أسامة سرايا يكتب: أزمة السودان
*يجب أن يفهم السودانيون معنى عدم التدخل فى شئونهم الداخلية، وأن الأهم أننا نقف مع الشعب السودانى بكل مكوناته، ورؤاه، فهو العمود الفقرى للدولة السودانية.
*لقد كانت زيارة مالك عقار، نائب رئيس مجلس السيادة السودانى، والوفد المرافق له، إلى مصر، مؤخرا، فرصة لنستمع جيدا، وبما أننا مع الشعب السودانى، فلا يمكن أن نقف متفرجين على الصراع هناك، لأن الحرب عندما تشتعل تتحول إلى غريزة ليست إنسانية، ويصبح كل أطرافها ضحايا، ويعانون، ولذلك فإن وقف الحرب هو طريق العقلاء، ومساعدة ضحايا الحرب هو قمة الإنسانية التى نسعى إليها.
*إن مصر الآن ممتلئة بالسودانيين على كل المستويات (الأغنياء، والفقراء، والحرفيين- كل منهم وجد ضالته فى مصر)، أحياء كاملة كلها سودانيون، لم يضج المصريون من أشقائهم أهل السودان، بل أسمع يوميا عن مساعدات من كل الأطراف، وإذا دخل مصرى وسودانى للعمل فى أى مشروع، نجد أن الأولوية تُعطى للسودانى قبل المصرى، ويقول أصحاب الأعمال، وأرباب الـ «HR» يجب أن يشعروا بأنهم فى بلدهم الثانى، فهم أهلنا، وعلينا استقبالهم، ومساعدتهم على العمل، وهو ما يحدث فى مصر الآن، هذا غير سفن المساعدات الطبية، والغذائية التى تتوجه من مصر إلى السودان، وهذا هو التدخل الإيجابى.
*يجب وقف الحرب، وتكثيف الحوار بين السودانيين، مع تكثيف المساعدات الاقتصادية، والطبية، للسودانيين، سواء كانوا فى مصر، أو أى دولة عربية، أو إفريقية، وعلينا جميعا أن نتماسك، ونحشد المجتمع الدولى لمساعدة السودان اقتصاديا، قبل سياسيا، واجتماعيا، وإنسانيا، حتى يجتاز تلك المحنة القاسية.
*إن أصعب وأخطر الأزمات التى تواجهها المجتمعات العربية هى الاحتراب الأهلى، وهو إحدى نتائج وصول الجماعات المتطرفة إلى سدة الحكم، فهم يفجرون المجتمعات من داخلها، ولا يحلون أى أزمات، بل يشعلونها ضد الاستقرار، والتنمية، لأنهم فئة من الناس تعتبر أعدى أعداء الشعوب، والاستقرار الداخلى.
*أعتقد أن ما نملكه للسودانيين ليس الدعاء فقط، ولكن المساعدة، واستقبالهم (وهو ما يحدث الآن)، وحثهم على قبول الحلول السلمية لاجتياز كل التأثيرات الضارة، والسلبية التى خلّفتها الأزمة الحالية
* نقلا عن ” الأهرام”
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.