المغرب سينظم نهائيات كأس أمم أفريقيا 2025، قبل أن يجتمع المجلس التنفيذي للكاف ويختار البلد المنظم، في سابقة أولى من نوعها، خاصة أنها صادرة عن نائب رئيس الاتحاد الأفريقي، وعضو المجلس التنفيذي للفيفا، المطالب أكثر من غيره باحترام الهيئة القارية واللوائح والقوانين والأخلاقيات، واحترام الاتحادات المرشحة وكل أعضاء الجمعية العمومية، الذين شعروا بالإحراج، بعد التصريح الذي ضرب مصداقيتهم في العمق.
*مصادر مقربة من المكتب الفيدرالي للاتحاد الجزائري أكدت إرسال الشكوى والمطالبة بتكذيب ما جاء على لسان رئيس الاتحاد المغربي لكرة القدم، وتجديد التأكيد أن مسار دراسة الملفات والتصويت على البلد المضيف يجري بنزاهة، لأن الإعلان تحت قبة البرلمان يضرب مصداقية العملية في الشكل والمضمون، إذ لا يجوز لأي بلد أن يعلن فوزه قبل اجتماع المجلس التنفيذي، لأن ذلك يعني أن القرار اتخذ من زمان خارج المؤسسات المخولة بذلك.
*لكن الاتحاد الجزائري في خطابه لم يصل إلى غاية التهديد بسحب ملفه والخروج من سباق الترشح لاحتضان كأس أمم أفريقيا 2025، ربما في وقت لاحق عند وصول رد هيئة باتريس موتسيبي على الخطاب الأول الذي لا يحتمل أي لبس أو تأويل ويعتبر كافياً لاتخاذ قرار الانسحاب.
*منذ أشهر، كان المتتبعون يتوقعون فوز المغرب بتنظيم النسخة الرابعة والثلاثين، حتى قبل تقديم الملفات ودراستها ومعاينة مرافق وملاعب البلدان المرشحة، وذلك لاعتبارات كثيرة لا علاقة لها بقوة الملف والأحقية لأن الجزائر والسنغال و نيجيريا رفقة بنين تملك المؤهلات لاحتضان البطولة مثل المغرب، ورئيس الجامعة المغربية لكرة القدم لم يكن بحاجة إلى استباق الأحداث والإعلان عن قرار الكاف قبل التصويت عليه من طرف أعضاء مجلسه التنفيذي، لأنه أصلاً هو الأوفر حظاً على غرار الجزائر، التي أكدت أحقيتها واستحقاقها من خلال التنظيم الاستثنائي لبطولة كأس افريقيا للاعبين المحليين، وبطولة كأس أمم أفريقيا لأقل من 17 سنة، بعد استكمال إنجاز 5 ملاعب عالمية حديثة تتوفر على كل الشروط.
*مصادر أخرى من الاتحاد الأفريقي أكدت أن باتريس موتسيبي أصبح في موقف حرج لا يحسد عليه بسبب تصريح فوزي لقجع، الذي أكد من خلاله أن قرارات الهيئة القارية تتخذ خارج هياكلها ومؤسساتها الشرعية المخولة باختيار البلد المنظم، ولا يمكن استعادة المصداقية سوى باتخاذ قرار مخالف عن الذي صرح به رئيس الاتحاد المغربي، وهو الأمر الذي يبدو صعباً، بل مستحيلاً في ظل الأوضاع الراهنة للهيئة الكروية القارية، التي وقع فيها الرئيس رهينة ضغوط وممارسات، رغم نزاهته ونواياه الصادقة في تنظيف البيت الكروي الأفريقي واستعادة سيادته واستقلاليته في اتخاذ القرارات التي تخدم الكرة الأفريقية.
*موتسيبي سيكتفي بإصدار بيان يؤكد فيه أن القرار لم يتخذ بعد، ولن يتخذ قبل اجتماع المجلس التنفيذي، وأن العملية ستجرى بنزاهة وشفافية، لكن الحقيقة أن القرار اتخذ منذ مدة وسيتم الإعلان عن فوز المغرب، وعندها سيدرك الجميع أن الهيئة القارية لم تعد سيدة قراراتها. لذلك، يرتقب انسحاب رئيس الكاف خلال أعمال الجمعية العامة المقبلة المقررة في ساحل العاج وتقليص عهدته الانتخابية حفاظاً على سمعته ومصداقيته، وينتظر بعدها أن يعلن الاتحاد الجزائري سحب الملف الذي تقدم به لتنظيم دورة 2025، على أمل الظفر بتنظيم بطولة 2027.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.